أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نوبات المصالحة














المزيد.....

نوبات المصالحة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 22:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من وقت لآخر تستعر عملية المصالحة، فنشهد مؤتمرات صحفية ولقاءات داخل العراق وخارجه، واعلانات عن جماعات القت سلاحها وانضمت الى العملية السياسية، ويتم تسريب معلومات عن اتصال بهذه الجماعة او تلك من الجماعات الخطرة، ويرافق كل ذلك امران، الاول الاعلان دائما عن ان الجماعات التي يجري الحوار معها لم تقتل العراقيين وان يدها مبرأة من كل دم عراقي، والامر الثاني، ان كل جولة من جولات المصالحة تتزامن مع جولة من التصعيد الامني الذي يخطف ارواح عشرات او مئات الابرياء.
المصالحة لم تعد منهجا سياسيا في العراق له مؤسساته وسقوفه الواضحة، بل انها عملية اعلامية اولا تريد جذب الاهتمام بعيدا عن ملفات مطروحة ثبت فيها فشل رسمي ذريع، وهي ثانيا عملية لاصطياد غير شرعي او غير مبرر لمناصب واموال لأن هذا الاصطياد هو التفسير الوحيد لعبارة "الانضمام للعملية السياسية"، فرغم تأكيدات الجهات الرسمية المسؤولة عن المصالحة بين وقت وآخر، أن لاثمن يدفع للاطراف المنضوية في المصالحة، لكننا سرعان ما نجد الاسماء التي اعلن عن توبتها تحتل مقاعد خلفية مهمة في عربة السلطة.
ان تتلقى جهة ما ثمنا سياسيا او اقتصاديا مقابل توقفها عن ممارسة العمل المسلح ضد الدولة وضد المواطنين، يبدو امرا مألوفا ( بسياقات السياسة لا القانون) في الحالات المعقدة الشبيهة بالعراق، لكن ان تحدث اعلانات وتدفع اثمان وتستمر وتيرة العنف على حالها فهو الامر غير المفهوم.
الجسد السياسي العراقي مريض، وامراضه عديدة ولذلك تعتريه حالات ذهنية وسلوكية غريبة ومتناقضة تظهر على شكل نوبات، مثل نوبات المؤتمرات الاقتصادية، ونوبات الزعل الشديد بين القوى السياسية، ونوبات قص اشرطة مشاريع وهمية، وايضا هناك نوبات المصالحة التي تعتري الحكومات المتعاقبة منذ سنوات دون ان تتوصل الى نهاية تدفع المواطن الى الشعور بالطمأنينة.
كل الندوات وورش العمل والدورات التدريبية والمنظمات والاصدرات التي انفق عليها باسم المصالحة لم تتمكن من انتاج خطة واضحة لهذه العملية التي سيطر عليها التخبط منذ سنوات ثم تحولت الى اداة سياسية انتقائية تستغل لتوسيع السلطة والحصول على المغانم.
اغرب التفسيرات التي يقدمها المسؤولون السياسيون والامنيون للخروقات الارهابية الدامية، هي ان بعض الجماعات الارهابية تريد اثبات وجودها نتيجة انضمام اطراف منها لعملية المصالحة علما ان هذه الاطراف المتصالحة مع الحكومة ليست متورطة بالدم العراقي، المراقب والمواطن هنا يستغربان من الثمن الباهض الذي يدفع في العراق لمصالحة تؤدي الى مزيد من العنف والخسائر مع طرف لم يكن يستهدف احدا.
هذا نموذج آخر من نماذج التخبط، فالحكومة لا تعرف الاعداء الحقيقيين الذين يمكن ان تؤدي المصالحة معهم الى استتباب الامن او انها لا تريد ان تتصالح مع هؤلاء الاعداء لموانع قانونية او دستورية او سياسية ..الخ، ولذلك تتصالح الحكومة مع جماعات لا تدفع ولا تنفع اذا ما كان توصيف الحكومة لها صادقا، والحكومة لا تريد منا ان نكذبها ولذلك لها الحق في اختيار التحليل الذي يعجبها لتفسر به سلوكها لكن بعض المواطنين يرجونها ان تتوقف عن مبادرات تصالحية تؤدي الى مزيد من العنف والخسائر، وبعضهم الاخر يسألها فيما اذا كان هروب او تهريب الارهابيين المعتقلين جزءا من عملية المصالحة؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظريات ممنوعة
- إفعلها إن إستطعت!!
- الى أين نذهب؟
- الرحيل الامريكي والمعركة العراقية
- ظاهرة التشرذم
- جاءوا جميعا وغاب الامن!!
- أسرار الولاءات
- تقاليد الفساد العراقية
- بيئة بن لادن
- قنابل صوتية
- كل هذه الخلافات
- نهاية الفساد
- لاتراجع ولا إعتراف
- سنة صعبة..شكرا ما قصرتوا
- المالكي: ترهيب المتظاهرين وترغيب الاعلاميين
- الارهاب يعمل
- شبه حكومة
- نساء وأقليات وبدلاء
- تسويات عراقية
- الحريات والمعارك الثانوية


المزيد.....




- بعد موقفها من الضربات الإسرائيلية.. الرئيس الإيراني: مستعدون ...
- السياحة تعود تدريجياً إلى أفغانستان.. وطالبان تفتح الأبواب ر ...
- رافائيل غروسي -شرطي نووي-.. على تقاطع نيران إسرائيل وإيران
- ما قصة الطفلة التي أعلنت السلطات الجزائرية عن العثور على جثت ...
- الولايات المتحدة: مقتل اثنين من رجال الإطفاء بإطلاق نار خلال ...
- لماذا أصبحت كوريا الشمالية -أكثر إصرارا- على الاحتفاظ بأسلحت ...
- مستوطنون إسرائيليون يهاجمون قاعدة عسكرية في الضفة الغربية.. ...
- سيناتور أمريكي بارز يعارض ترامب بشأن مصير اليورانيوم الإيران ...
- ماكرون يعلن ما قاله لرئيس إيران عن إسرائيل و-النووي-
- نائب وزير الخارجية الإيراني لبي بي سي: يجب أن تستبعد واشنطن ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - نوبات المصالحة