أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - قصة قصيرة ( هو والثلوج )















المزيد.....

قصة قصيرة ( هو والثلوج )


شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)


الحوار المتمدن-العدد: 3327 - 2011 / 4 / 5 - 02:11
المحور: الادب والفن
    


وحده كان يتمشى.. ياكل.. ينام..لا يلتقي احدا.. تبدو على نظراته الغرابة، كمن ينتظر شيئا ما..دائما في تامل..يرقب كل شاردة و واردة...
عيونه كرصد يعمل طوال الليل والنهار..
يرقب حركة الانواء..الطيور..من اين تاتي ؟.. الى اين تتجه ؟..مانوعها..اذناه صاغيتان لاي حديث يدور..لم يالفه الاسرى يتحدث او يختلط كثيرا.
مضى على اسره اربع سنوات..كانت عيناه شاخصتين على الدوام..ذاكرته تسجل وتلتقط الكبيرة والصغيرة، يرى ويوثق..بكل صمت يروح وبكل صمت يجيء..لم يكن مع المتحدثين من الاسرى الذين يستغلون فترة اجراء التعداد النهاري والليلي كفرصة للترويح والمزاح، رغم الانتظار والملل.
في معسكر(برندك).. حوالي الستين كيلومترا الى الجنوب من طهران.. هو معسكر للجيش جديد التشييد، كان قد اعد في زمن الشاه على السياق الامريكي للثكنات العسكرية.. البنايات نظامية،مقسمة الى قواطع ، كل قاطع يسمى(كمب) يضم اربعة قواطع صغيرة، في سياج واحد، وادارة واحدة، المعسكر يشغله الاسرى بثلاثة قواطع، واثنتي عشرة قاعة، تعداد القاعة الواحدة يتراوح من 200- 300 اسيرا،كل هذه المفردات كان(جمعة) قد حفظها وخبرها، بل وتعدى ذلك الى معرفة الطرق المؤدية الى المعسكر، من اين تاتي والى اين تذهب، كم المسافة، ماهي المحطات المتواجدة على الطريق، كم من السيطرات تقف في الطرق.
كان يجيل النظر بشكل دقيق عندما يقف صهريج الماء التي يقودها سائق افغاني الجنسية، وهو ينقل الماء الصالح للشرب الى الاسرى.
- هل يدق القدر نواقيس الامل..وانجو ثانية؟ كيف ؟ وقد كبّلت بالاسلاك الشائكة وابراج المراقبة؟ وتلك الحراسات المدججة بالسلاح من كل حدب وصوب ؟! لا مستحيل تحت الشمس.. ولا حياة مع اليأس..يجب ان انفذ من هنا..اليوم قبل غد.
يقترب دون ان يشعر به احد ليراقب الاسرى وهي تنقل الماء من السيارة الى القاعات.
- ممكن..نعم ممكن..ليس صعبا..ينبغي ان اركب تلك الطريق ولمسافة بعيدة جدا..يجب ان اختار الطريق الأبعد في تفكير الايرانيين عن الواقع والممكن.
يحمل اناء الماء..ويقف مع الواقفين بانتظار دوره مع الطابور الذي اصطف ينتظر دوره للحصول على حصته من الماء..ينحني قليلا متظاهرا انه يريد ان يملا اناءه ويحافظ على عدم ضياع حصته والحضيرة التي معه داخل القاعة..عيناه تذهبان، تتابعان السيارة وتفاصيلها من الاطارات الخلفية حتى الامام..كان يدقق في اسفل الصهريج بشكل اكبر..ليتاكد مما لم يلاحظه سابقا..
كان يجري بعض التدريبات البسيطة والاختبارات لما يتوقعه محتملا في الطريق، كأن يبقى بدون طعام ليومين او ثلاثة.. أقلع عن التدخين، كان مدخنا لاتفارق اصابعه السيجارة.
يرتدي بدلته..يلف شرشفا ابيض على جسده.. يضع حبلا متينا كان قد عمله بنفسه من الجوارب القديمة..جدله لكي يكون قويا ويتحمل ماكان قد أعد له من مهمة.
تقف السيارة- الصهريج-..يوم جمعة..الحراسات الداخلية والخارجية ليست كما الايام الاعتيادية..التعداد قد يكون واحدا بدل الثلاث مرات في اليوم..او ربما ارتأى الضابط الخفر ان لايجريه في الجمعة من كل اسبوع، فقد حصل هذا احيانا بالفعل..وهو امر متوقع في معسكر(برندك)..
يتوجه الاسرى حاملين أوانيهم لاستلام حصتهم من الماء، السائق الافغاني يترك السيارة
متوجها الى حيث جلس عدد من الايرانيين كل يلتهم مايستطيع في وجبة الغداء التي تزامنت مع وصول صهريج الماء.. التشدد سيكون اليوم ضعيفا وهذا ما دأبت عليه ايام الجمع من كل اسبوع او العطل.
