أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - مطر اخضر فوق الغار















المزيد.....

مطر اخضر فوق الغار


شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)


الحوار المتمدن-العدد: 3368 - 2011 / 5 / 17 - 01:13
المحور: الادب والفن
    


يتربع فوقي كالكابوس..
يعرش في كل زوايا الغار خيوطه..
يقطع اوتار الحس الوجداني..
يرمي جمرات الحقد على غاري..
يلبس جلبابا من نار .. وحديد..
يغرس بين جفون الهم اصابعه..
حقدا اصفر..اصفر.. اصفرْ..
في كل صباح ياخذني خلف الهم فيرشف من دمعي رشفه..
ياكل لحمي..
يلمسني كالمجنون..
وكالتنين يناديني..
ينفث سم الحقد الاصفر..
يخرج من جيب عباءته سكينا..
يقتل صمتي.. يدمي آهي..
ويهرول نحوي..
يقفز كالبوم..
وكالثعبان يعض نواجذه..
ينعق في وجه الصبح..
ليرسم في كل ثنايا الغار جدوده..
ارمق في لوح الطين.. وتمثال " آناهيتا"..
انظر للقادم والماضي..
هذا الحقد الطافح من فوق الادران..
في تلك الاكوام من القمل..
وصوت المجهول يغطيني..
ويشل يميني..
العن من ذل الحرف وزور للدين هوية..
اسبح في بحر بحور الشعر..
اشكر في لغتي.. "الضاد"..
و"بسم الله" العربية..
اصعد..اصعد
ياخذني"حراء"
اصعد.. امجد
اركب خيل "سراقة"
اصعد..اخلد
اضرب ذاك الرمل..
فاكشف سر الاسرار..
واذكر يوم الحشر" سمية"
يلبسني اليوم باهات"عمار"
احد..احد
صمد..صمد
من يدري..من؟!
من يدري..تحت صهيل الدرب حسام..؟!
من يدري..من؟!
من يدري..اني بين الموت..وبين الموت اقوم..؟
من يدري..من..؟!
من يدري..اني مجبول من طين و"نواعير"؟
من يدري..من؟
من يدري..خلف رمال الشط تغور قوائمه "عقبة"؟!
يصدح في ذاك الاظلم :
-لو اني اعرف ان وراءك ارضا لاجتزتك صوب ثراها في سر الليل وضوء الله الاخضر
من يدري..؟
اني اشهق بين الطين.. وبين الجذر
وبين السعف..وبين الجذر..؟
وبين الطين..وبين الطين..؟
يركلني في كل مكان
في كل زمان يركلني..
ياخذ ذاك السوط الاسود..
تتقافز من عينيه الـ " كسرى"
يتقافز "رستم"
يحمل نصل الخنجر..
يهوي..
كل اصابعه نتن..
نتن اصفر..
ياخذني صوت "الناعور" فينشدني قداس"مبارك"..
- مذ كنت سماؤك مقمرة
وغدوت تجوب الشطآنا
وعزمت على سفر فاصبر
ستؤوب وتعمر ربانا
مذ كنت حنينك مبخرة
لتفوح بحرف قد زانا
فاهنا ياولدي وتربع
كامير خبر البلدانا
قد تغدو يوما في كنف
من ذاك العتم..
وذاك الغار الاظلم
فاركب فخيولك صادرة
ومرابع جدك مرجان يعلو مرجانا..
كل اغاني العيد اتتني..
واتاني من بين صخور الثلج..
يلف عباءته..
يسال في كل زوايا الغار..
وكل زوايا الغار تدل القادم عني..
- اين؟
- هوذا!!
- اين؟
- هوذا!!
- اين؟
- في بوابة قرص الشمس وذاك الرهج الثاقب من سدر الله..
تسكن اهي..
تنعم امي..
يرقص وطني..
ينمو حسي..
يقوى عودي..
يوم الجَلد..
وفي محراب الجَلد يعود..
ياخذ مني يوم الجَلد عهود..
يطلق تلك الاهزوجة ترتيلا فدعاءا..
وصلاةً فدعاءا..
ويغيب.. يغيب
اطلق في ظل"المبروك" خيولي
حيف..حيف..!!
لم يهنأ قلبي بلقائك..
حيف..حيف..!!
لم تلحق خيلي بجيادك..
قبطانا كان "المبروك"..
ويمينا شد يمينا..
"اذ يغشى السدرة مايغشى"..
وضياء الله على راسي..
فانوسا..
قنديلا يتلألأ في ليل الظلمة..
ابلج.. ابلج..
ابلج ذاك الصبح..
ونور من "هيت" يفج ظلامي..
اسود.. اسود..
اسود ذاك الـــ "كسرى"..
ابلج..ابلج..
ابلج وجه "بن مبارك"..
يقطر في جنح الاهات سيوفا بيضاء كلون الشمس..
ووجه الارض..
و"سعدى" المأسورة..
اصرخ بالحجاج..
بذي السيف البتار..
يقطِّع كل رقاب "الافرنجة"
حشرجة في صوت الضاد..
حشرجة في صوت الضاد..
و"كسرى" يلفظ قسرا تلك الايات النورانية..
من ذل الحرف وذل الدين؟
سوى بنت الفيل
وبنت النار
وتلك التترية..
تُجتثُ خيوطُ العرق الناتيء في صوت الشلال..
فتلقي كل كواسرها..
في عمق"الالفية"..
وتُمزِّقُ نونيةَ "تغلب"..
في باحة قصر الشاه..
او في ساحة ذاك الطاق الاخرس..
يزأر كلُ النخل..
وكلُ الرمل..
وكلُ بنات "الكوفية"..
- احمل اوراقك..
اقلامك..
غادرني..
فسمائي عادت قدسية..
ونبية..
تلك الحبات السمراء..
في "بيت ابي طالب"..
في "شعب ابي طالب"..
يهطل من فوق سحاب الايام..
مطر اخضر..
يروي كل شعاب البيد..
مطر اخضر..
يحضن كل قفار الغار..
مطر اخضر..
يمسح كل جراح الغار..
مطر اخضر...
اخضر..اخضر
حين قفلت طريقي وشرعت الابحار الى بيت الحكمة.. وعقلت جراحي وركبت الريح..
وخلفي ذاك"الساساني" الاهوج..اوصدت الباب..فحانت مني فوق ذراع الطاق اشارة..
ورايت شعاع الله وكف الفاروق..وسعدا يلكز تلك"البيضاء النجدية"..
ذَرفتْ عيني كل دموع الافراح..وصوتي يسحب خلفي صوته..
حُرقتْ كلُ قصاصات الاشياء وظلي يلحق خلفي ظله..
مسبحة تلك الايام..؟؟
ام ان الماضي قد زال ؟..
فلا ماض للماضي، لا ذاك الاواه..
وصوت الناي و" بيت ابي سفيان"..
فــ "سمية" قد دُفنت في وضح نهار..
عند اذان الظهر..
غلّفها توقيعٌ وهوية..
واساور بنت الفلاح..
وبنت الشط..هدية..
اياً ترنو يلقاك ضياء الله..
في قلبي..
في ذاتي..
في روحي.. يلقاني نورا يتلألأ من سدر الله.. يناديني:
- ان كانت "ليلى" عند الباب سادخل..
او اخرج ان ماتت ليلاي..
سُحبٌ لفت كل سمائي..
طوَّق يومي الهال الازرق..
امشي حافية تلك الاقدام..
مقفلة اسوار البيت..وليل يخشاني..
اذ كنت قديما اخشاه..
عس الليل ورائي ..العس ورائي..
- ياسياف خذ راس الافعى..
وانقذني..
ياسياف.. هاك قميصي..
امي ترقب عند الباب..
رد قميصي..
كفُ ابي عادت بيضاء..
غرة يوسف عادت يا ابتي بيضاء..
مثل "منائر هيت"
مثل الملح بــ "وادي الكريِّ"..
ومثل الريح التحمل فوق "عيون القار" حنان..
ينشد في كل بقاع الدنيا اغنية غناها الاطفال..
و"سعدى" موال يتغنى في تلك الليلة..
في عام الافراح..
وحبيبة قلبي لفت فوق جديلتها اشعاري..
عقدين، دواوينا وقصائد..
عقدين، اضابيرا وقلائد..
عقدين من الآه..
عقدين من الدمع..
وقطع الارحام..
اجفاني يبست..
في تلك الاعوام..
حتى انهال المطر الاخضر..
يغسلني من كل جذام..
يبرئني من كل ذنوب
يمسح عني كل ركام..
هذا المطر الاخضر..
ياخذني صوب الانهار..
ياخذني صوب الاحلام..
ينقلني..يحملني..
كبساط الريح..
اصول،
اجول،
اطير،
ارفرف،
اعلو،
اصعد،
احلم كالاطفال..
بحلوىً وربيع ولقاء في حضرة بغداد..


