أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - من ذاكرة الهنود الحمر















المزيد.....

من ذاكرة الهنود الحمر


زيتوني ع القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 23:37
المحور: الادب والفن
    


تاكا ايشت


عن كتاب: اساتذة الفكر لعلي الكنز


Les maitres de la pensee :ali el kenz


تاكا ايشت


ترجمة : زيتوني ع القادر


من هنود امريكا...الشعب الذي عرف اول استعمار في التاريخ والذي يخوض اليوم معركة التحرير الاكثر دموية والاكثر تعقيدا لمستقبل الانسانية...ففي قلب اكبر دولة راسمالية يدور الصراع . صراع لا يقتصر على التوزيع العدل للعائدات بقدر ما هو صراع وجود ..صراع هوية شاء القدر ان يجتمعا على ارض واحدة.
الكاتب يعتبر الاب الروحي لقبيلة(سيوكس) في جنوب (داكوتا) ..حياته كما جاء في مذكراته لم تختلف عن بقية الهنود الحمر...صراع متواصل من اجل اثبات الذات واعتراف المحتل باصالته الضاربة في اعماق الارض..على عكس الدخيل الذي لا ملة له كما يعبر عنها الكاتب فيما يلي:
((ان رمز الرجل الابيض هو الاطار...اطار منزله..اطار واجهاته...ابن مكانية مفصلة بجدران...المثلث...الزوايا...الاطار...العلب..علب تلفزات..مذياعات...غسلات...سيارات..لقد اصبح سجين كل هذه المعلبات..ولكن الكثرة من الشباب الابيض بدا يرفض ان يكون معلبا.. ويطمح ليكون عميقا..هذا جميل...)

