أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - السلطه المجزأه والعنف المقدس














المزيد.....

السلطه المجزأه والعنف المقدس


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 14:08
المحور: المجتمع المدني
    


هل سمعتم عن حاكم أورئيس يحكم جزأء من وطنه فقط. هل سمعتم عن حاكم أورئيس يشهر السلاح ويقتل العزل من أبناء وطنه, هل سمعتم عن حاكم أو رئيس يصف شعبه بالجرذان والفئران, هل سمعتم عن حاكم أورئيس يستدرج شعبه لإستخدام السلاح والدخول فى حرب أهليه. الخروج بكعكه من الحفل مغنم للحاكم العربى لأنه لم يُدعى إليه أصلا وإنما إختطفه , فلذلك يقبل بتجزئة السلطه إذا لزم الأمر مع الاخرين سواء من الوطن او من خارجه.

بل هل هناك شرعيه لأى سلطه بعد الممانعه الداخليه؟ هل هناك دستوريه شرعيه بعد ممانعة الشعب ورفضه لها؟ غريب أمر بعض الزعماء العرب . لايزالون يعتقدون بأن السلطه وحى سماوى وفرض دينى وإختيار ربانى لسبب لايعلمه الشعب ولا المجتمع , ولايدركون كنههُ. ما تجنيه شعوبنا اليوم من علقم السلطه أم من السلطه العلقم هو نتاج تاريخنا الذى ربط السلطه بالاختيار الربانى "ليس بقدرنا ولكنها إرادة الله" أن نحكمكم" فى اللاشعور يختبىء البعد العربى التاريخى للسلطه , فالصحيفه مكتوبه ولاتنتظر أن تُكتب بعد . المشروعيه قد تبدأ مشروعيه مؤقته كمشروعية الثوره ومشروعية القبيله والدور التاريخى ولكنها تنحول مع الوقت الى مشروع الهى مرورا بالمشروعيه الدينيه. محاولة إضفاء العنف على أى تغيير مرتقب هو بداية الدخول فى تصور جديد للسلطه بعيدا عن المشروعيه الدستوريه المستقاه من الشعب , ومحاوله إثبات أن هناك خروج على مشروعيه عليا من قبل فئه ضاله أو جرذان وغير ذلك من مسميات لاتستقيم والعقل السليم. لدينا مثالين واضحين حتى الآن على تصور الذهنيه العربيه للسلطه ليس بما يتفق مع العصر ولكن من خلال المنظور العربى التاريخى للسلطه كونها تبدأ إختيارا الهيا وإنتقاء سماويا بأدوات بشريه أى أن الشعب ليس سوى أداه لتحقق الإراده الإلهيه فى إختيار قادته. الرئيس على عبدالله صالح والعقيد القذافى مثالين واضحين علي ذلك ,إراده الهيه فوضت الشعب فى لحظه تاريخيه فى إختيارهما أو قبولهما جاءا كمنقذين فلذلك لايمكن الانقلاب عل هذا الإنتقاء والإصطفاء الإلهى. هذا هو المخزون الذهنى المسيطر عليهما بعد إزمان السلطه وتحولها إلى زمن وليس تاريخ محدد. فلما عادت الشعوب الى رشدها وعقلها وأرادت التحرر والتغيير إصطدمت بالعنف المقدس الذى أضفته السلطه على ذاتها فى مقابل مطالب الشارع والشعب اللامقدسه والجنونيه كونها تتدخل فى الاراده الربانيه, هذا هو منطق ذهنية النظامين جر المجتمع نحو الحرب الأهليه إيمانا بأن حاكم غشوم خير من فتنة تدوم. وهى فكرة تتبلور مع طول الأزمه فى الذهنيه العربيه وتردد بين حين وآخر وكأن الثورات لاتلد مخاضها العسير . الرئيس اليمنى والعقيد القذافى يريدون الخروج بكعكه أفضل من الخروج خاليى الوفاض كمبارك أوبن على.فوضى التاريخ العربى وغرابته لم تحسم الأمور وتؤسس لبداية تاريخ سياسى جديد للأمه فلذلك فإن أغرب النماذج السلطويه هى تلك التى أنتجها تاريخنا السياسى كونه هجين بين السياسه والدين والقبيله ومفاهيم الأبوه والعبوديه والنقاء العرقى والاصطفاء الربانى والأصل النبوى الشريف. لايتفوق علينا سوى بعض الدول الأفريقيه وزعماؤها كغباغبو مؤخرا. وزعيم افريقيا الوسطى سابقا بوكاسا. يذكر أحد الباحثين أن الديكتاتوريه كالكائن الحى يمر بمراحل , طفوله وشباب وكهوله وشيخوخه, التعامل معها فى شيخوختها أصعب المراحل كونها قد أنجبت وخلفت وجرت شرايينها ودمها فى كل مكان من جسم المجتمع, فالإستبداد هو الأصل فى تاريخنا فبالتالى فتحويله لإستثناء مكلف وباهظ هناك الكثير والعديد من الباكيين عليه بعد موته خاصة إذا كانت الثقافه السائده مهادنه ومبرره له تحت أى مسمى كان . الباكون اليوم أكثر من المتباكين على سقوط هذه الأنظمه وهذا أمر طبيعى لأنهم يبكون تاريخا لم نعرف غيره ولم نعايش سواه على أمل أن يعيش القادم من أجيال مع الإستثناء وقد تحول الى قاعده.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوفية- الإسلام أم -صوفية- النظام
- ثورات الوعى الخالص
- ثورات تُسيرها مكبوتات
- مجلس التعاون بين شرط وجوده, وشرط وجود الآخر ومصلحته
- كيف نحكم على المفاهيم؟
- المبادره الخليجيه:حَل ممكن أم خروج على منطق الثوره؟
- الرمز -العقائدى- فى التخلص من بن لادن
- الخوف على --نسبية- الثورات من -المطلق- الدينى
- كلهم مستبدون , ولكن ليس كلهم حراميه
- إشكاليه الخطاب الدينى فى ربيع العرب
- إ ستقطاب الديمقراطيه
- أنظمه وليست دول
- إشكالية التدخل الغربى وإنتهاك الثقافه العربيه
- أزمة إنتاج القائد أو الزعيم
- سلطه وطنيه+عماله أجنبيه= استبداد وإستحالة تغيير
- لأول مره اشعر-بأن البلد بلدى-
- وهم الحكم المطلق وواقع المصالح الدوليه
- انثروبولوجيا تحركات الشارع الغربى
- هزيمتنا امام اليابان- وقدر الله وماشاء فعل-
- المجتمع الميت والحراك الاجتماعى


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - السلطه المجزأه والعنف المقدس