لم يكن ما يطرق سمعنا

محمد نوري قادر

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 22:46
المحور: الادب والفن
    

لم يكن ما يطرقُ سَمْعِنا
محمد نوري قادر

ها هنا الأغا المعتوه قد سكنَ
هربا من صقيع الموّدة ِ وما فعل الزنا
وربما..
لم يعد (قادر) محتكم لأمرهِ
فحمل رجسه خائفا متوهما, ليغتسل منه ويتطـّهر هاهنا
وربما ..
لم يعد يقوى على حمل العصا
ولم يكن حقا ما يطرق سَمْعِنا
فحملت أذيالهُ الفسقَ كما حملَ ردنه الورمَ
وجثا ..
يعاقر ذاته بالخيل ويأكل حرثه حتى تناثرت الأسئلة أوجاعنا

وبات كلُّ واحد ٍ يحصي مآثر مجدا لا يعرف أسلافه
ويغض الطرف عن فواحشه , متعثرا خطواته
مبتسما كذبا كما أنا

يعكس بذاءة جوفه
متمخضة عهرا كما زرع الأغا فينا

ولم يبح لأحد ٍ ما يسكن جرحه , وما خطت ببؤسٍ سهامه
فتلعثم معظم فصوله عاقرا
وتـُرِكنا نحصي للقدر مآسينا

من لا يكتب وصيته بحروفه
جوفه ينطق ما حمل الردى

بخس حقَّنا ولم يهمس حنينه
ولم ينبت بشفة ٍ كيف كنـّا
يرتدي حلة الزائرينا

أولاده..
تنعموا وتخاصموا وتباعدا
كلٌّ يرى في الآخر ما لا يطيقه , وكلٌّ طفح غليله ما وجدا
حتى أعلن القضاء موعده , واقترب الردى ولم يتعاضدا

ثمة أمر خفيا في اللقاء وإن صمتوا على طول المدى
يملئ القلب قيحاً ونفوراً, وله في النفس أكثر من صدى
توارثه الأحفاد إلا من عرف الجوى
وبلله الندى
وتجشؤا خسة الأغا علنا , وترجلوا عن صهوة النسب
بعضهم ..
رماه بالحجارة بعد أن وهنَ
وبعضهم اعتراه الغضب
ومن لم يزل أحمقا حتى الآن
يغازل الوحل

ما جدوى التسكع
والسباحة في ماء عكر ؟ !!
من ينصت لرنين خلخالها هذه الشجرة يصيبه الفزع
ومن يتبع أغصانها يوخزه القرف

آه ما انتن عرينا
ما هذه الجيفة التي تجمعنا؟!

الآن
افضح عريها
الآن
اصرخ لا جدوى من ظل كريه اللون والشجن
الآن من حقي القول تباً للغريق العفن
وتباً من كان خائف الكفن
فقد آن للصم
أن يصيخوا السمع لهذا العقم
والبكم أن يحدقوا كأس الفجور
لا نفع من خداع أنفسنا
أرفسوه
لقد ضيّعنا
أكسحوا أخطائنا
اطمروا ما بيننا
فنحن لم نعرف حتى
لماذا قبع الأغا المجنون ها هنا ؟!

#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل