أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - انا منها















المزيد.....

انا منها


زيتوني ع القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 02:41
المحور: الادب والفن
    


EDNA MERYSCA MERY APINDA


من مواليد 11 سبتمبر 1976 ب –ليبارفيل- نزلت فرنسا في سن السادسة عشر زاولت دراستها الاولية باحد الداخليات جنوب فرنسا –لوزار- ثم تابعت دراساتها العليا في التجارة العالمية ثم بالمعهد الاروبي للتسيير ب-تولوز- تهتم بالادب منذ نعومة اظافرها وقد نشرت ققصصا عديدة بمجلة-AMINA- تعمل حاليا باحدى الشركات البترولية بالغابون.
من منشوراتها:
1-Les aventures d Imya .petite fille du Gabon.paris.l harmttan.2004
2-Ce soir je fermerai la porte.paris.l harmattan 2007
من قصصها المنشورة اخترنا:

3-A

انا منها
((لم اريدك ابدا)).
القت بها في وجهي بنظرة فظيعة من الاسى والحزن.
قضيت ليلة ذلك اليوم كله في محاولة البحث عن سر تلك القساوة.
هل حقا يسري نفس الدم في عروقنا؟؟
كنت اطرح السؤال ولا اتلقى سوى صدى ضربات القلب المتصاعدة.
القساوة تسمم فمها كلما خاطبتني.





تسائلت مرارا وتكرارا كيف يمكن لام ان تعامل اغلى ما تملك بهذه القساوة المتناهية؟
لا شك ان قصتنا بدات بداية سيئة..كنت اصغر من التوقف عن طرح الاسئلة المناسبة.
ان الماساة التي تملأ قلبها تجردني من كل الاسلحة في كل مرة تفتح فاها...
في الثامنة اعتمدت على نفسي في كل شيء...في الثانية عشر كان في امكاني ان اصرخ في وجهها بانها تزعجني...في السادسة عشر وضعت اول اقراطي المهداة من قبل عمتي(( ليندا))..حكمت علي بالانحراف:
((سنجدها لاحقا على الرصيف)).
صرخت للجيران.
((هكذا تبدا الاشياء...دائما.. هكذا ... انظروا لها...))
ان نظرة الام ((ماما لاين)) كانت دائما ترجوني ان اصمت..لقد كانت كبيرة الحي..وكانت تعتبرني ابنتها الصغرى....لم اكن اطول من عود- المانياك - قطعت الشارع لاول مرة لأحتمي بين ذراعي ماما لاين...لقد كانت هنا لتهدا من غضب امي:
((لا نقول مثل هذا الكلام لابنائنا)) تصيح في وجه امي التي تكتفي بغلق الباب وارغامي على القيلولة تحت شجرة. في قمة عنفوان سن السادسة عشرة أفضيت لها بان الكلاب لا تلد قططا وان حب الشياكة جائني منها..
فتلقيت معلقة خشب على خدي.. لا زلت أحمل اثارها.
انتزعني الحب من هذا الجو غير المطاق...لقد التقيت ب-ارثير-ذات سبت من شهر مارس.كان طالبا في التسيير ومر بالمدينة لاسباب لما يشرحها لي...- ساعدني في تدابير الاجراءات الادارية بعد النجاح في البكالوريا..