* * * * * * *
* مبارك والمبروك : تعنيان الصحابي ( عبد الله بن المبارك ) المدفون في هيت
* آناهيتا : الملكة (اناهيتا) التي كانت تحكم المملكة المسماة باسمها وهو الاسم الذي يتكون منه الان (هيت) و(عنه) او (عانات)
* سعدى : الهيتية التي زفت الى الامير البصري في نهر شق لها خصيصا، آثاره موجودة حاليا في المدينة وسياتي ذكره (وادي الكري) لاحقا في القصيدة



#شاكر_الخياط (هاشتاغ)       Shakir_Al_Khaiatt#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراتيل الحنين
- رسائل مفتوحة الى الامير -3-
- رسائل مفتوحة الى الامير - 2 -
- رسائل مفتوحة الى الامير
- من جرب الكي لاينسى مواجعه.....
- فليعتبر المعتبرون
- المراة نصف المجتمع... مفهوم خاطيء !!
- ان تكون او ... لا
- -عراقي- اعلى من الباقيات...اليس كذلك؟؟!!
- قبل (....في ذمة الخلود )
- قصة قصيرة ( الدوائر )
- قصة قصيرة ( هو والثلوج )
- عندما يكذب الشاعر على نفسه
- قصة قصيرة ( انسانية المعممين )
- قصة قصيرة (زهرة الوفاء)
- قصة قصيرة ( امنية فوق السحاب )
- قصة قصيرة ( السفر الى وراء )
- الى الحبيب رياض الحبيّب...
- حلم في ساحة التحرير/ بغداد
- صيدة النثر من اين؟! والى اين؟؟!!


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - مطر اخضر فوق الغار