من ذاكرة الهنود الحمر
(مقتطف)
جلد الضفدع الاخضر هذا هو الاسم الذي اعطيه للدولار الورقي....
ان الفكرة التي يكونها الهنود والبيض عنه تباعدهم كثيرا...لقد كبر اجدادي في عالم دون عملة...فقط قبل معركة(كيستار) قبض الجنود رواتبهم...كانت جيوبهم مليئة بالاوراق الخضراء..لم يعرفوا اين يصرفونها..
ما كانت تخميناتهم عندما كنا نسلط عليهم سهما من سهامنا؟؟؟
اعتقد انهم كانوا يفكرون في هذه النقود النادرة التي لا تسمح لهم بالاستغلال الامثل لاوقاتهم..والا كيف يعرضون انفسهم ككمشة من المتوحشين والمستهترين..بايد ذليلة لاخذ رواتبهم؟؟ كان الاجدر بهم ان يؤلمهم هذا..اكثر ما تؤلمهم سهامنا المنغرسة في ضلوعهم؟؟ز
ان القتال جسد لجسد وسط صولات وصيحات الخيول غطت الساحة بغمامة من الغبار اين تطايرت جلود الضفدع الاخضر وسط العاصفة..
ماذا يفعل الهنود الحمر بهذه الاوراق؟؟
يعطونها لاطفالهم ليتسلوا بها..يطوونها على كل الاشكال هذه الاوراق الملونة..يشكلون بها دما..خيولا صغيرة...بقرا وحشيا..على الاقل في هذه الاوضاع تصلح هذه الاوراق للتسلية..
ان الكتب تقول:
ان عسكريا بقي حيا ..ينجو ولكنه اكيد يفقد عقله ويصير ابلها..النساء تراقبنه من بعيد وتشهدن عملية انتحاره....الذين كتبوا عن المعركة قيل تملكهم الخوف والفزع من تعرضهم للخطف والتعذيب..ولكن هذا خطا....تخيلوا هذا العرض العرض الميداني:
ها هو الجندي الامريكي مختبأ وراء حجر..يشاهد الاطفال يلعبون بالدراهم..يصنعون منها فراشلت...النساء تستغلنها لاشعال روث البقر الوحشي ليساعدهن على الطهي..الرجال يولعون سجائرهم بجلد الضفدع الاخضر...تتطاير هذه الاوراق مع الغبار..تحملها الرياح الى بعيد...يعني حضور ما يفقد العقل ...ياخذ العسكري راسه بين يديه ويصيح كمخبول:
{{يا للهول...يا ياسوع القوي ..انظر الى هؤلاء المتوحشين الهمج بجلود حمر..كيف يبددون ثروة بهذا الشكل}}
يتامل المنظر جيدا....يتامل حتى لا يتحمل البقاء..يخرج مسدسه..يطير مخه..
هذا ما يقدمه الواقع الميداني..ولذا يجب ان تملك عقل هندي احمر لتحافظ على عقلك.
ان جلد الضفدع الاخضر هو العامل الاساسي في المعركة...الذهب في الحقول..الذهب في كل قبضة حشيش...
كل يوم يمكنك رؤية المزارعين باكياس البذور المتدلية من سروجهم..كل ما وجدوا حفرة من بقايل كلاب البراري حطوا بها كمشة من الخرطال بطيبة عجوز معمدة تحمل الطعام لحمام ساحات احدى مدننا..غير ان هذه الحبوب تحمل(سترايشين) ما يحدث للكلاب البرية فيما بعد ليس جديرا بالمشاهدة..
الالف منهم-الكلاب البرية-ياكل في السنة ما تاكله بقرة واحدة..بعملية بسيطة كلما تمكن صاحب مزرعة من قتل الف كلب ارتفعت ابقاره..ارتفع دخله من الحليب...عندما يرمق مزارع كلبا بريا لا يرى فيه سوى جلد ضفدع اخضر هارب..بالنسبة للابيض كل حشيشة كل ينبوع ياخذ اهميته حسب ثمنه...
ولكن الذي يحدث فضيع..انظروا ماذا يحدث:
(البويكا وكيوط) يعتبر كلب البراري احد صياديها ومانيعها من التمادي والتكاثر...ها هي الان تهاجم الخرفان المنعزلة والابقار التائهة؟؟
ان المالك ياتي بالبيطري لقتل هذه الحيوانات..هذا الانسان نفسه يصيد الارانب..يولج في جؤجؤها قطعة خشب..يستغلها كطعم..يوصل الخشب بمتفجر,,و() الذي يصوب نحو الحطب يستعمل عبوة بارود......
لقد نبهنا الانسان .. وعلقنا تحذيرات:
{{خطر...انفجار....تسمم..}}
والمؤسف ان الهنود لا يقرؤون كالاكثرية من اطفالهم..
وتتالم حقولنا ..تتاكل...لا كلاب برية ..لا ثعالب ..ولا ... الطيور الكبيرة هي الاخرى تتغذى من لحم الارانب...لذا اصبح نادرا ان ترى صقرا... ان الصقر ذو الراس الابيض هو رمزنا ..مطبوع على اوراقهم النقدية..بنوكهم تقتله..وعندما يبدا شعب في ازالة رموزه..يعني انه دخل بداية غير سليمة..