اخذت منحة والتحقت به بالمغرب. قضينا سنتين وبعدها حملني ضمن امتعته الى(( تلوز)).هنا تركني بين قاعات كلية الاداب ل –((ميراي))-لنتزوج في-(( بيقي))-
لم تكن الا صاحبة الشقة التي اكتريناها..لقد أغرته بتوديع الصيفات المتربة التي نقضيها معا في جني العنب للحصول على ما نقتات به..لقد وجدت نفسي وحيدة. لم يكتف بالذهاب ولكنه رماني كشيء تافه...
لذا أكتسبت شيئا من اهة: يا للرجال؟؟؟
وحيدة ..حامل.. كان ينبغي ان أجدد حياتي...لقد كانت فترة عصيبة...
ابي؟؟
كان يكاتبني مرة في السنة ليشجعني على النجاح في دراستي..
أمي؟؟
لم اكن اتلقى منها غير الصمت عندما أهاتفها في كل رأس سنة. لقد ضرب حاجز بيننا لم تزده المسافة الا سمكا ومتانة... من نوبات دموع الى نوبات دموع كنت اذهب --واحوم على الواجهات صحبة زميلتي –((بريدونس)) لقد أزارتني كانت أصغر مني سنا ولكنها أكبر مني عقلا... - اتت فرنسا مبكرا وعركتها حياتها كانت هي التي تتولى كل أموري الادارية..اما انا فقد صارت مقاطع الدموع جزءا من اغنيتي اليومية الحزينة بامل الرفع من معنوياتي المنهارة..
امي...لا ادري لما افكر فيك في هذه الفترة..؟
لقد كلمتها لالقي لها بالخبر.. في نهاية الخط جائني صوت بان الخط لم يعد في الخدمة... استحالت نوبات الدموع الى نوبات جنون... كنت امزق كل ما اجده في الغرفة.. ارمي بكل الاشياء.. ادوات الزينة ..الكتب ..كل ما اجده في طريقي.
لقد كنت في حاجة الى سماع صوتها.
لقد حاولت الاتصال بها في المكتب... لكنها كانت في عطلة لمدة عشرة ايام.. اتصلت بعمتي –((ليجي))- صديقتها الحميمة افضت لي بفرحتها لي ورغبت في معرفة جنس المولود القادم..ارخيت السماعة .محزن..
ان قدوم صغيري –روبان- لم يصلح من الوضع..لقد جاء يحمل نفس خصوصيات امي. لم يكن لهما ظفر بالاصبع الثالث للرجل اليسرى...
امي..
لقد كتبت رسالة طويلة يومين بعد مجيء صغيري وحملت مظروفي الذي ارسلته بعد اسبوعين كل صوره التي التقطتها زميلتي –بريدونس-.. جائني الرد بعد شهر:
)) تهانينا انه جميل)).. ولا شيء بعد ذلك.
ان موت الام ((لاين)) يشجعني اليوم على العودة.شيء مرعب يشدني الى هذا الامر..
.خوفا من ماذا؟؟
هل اعود ام لا ؟؟؟
لقد تعودت زميلتي القول : ((في بلدنا نرسم مستقبلنا.))..لقد فكرت في انني لم اعد جزءا من هذا البلد الذي ازددت به..لقد غادرته منذ اثنى عشرة سنة..العودة لا ارغب فيها..
ولكن... لقد احببت ماما(( لاين)) لدرجة ان موتها اخلط أوراقي وكأنها هي التي انجبتني...لقد كانت ترد على رسائلي .. فتحت املائها كانت تصلني كتابات احد احفادها مليئة بعبارات التشجيع والحث على الصبر والمواجهة...لقد كنت ابعث لها قدر ما استطيع بكل الجوارب التي تحبها...كل.. لقد ذهبت فاحسست ان جزءا مني انتقل من النور الى الظلمة.
اعادتني الطائرة الى ذكرياتي القاسية...لقد ظننت انني نسيتها ولكنها انبجست دفعة واحدة عند اول لمسة لارض مطار –((بور دو جونتي))-
كانا عمي وخالتي في استقبال صغيري –روبان- فوق عاميه كان يبتسم..
امي تنتظرني بالمنزل: قالا لي...
تملكتني الحيرة:
ماذا اقول لها؟؟ شيء مقرف..
