أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد سليمان القرعان - كيف خالفت أمريكا الإسلام حتى واجهت الإرهاب والتطرف














المزيد.....

كيف خالفت أمريكا الإسلام حتى واجهت الإرهاب والتطرف


خالد سليمان القرعان

الحوار المتمدن-العدد: 1005 - 2004 / 11 / 2 - 09:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تعددت مفاهيم الفكر الحديث ، تجاه الاستراتيجية العسكرية بنواحيها المختلفة ؛ إلى حد أضحت فيه الاستراتيجية ؛ خاضعة إلى الفشل حال تنفيذها أثناء العمليات العسكرية ؛ وفيما لو حددنا المهمة الرئيسة لأية استراتيجية عسكرية ؛ وجدنا أنها مجموعة النظم والخطط ، والذي يمكن من خلالها ؛ تحديد الطرق والاتجاهات لاستخدام القوات المسلحة لها ، من اجل تنفيذ العمليات العسكرية ، على نطاق معلوم ، أو مطلق ؛ إضافة إلى أهداف الدولة في مجالاتها المتعددة ( الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والعقائدية ) ، عن طريق الاستخدام الفعلي للقوة ، حيث تبنى الفكر الحديث ، الاستراتيجية العسكرية وجعلها ( فرعية ) ، في محيط الاستراتيجية السياسية والاقتصادية ؛ حيث تحتوي في مضامينها النواحي الرئيسية ، من خلال اختيار الأهداف أو تحديدها ؛ إضافة إلى إيجاد الوسائل والأساليب ، من اجل تحديد هذه الأهداف والخطط اللازمة لها .

وفيما يتعلق بالاستراتيجية الإسلامية واستخدامها في الحروب قديما وحديثا ؛ فقد ظهر أن جميع هذه الحروب كانت حروب دفاع ( كما هو الحال في تبني الفكر السلفي لهذه المفاهيم في عصرنا الحاضر ( تنظيم القاعدة ، جماعة التوحيد والجهاد ، الجماعات الاسلامية الأخرى في كل مكان من العالم ) ؛ ولم تكن حروب الهجوم إلا للمبادرة من اجل الدفاع ، ولم يشرع الإسلام فرض عقيدته بالقوة ( كما ادعت بعض الدراسات الغربية ) ، بينما الإسلام ( أوجب ) ، الحرب والقتال من اجل الدفاع عن حرية نشر العقيدة الإسلامية ؛ وحارب القوى التي حاولت التصدي لهذه العقيدة ( كما تحارب الأنظمة العربية الحالية من قبل الجماعات الإسلامية ، خاصة في الشرق الأوسط والخليج ، إضافة إلى محاربة الإدارة الأمريكية الداعمة لهذه الأنظمة ) ؛ ومن اجل هذا فرض الله تعالى الجهاد على المسلمين ( ما دور المسلمين حال غزوا أعداء الأسلام ارض الإسلام كما هو الحال اليوم ) ، وعلى هذا الأساس كانت العقيدة : المرتكز الأول لانطلاق الاستراتيجية العسكرية ، إضافة إلى المنطلق الاقتصادي والسياسي ؛ حيث المبادرة في الهجوم هو من اجل السيطرة على الموارد الاقتصادية ؛ وقد كانت هذه الاستراتيجية في الإسلام ، تقوم على مبدأ الضغط ووسيلته ، من اجل إخضاع الآخرين إلى إرادة الدولة الإسلامية ؛ بحيث تجلت الأهداف الاقتصادية لدى الدولة الإسلامية بطابع الخلق والفضيلة ، بعد أن كانت الجزيرة العربية قد اتسمت بضالة الموارد الاقتصادية ، واقتضى الأمر لديها إلى إيجاد عملية توازن الموارد الاقتصادية وأهداف العقيدة وتبعاتها ، بعد أن فرضت الدعوة ذاتها على القيادات السياسية والدينية وألزمتها على تطوير قدراتها السياسية ، بما يتوازن ودورها ؛ بحيث صبغها ذلك صبغة استراتيجية التعرض والمبادرة ( نجد من خلال ذلك أن محاربة الجماعات الإسلامية ، للنظم العربية والغربية في عقر ديارها مبادرة من أجل الدفاع والتوازن ، بعد أن فعلت هذه الأنظمة من مساعداتها للأنظمة العربية العميلة على أرض العرب والإسلام ) ،