ان ( السيوكس) لهم اسم عند البيض..يسمونهم (واشكوم) يعني (اكلوا الشحوم) وهو اسم يناسب طموحاتهم لانهم من الارض يعيشون..ولكن حتى هذا لم ينجحوا فيه ويظهر انهم وفي هذه اللحظات بالذات انهم غير راضين وغير مهتمين..ان الامريكيين تربوا كالاوز المسمن ليكونوا مستهلكين وليسوا مخلوقات انسانية..في لحظة توقفهم عن البيع والشراء والاستهلاك يفقد عالم الجلد الاخضر اهميته..لذا صاروا هم ايضا ضفادع....ان طفلا عجيبا غرس لهم سيجارة في فمه وراحوا يصوبون نحوها..يصوبون الى ان تنفجر..ان التسمين والسمنة شيء مهلك حتى بالنسبة للمسمنين,,, هو مهلك بالتاكيد للهنود الحمر المجبرين على العيش في جلد الضفدع الاخضر..عالم يصنعونه وليس فيه غاية مرجوة..
-انت (ريتشارد) انت فنان وهذا سبب كاف لامكانية تفاهمنا..
ان الهنود الحمر هم فنانوالعلم الابيض...يقال انهم حالمون..يعيشون على السحاب..سلال مقعرة..لا يملكون مفهوم الحقيقة..هذا ما يؤكده ايضا الهنود الحمر..ولكن كيف يتمكن هؤلاء المساكين بجلد ضفدع اخضر من فهم الحقيقة؟؟
ان العالم الذي ترسم مخيلتكم صورته هو نفسه عالم تخيلنا..اقول لك العالم الحقيقي وليس عالم جلد الضفدع الاخضر هذا ليس الا حلم مزعج ..جنهم المليئة بالضباب الحاجز لنور المدن..لاننا نرفض مغادرة حقيقتنا في اوهام جلد الضفدع الاخضر يحكمون علينا بالبلادة..الكسل..سلال مقعرة..متاخرين ..منعزلين ..من القمر..انا سعيد بسماع هذ ه العبارة من عالم اخر يجب ان تترك هذه العبارة نفس الشعور لديك لانه جميل ان تختلف حقيقتنا عن حقيقتكم..
اتذكر رجلا ابيض ..عيناه مسمرتان على صدرية جدي..كانت سوداء مرصعة باقفال ذهبية من فئة العشر دولارات ..لم يكن الرجل الابيض يرى الا ازرار جدي ولم يتوقف من ترديد:
-يجب ان تكون شهما كهندي احمر لتكون لك افكار مشابهة لهذه استغلال نقود قيمة لصنع ازرار صدرية ..رجل لا يملك دلوا للتبول..يفعل هذا؟؟
ولكن جدي لم يكن كما يعتقد الرجل لقد عرف قيمة النقود كبقية الاخرين..عرف انها خلقت لتعطي الناس سعادة..وان كان هذا الوضع يسعده فلهذا معنى اخر؟؟
الانتربولوجيين يقولون باننا جئنا من اسيا عن طريق (الالاسكا)..ولكن لماذا لم نكن هنا من قبل؟؟
لو انقلبت الحركة في الاتجاه المعاكس..من هذه القارة الى هناك...ربما يكون الفيتناميون من قدماء الهنود الحمر... ربما نكون –نحن-مرشيدي المعركة القادمة..
لقد رايت (سونغ ماي) و(ماي لي) ورايت صور ( ونداد كيني) صور الامهات الميتات مع اطفالهن.. اتذكر جدي (فين رونارد) وهو يذكرنا بالام الميتة الماسكة ابنها الى ثديها البارد..
ان حليب (ماي لي) كان ساخنا بينما كان حليب (ونداد كييني) مثلجا هذا هو الفارق الوحيد...
انكم تلهون بنور الشمس المقدسة بتحوليه الى قنبلة ذرية...لن تنجحوا في النهاية الا في فقدان امخاخكم..
كيف لا تصلون الى هذا؟؟هذا تستطيعون تعلمه منا ولكنكم تجدوننا منغلقين غير مؤهلين لاسماعكم..
......................................................................
لم احتفظ الا بنسخة من جريدة قبيلتنا (سيو هيرالد) نسخة قديمة ذات عامين.. لقد احتفظت بها لانني وجدت بها شعرا كتبه احد اخواننا بفيتنام واردت ترديده هنا لانه يعبر بصدق عن حقيقة مشاعرناا:
لقد تمكنوا من كل الامة
رموها في الفراغ حية
دمروا خط حياتنا
الطماهوك القوس والسكين
وضعوا اطفالنا في امهادهم
نزعوا عنا جلودنا
سرقوا لغتنا الام
وفرضوا انجليزيتهم على اطفالنا
صيروا لساننا الاصيل الغالي
حب استطلاع سياحي
اذا كان البيض يريدون حيادنا عن طريقنا
فلن يغيروا ابدا قلوبنا وارواحنا
رغم اني احمل قميصا وربطة عنق رجل ابيض
ففي اعماقي ساظل هنديا احمر
ها هو..هو هاي..ها هو ه..ه..ه..
في الشهر الذي تلا نزولنا ب (نورماندي) انتبه احدهم الى انني كنت في التاسعة والثلاثين..وانني سرحت للتو من التزاماتي العسكرية..في نفس اللحظة احسست انني انسلخت عن جلد الضفدع الاخضر..وان تيهي يقترب من النهاية وكرست نفسي وجهدي لهذا العمل:{{ان اكون هنديا احمر}}




#زيتوني_ع_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه المدينة التي صفعتني
- قصة
- اخبار عاجلة
- نائب الفاعل
- ندى
- انتم
- قصة: قصة قصة
- انتهى الدرس يا غبي


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زيتوني ع القادر - من ذاكرة الهنود الحمر