ان هواء الترحال الذي يداعب وجنتي الان ردني طفلة صغيرة فقلت ان القدر من الحرية الذي امتلكته هناك لم يكن ليساوي شيئا هنا.. منذ البداية لم ينصتوا الي الا قليلا... الكل رسم لي ...لم يبق لي الا متابعة التيار...
امي استقبلتني بفتور..لقد اعتقدت ان سنين الفراق ستيضيء وجهها..قبلت بل نقبت طفلي وعادت الى الغوص في اريكتها..
يومان من دفن ماما(( لاين)) ...صارت تتجنبني..
لماذا لا تواجهني ولو مرة واحدة؟؟
((لقد عرفنا انك دخلت عالم الغناء ..لقد رايناك على الشاشة-حظ سعيد .لك مؤهلات جيدة.)) تشجيعات باردة.........انا اغني نعم انه حلم طفولة يتجسد. هي فكرة(( بريدونس)).. لاطارد المتهم مني؟ وامي التي تفتشني.. ما بها؟؟..
العم شارل وجد لها اعذارا: انها لا تعرف كيف تاخذك؟؟
ولكن ها انا اعود* غريبة غازية* مع العلم انني منها.
في الوقت التي كانت الامطار تحاول بعذوبة غسل احزاننا العميقة...كنت اتواجد قبالة شجرة –المونجا- التي اودعتها كل اتعاب الطفولة.
انها رسالة من الام-لاين- التي ستمنحني مفتاح هذا اللغز لهذه النصف حياة التي احيا. لقد تركتها لي قبل موتها..فتحتها فوجدت نفسي وجها لوجه مع حياة امي.
كانت مغرومة بابي... كان لهما مشاريع...المستقبل لهما....كانا يلتقيان بالعاصمة اثناء دراستهما..لقد كانت تحلم بمهنة مساعدة اجتماعية وكان هو يريد الطب.. وعدها بالزواج دون حساب عادات وتقاليد اسرته..
.طفلة من لا شيء في العائلة؟؟
ابدا..
لقد كان للاب اسما ومرتبة في قيم السلم الاجتماعي مما يمنع الارتباط من فتاة مماثلة....
حقيرا...ومطيعا لاملاءات امه رمى امي في يوم ممطر حاملة منذ شهرين...لقد قبلتني عائلتها وتبرات منها؟؟ بالاضافة الى- سلتها الفارغة- كانت مقتنعة بانها تنحدر من- اثنية- تقول روايات تلك الحقبة انها :متوحشة(اكلة للحوم البشر).
نظرا لكون الاب كان دائما بعيدا عني فان فراقه لم يحزنني..لقد كنت منشغلة بالتقرب من امي..وهدفي من وراء كل ذلك هو لاحيا بوجه هذه العائلة التي نفرتها...ولكن امي كرهتني منذ ولادتي.. وللاسف كل ما مرت السنون ذكرتها بصفعة حياتها.
كم كان حجم ماساتها بضياع ذلك الحب الذي يرجع وضعيتها اكثر انسانية لناظريي؟؟ طويت الرسالة دسستها بجيبي ورجعت الى الصالون.
الجارات جالسات بسترجعن احلى الاوقات مع الام- لاين- ويستذكرن حكمها ونصائحها..امي في ركنها تبتعد عني تحاول تجنب نظري المتابع لها....مع انه مليء –بالحنين والحنان..اقترب منها.. ولكن... النتيجة ... فجاة ..ارى ان جدارا من الاحزان يقف بيننا...
ولكني أعاهدكم بانه سياتي اليوم الذي... وبفضل الصبر والحب.. ساهشم فيه هذا الجدار السميك بلمسة بسيطة من الحنان.
Edna Marysca Merey Apinda 2006



#زيتوني_ع_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليل طويل في غابة النحل
- نجم افل
- سر المراة
- الدم
- الغبن
- الضياع
- الاقليمية الثقافية والسياسية
- وجوه الشرف
- الامل الاخير
- وشوشوة الجدران
- امومة
- جهنم الطرف الاخر من الحدود
- نهاية الطغاة
- هموم قزحية التقاطع
- الصقيع
- من ذاكرة الهنود الحمر
- هذه المدينة التي صفعتني
- قصة
- اخبار عاجلة
- نائب الفاعل


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - انا منها