من المرتكزات المهمة التي اعتمدتها الاستراتيجية الإسلامية هي المرتكز الاجتماعي والجغرافي ؛ حيث أن الدول المجاورة للدولة الإسلامية ، مثل الفارسية والرومانية إضافة إلى العربية ، انتشرت فيها المعتقدات والأديان المخالفة لها فقد كانت ( المسيحية ) ، تنتشر بين الروم والعرب التابعين للدولة الرومانية مثل بلاد الشام ، والزردشتية وعبادة الأوثان تنتشر بين الشعوب الفارسية ، إضافة إلى الأديان الأخرى التي كانت تنتشر مثل عبادة ( الأصنام والكواكب والنجوم ) ، في الجزيرة العربية ؛ حيث كانت هذه الديانات قد شكلت عقبة كبرى أمام انتشار الدعوة الإسلامية ، وقد كان مفروضا على الدولة الدفاع عن نفسها ، والإمبراطورية الفارسية تمتد من الشرق إلى الشمال الشرقي للجزيرة العربية ، بينما الإمبراطورية الرومانية تمتد من الغرب وحتى الشمال الغربي ؛ وبالمقارنة مع النظام الإسلامي من خلال الجماعات الإسلامية التي تتبنى المحافظة عليه ، وما يحل من فسق وفجور على ارض العرب والمسلمين ؛ وانتشار الطغيان والفساد والاستبداد المجتمعي والعقائدي من قبل حكام الأنظمة العربية في كل مكان ، ومحاربتهم لنشر العقيدة الإسلامية أو تطبيقها وكتم الحريات العامة والخاصة داخل المجتمعات الوطنية ، إضافة إلى سيطرة الإدارة الأمريكية على طبيعة هذه الأنظمة ودعمها ، وانتشار كل ما يفضي إلى مخالفة الشريعة الإسلامية ؛ أدى كل ذلك إلى مواجهة ما تسميه بالإرهاب والتطرف في عصرنا الحالي أي ( الجهاد بالمفهوم الأسلامي ) .

أما الاستراتيجية السياسية الذي ارتكزت علية دولة الإسلام من أجل تحقيق أهدافها ؛ فكان عن طريق الإقناع والمراسلات ، التي كانت تصوغها مع حكام الدولة الفارسية والرومانية ، للأخذ بمبادئ الدعوة الإسلامية ؛ أما الناحية الاقتصادية ، فقد اعتمدت الدولة الإسلامية على وضع العدو تحت ظروف اقتصادية غير مناسبة تجعله يخضع إلى مبادئ الإسلام ؛ حيث كانت القيادات الإسلامية تضع الخيارات لأعدائها من خلال الإسلام أو دفع الجزية أو الحرب ؛ حيث كانت الدولة الإسلامية تستخدم استراتيجية الحرب باللجوء إلى القوة ، إذا ما عملت تلك الدول على إزالة الموانع التي تضعها في طريق الدعوة الإسلامية ؛ وقد كانت تتألف الفرق الإسلامية إلى فرق الجهاد العسكري التي تعمل في سبيل القضاء على الطبقة الحاكمة والمتسلطة ؛ والفرق الدينية التي تعمل بعد مرحلة القوة والحسم ، وتدعوا بمفاهيمها إلى تحرير الحياة الاجتماعية للشعوب ؛ حيث هي مرحلة إخراج الشعوب من حياة الشرك والجاهلية إلى حياة الإسلام ؛ وهذا ما تتحلى به الجماعات الأسلامية في وقتنا الحاضر عندما تصرح من خلال وساءل الاعلام ، السياسات العامة في استخدام استراتيجيتها عالميا ؛ ضد الأدارة الأمريكية وحلفاءها ، وضد الأنظمة العربية على أرض العرب وارض الأسلام في كل مكان .



#خالد_سليمان_القرعان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحراء الغربية في العلاقات الأمريكية الجزائرية
- شمعون بيريس ونظريته التطبيقية على أرض الأردن
- مسؤولية الأنظمة العربية ودورها الإقليمي في الأعلام العبري
- إيران في مفهوم الأمن القومي الأمريكي والدولة العبرية
- الأدارة الأمريكية وأعلام الحرب
- الأدارة الأمريكية وخيارها الأيدولوجي في الشرق الأوسط والخليج
- الاتحاد الأوروبي في أيدولوجيا الدولة العبرية
- في أسباب ضعف وتشتت قوى اليسار والديمقراطية في المشرق العرب
- في النظام السياسي والإرهاب
- صندوق النقد الدولي بين الإدارة الأمريكية والإسلام السياسي
- طوفان الأمة الأردنية ومثاليات الدولة المارقة في التنمية والث ...
- الدولة العبرية وتوجهاتها الاقتصادية على الساحة الوطنية الارد ...
- طموحات الدولة العبرية والانظمة العربية المجاورة من أستمرارية ...
- الامن العربي وأبعادة الاقليمية والدولية
- رواية خطى في الظلام - الجزء الثاني
- رواية وتمضي الارض
- في توجهات السياسة الأمريكية والنظام العربي الحاكم
- رواية خطى في الظلام - الجزء الاول
- علاقة النظام العربي بالصهيونية والادارة الاميريكية


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - خالد سليمان القرعان - كيف خالفت أمريكا الإسلام حتى واجهت الإرهاب والتطرف