أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - جرذان المهزله














المزيد.....

جرذان المهزله


محمد نوري قادر

الحوار المتمدن-العدد: 3313 - 2011 / 3 / 22 - 18:46
المحور: الادب والفن
    


مأسورا بترابه
أعدُّ أنفاسي
واقفا على ضريحه أتلو صلاتي
أحصي جرذان هذي (المهزله)

القادمين بثياب التسكع
اللاهثين بيد الحاضنه
الناطقين بالرضا ..
صنعوا من أشجاره مقصله

مزقوا ثيابه
طعنوه ..
سلخوا جلده
وتركوه للضباع عثة جدائله

تسللوا عبر أنفاق الظلام
تقاسموه حصصا
واستباحوه علنا ً
كلهم ..
لا توجد بينهم فاصله

ليس لهم من نعمة الطرق شيئا
ولا من شاركنا الهمس حبا
إلا مَنْ حملته القافله

تربعوا العرش وتفيئوا ظله
هتفوا وكانوا شلة ً
تعاضدوا على فك رموز المسأله

طرب الجوع
وركضت أمي تردم (المزبله)
واستفاقت بعد حين ٍ
لترى إنهم كانوا أفاعي مجلجله

في خضم هذي المهزله
إني أراهمْ كلهمُ بلا استثناء
( سفله )

مشردون صيام
ببغاوات بامتياز
أفواههم عفنه
فرشوا الطريق بذاءة
فأصبحت تبكي العلل خمائله

توارثوا العهر
امتهنوه كحرفة ٍ
وساروا في طريقه كقطيع سائله

اطرق رأسي خجلا مما أراه
وأقول ..
هل حقا هذه الأرض أنجبت قتله ؟!

وهل همَّ حقا شربوا ماءه
وسمعوا أجراسه
يوم كنـّا محكومين بالإعدام
ويوم جفت ّ جداوله

أولئك ..
فيضا من المومسين
توافدوا
يمرحون تحت خيمة مسدّله

يكتبون ما يفتري
يحملون عصي مستأجره
فيلقى بعضهم ثمنا لأحبار أنامله

غير أنا في كل المدائن
عرفناهم
عناكب هزلت لم تعطي قيد أنمله

كلما تعثرت وفضح أمرها
تردد البسمله
تطلب الصفح
والنار في أحشائها مُشعله

كل الذين مسكوا زمام أمرها
سيقانهم مفتعله
بدؤوها بتقوى كاذبة
أهازيجها رثه
محتواها باطله

أدموا خواصرها بأوهام نكابدها
وسال لعابهم فغدت قاتله

ونحن على امتدادها
نعزف لحن موتانا
نرسم الطريق ولا نحصيه
أصواتنا مزلزله

أولئك الخصيان
طرقوا أبوابنا غفلة
يحملون كذبا سنبله

هزئوا بمن كان هنا
ومن كظم غيظه
يمتهن الصمت وجوبا
وكانوا مَنْ فعله

يدعون ما ليس لهم
وكلهم أنجاس عبيد المرحله

تمرغوا بوحل عاهر
فتحت أبوابها لهم ثمله

هرعوا حفاة حين دعتهم للوليمة
وكتبوا شروطها
كل ٌّبخط قلمه

طربت آذانهم ما سمعت
ولم يعلموا إنها عانس مسترجله

سرقوا حقي
وحقا آخر أعطوه للآخرين مجامله

سفكوا ببغيهم دماءها
يضحكون دينهم بفضائله

يبكون خديعة ويحرقون زرعه
يتحركون ببوصلة

هم دمى تزينت بما وضع لها
ومن شاء جَمّله

يذرفون الدمع
ويحملون نعشا هم من قتله

من لا يأمر بالمعروف
ويغض طرفه
كيف يرجى أمله

يشربون الفرات
ينتعلون أصواته
ويسقون زرعه حنظله

نشروا بساط التيه
يرتدون ثوبا ما أثقله

يمرحون طربا
متخاصمين أبدا
كالجرذان في مزبله

حالمون أن يكون هذا التراب
(مدينة فاضله)

تبا لكم .. تبا لكم
يومكم قريب أجله
لن تهنئوا
هذه الأرض لا تأوي
(السفله)



#محمد_نوري_قادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد مألوف جدا
- القادم خدشته الموّدة
- قصة قصيرة جدا
- الحمير وحدها تمرح
- هكذا أقف ..
- عندما النهار صرخ
- هو فقط مَنْ فزع
- إضافة لِما حصل
- البغي ينطق جوفه
- الحكومة العراقية.. هل تستحق الثقة ؟!!
- الأغنية في الجليد
- لا تقل كنت أحمق
- الاصابع الطويلة
- ذلك النشيد
- قراءة في دفاتر الرماد
- شبابيك
- زيف الاقنعة
- طائر في قفص
- بكاء أمرأة
- اشارة 2


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نوري قادر - جرذان المهزله