جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 20:04
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
نستطيع القول ان الكبير مصدره دائما الصغير لان الكبير ليس الا جمع الصغير. فالانسان االكبيرسواء كان حاكما او ممثلا او عالما او اي شيء آخر يعتمد على الصغير في كبره و اينما تذهب تجد الصغير اساس الكبير و لكن الصغير يتطور و يتحول الى الكبير و الكبير يرجع اخيرا الى الصغير.
في الاقتصاد هناك الاقتصاد الصغير microeconomics اي الاقتصاد المنزلي و اقتصاد الشركات وعملية العرض و الطلب و كيفية تحديد الاسعار و الضرائب بينما macroeconomics او الاقتصاد الكبير يخص المجموع الاجمالي للنشاطات الاقتصادية اي قضايا النمو و التضخم و البطالة و في الفيزياء يجب ان تتكيف قوانين الكون الكبير لاينشتاين مع قوانين الكون الكمي الصغير لنيلس بوهر في المستقبل و الا لا نستطيع فهم الكون و علينا ان نبحث عن طرق اخرى. و في الاحياء عالم الميكروبات وغيرها من الكائنات الصغيرة جدا مثير اكثر من العالم المرئي و يقال ان كل شي في العالم الصغير يقابله نفس الشيء في العالم الكبير.
لقد تقلص حجم الكومبيوتر و اقراص الخزن واليوم و بسبب وجود الكمية الكبيرة من المعلومات فان الانسان لا يستطيع ان يتعامل معها دون تصغيرها فبدأ حجم و فترة الاخبار الطويلة تتقلص ايضا في الراديو و التلفزيون الى دقائق و المساحات المخصصة في الجرائد و المجلات تتقلص ايضا لان القارئ يجد نفسه امام كمية هائلة من المعلومات يفقد الصبر في قراءة مقالات طويلة ناهيك عن قراءة كتب و نحن لا نعرف و لربما يقضي حجم الكتاب و طول النص على الكتاب الورقي قبل النص الرقمي. تحولت القصة الطويلة المملة ايضا الى القصة الصغيرة المكثفة.
لقد تحولنا بفضل خدمات الانترنيت الى المدونات blogs و اخيرا الى microblogs في خدمات twitter لتتقص حجم الاخبار و اللغة على الموبايل و تقلص الحجم او السعة اي المكان يصاحبه تقلص الزمن و الطاقة اللازمة و زيادة السرعة و كلما تقلص الحجم و الزمن كلما زاد الربح. فنحن اليوم في حاجة الى كثافة عالية في حجم صغير كالمعلومات الرياضية. و في الطبيعة تتحول المادة الى الثقوب السوداء عند زيادة كثافتها الى درجة مجنونة و تقلص حجمها بحيث لا يستطيع حتى الضوء الافلات منها لان السطح لا يبتعد عن النواة كثيرا بعكس الاحجام المرئية و نحن في الحقيقة لا نعلم حدود التصغير و لا حدود التكبير لربما هي لعبة الزيادة و النقصان او الاعلى و الاسفل و الليل و النهار و المادة و ضد المادة و لكن الصغير دائما فوق الكبير كما نراها في ثورات الشعوب العربية اليوم.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