أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمشيد ابراهيم - الخوف من الناس














المزيد.....

الخوف من الناس


جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 14:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فجأة غيير الاتجاه و قال المريض لنفسه: لا استطيع ان استمر في العيش على هذا الحال ابدا. انا اخاف من الناس لا ارتاح اذا كنت معها او بينها - تصاب رجلاي بالشلل و تلتوي لا استطيع ان امشي اذا اضطريت لمقابلتها و لكني لا استطيع ايضا التخلي عنها واعيش لوحدي فقط - منعزل - ماذا اعمل؟ انا في حاجة الى علاج نفسي حالا.

تذكر ان هناك حكيم نفسي يسكن في الصحراء في غارة اسمها (الحيرة النفسية) و قرر ان يذهب اليه و لكن الطريق لم يكن سهلا قطعا لكثرة وجود الناس في الطريق من مختلف الاشكال و الالوان والنزعات النفسية و كلما تقرب من الصحراء ازداد خوفه من غارة تقتله قبل ان يصل الى الغارة التي لربما ستنقذه.

و اخيرا و عندما وصل الى الغارة رأى رجلا في منتصف (العمر) تقريبا - لم يكن طويلا و لا قصيرا ولا ضعيفا و لا سمينا كل شيء كان فيه في النصف والمنتصف وكان يبدو عليه الانهماك - ينهض ليستقبله و قال: تفضل
المريض: شكرا و لكن انا مريض يا حكيم ساعدني
الحكيم: طيب احكي لي قصتك.

المريض. يا حكيم انا اخاف من الناس لا ارتاح اذا كنت بينهم او معهم اشعر بالقلق يبرد جسمي و ترجف عضلات وجهي اصيب بالاغماء. يهيمن خوف كبير عليّ كغطاء اسود يشلل حركاتي و يكبسني على الارض و افقد القدرة على التنفس الهاديء. ارجوك ساعدني انا اموت - اين اذهب.
عندما فرغ المريض من الكلام بدأ يبكي و يبكي الى ان تحول الرمل الحار الجاف تحته الى رطوبة باردة و وقعت نظره على حائط الغارة فوجد عليها اشكال و الوان من الاشارات و العلامات و سأل الحكيم عن معناها.

الحكيم: هذه ليست اشارات او علامات كما تسميها انت بينما آيات. انظر لترى آية لكل شيء في الكون فمثلا هذه آية النمل و هذه آية البقرة و هذه آية التين و هذه آية الزيتون و هذه آية الشمس و هذه القمر و هذه آية الطريق و هذه آية الكهف و هذه.. و هنا قاطعه المريض.

المريض: نعم يا سيد الحكيم و لكن انا اخاف من الناس اين آيتي؟
الحكيم: آيتك هنا (آية الناس) آخر آية على حائط الكهف و لكنك لك ايضا آية ثانية.
المريض: آية ثانية؟ اعوذ برب الناس ما هي آيتي الثانية يا حكيم الحكماء؟
الحكيم: آيتك (الا تكلم الناس ثلاث ليال سويا)

انظر يا عزيزي ان الناس تأتي فقط على نوعين مثل الاسود و الابيض و ليست هناك الوان اخرى لا تصدق ما يقوله الاخرون. آيتك الان ان تكف عن التفكير بالناس لانه كلما زاد التفكير بها زاد خوفك.
المريض: و لكن كيف استطيع ان اكف عن التفكير؟
الحكيم: تستطيع اذا فكرت في الابيض و الاسود فقط. بما انت تخاف من الناس هنا فعليك اما تخويفها بتضخيم و تكبير نفسك لحد الانفجار او تقوم بتصغير و تقليل نفسك لكي لا تراك الناس وتنتبه اليك.
www.jamshid-ibrahim.net



#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة التأريخ 2 The Power of History
- قوة التأريخ The Power of History
- المشكلة بين المفرد و الجمع
- الثقافة اللغوية الحربية العربية
- رسالة حب للعامية المصرية
- اصل (البلطجية) المصرية 3
- خطابات مذيعي الاخبار العربية النارية
- اصل (البلطجية) المصرية و (ابو الطبر) العراقي 2
- اصل (البلطجية) المصرية و (ابو الطبر) العراقي 1
- اين الثورة في عقلية الرجل الشرقي؟
- القدم بين القديم و القادم
- نعم للتطور evolution لا للثورة revolution
- متى تنهاراراضي دول النفط؟
- لغة السياسة و التجارة و الدين 2
- لغة السياسة و التجارة و الدين…
- استأذنك يا امي
- بن لادن جديد في تونس
- الخوف من المصلحة العامة
- التحول من المسلم الاسمي الى المسلم الفعلي
- الانسان و العدد 6


المزيد.....




- إنتخابات الكنيسة السويدية الأحد - ممارسة ديمقراطية في مؤسسة ...
- عرض كتاب.. التهديدات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحي ...
- عرض كتاب.. التهديدات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحي ...
- نيويورك.. يهود يتظاهرون احتجاجا على مشاركة نتنياهو باجتماعات ...
- يهود يتظاهرون في نيويورك احتجاجا على مشاركة نتنياهو باجتماعا ...
- القمة العربية الإسلامية في الدوحة.. نجاح مرهون بمراجعة التحا ...
- التعليم كجبهة في الحرب الناعمة: بين الاستخراب الغربي وبناء ا ...
- خليج الجنة في تركيا.. رفاهية خفية على شاطئ لا يقصده سوى الأث ...
- أردوغان يعين صافي أرباجوش رئيسا للشئون الدينية التركية
- مظاهرة يهودية في نيويورك ضد مشاركة نتنياهو في اجتماعات الأمم ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمشيد ابراهيم - الخوف من الناس