يستدير (جمعة) من الناحية الثانية البعيدة عن نظر السائق،الذي كان في مزاح مع الحراسات، غير منتبه الى ما يدور عند سيارته.. الى من استقر تحت الصهريج في اسفل السيارة.
كان (جمعة) قد ربط نفسه بذلك الحبل المتين الذي اعده لهذه المهمة في هذه اللحظة.
وما ان ينهي الاسرى استلامهم للماء..حتى يبدا العريش الناقل(كاردن) حركته بالدوران..يسرع في دورته لكي تتعشق المسننات الخلفية للعجلات..لتدور فتتدحرج تلك العجلات الكبيرة باطاراتها المطاطية قاصدة الباب الرئيسية للمعسكر.
دقات قلب (جمعة)، اقوى من صوت احتكاك الاطارات بالارض على الطريق..لكن صوت المحرك ساوى صوت دقات قلبه فتلاشت بين مكابس المحرك..غير مشعرة احدا بما يحمله ويتحمله قلبه الان من اسارير بدأت تنفرج شيئا فشيئا رغم القلق الرهيب الذي كان يحيطه وهو في هذه الوضعية الغريبة..الحراسات والجنود المتواجدون عند الباب الرئيسية للمعسكر كانوا يمازحون السائق الافغاني جالسين سوية على الغداء كنمل جائع لم ياكل منذ زمن، دفعهم هذا ان يشيروا الى السائق بالاستمرار، دون ان يتجشم احد منهم عناء التفتيش، لوّح له الجميع بالانطلاق، ليخلّف الباب الأهم بالنسبة الى (جمعة) وراءه..منطلقا بسرعة الريح في طريق مفتوحة للسير بالسرعة التي يشاء..خارجا من المعسكر..من بين الاسلاك الشائكة المعقدة والكثيفة..ولم يدر احد ان تحت الحوض يستقر بدن انسان، هو احوج مايكون لهذه السرعة والانطلاقة المخيفة..رجل يقتحم الصعاب..واية صعاب تلك ؟..يتحدى وبصورة اشبه ماتكون من نسج الخيال، مستقبلا الآتي بكل مايحمل من مجاهيل.
ماهي الا بضعة اميال ويصل طهران..لقد سار الصهريج كما رسم(جمعة) في مخيلته، هاهو الان امام تقاطع طهران – برندك - طريق الاحواز..استدار الصهريج يسارا..هاهي طريق طهران الدولي..الذي سينقله الى مستقره المؤقت لتكملة بقية مراحل الخطة المجنونة.
- شهريار!!..نعم.. لقد رايتها عندما أتوا بي الى معسكر- برندك -، قريبة من مدخل طهران..ترى..اين سيقف ؟..اين سيستقر؟.
وبعد ان تاكد انه على مشارف طهران وماعاد السائق يستطيع السير بتلك السرعة، فك الحبل الذي كان قد لفّ به جسده على اسفل الصهريج..ماسكا بقطع الحديد التي ثبت عليها حوض الماء على قاعدة السيارة..
- سوف انزل في اي موقف..وفي اول مكان يترجل منه السائق..
وكأن السائق قد سمعه، فاستجاب لندائه.
تتوقف السيارة قرب احد الاكشاك ليبتاع منه بعض السجائر.. يستغل (جمعة) هذه الوقفة.. يتسلل خلسة من تحت السيارة دون ان يثير انتباه احد..يضرب بيده على الاطارات وكأنه السائق يتفحص اطاراتها بعد سفر..يدير ظهره مخلفا السيارة خلفه..يسير بتلك الخطى الواثقة على الارض والمرتبطة بالسماء من فرط فرحه..ينظر الى السماء، الى الاعلى..يتنسم عبير الحرية، ليلتقي نظره على امتداده قمة جبل - اشنو- المحيط بطهران..يخطو عابرا الشارع الى الجهة الثانية منه، يقف وسط الزحام..ملتفتا الى ذلك الافغاني، الكريم،.. بساط الريح، الذي اوصله دون مضايقة..أدار الافغاني محرك السيارة ماسكا بمقودها ليستلم الطريق ثانية مواصلا مسيره..يبتسم (جمعة)..شاكرا اياه في دواخله.. يسير بكل ثقة وحزم بين الناس التي تذهب وتاتي، دون ادنى انتباه اليه..كلّ منصرف الى همه ومايشغله.. يدفع بقوامه وسط التأملات التي بدات تكبر اكثر واكثر، خصوصا وقد اجتاز المرحلة الاكثر خطورة في رحلته المشوبة بالاخطار من اولها حتى يكتب الله نهايتها..
وبعد ان يتاكد ان لا شيء هناك الان يثير المخاوف..يقرر ان ينطلق على قدميه بسرعة معقولة لا تجلب اليه الانتباه..يتوجب عليه الان ان يصل الى البوابة الشمالية لطهران حيث ستبدا المرحلة الثانية من الخطة من هناك..
في بوابة طهران الشمالية..تقف عشرات الشاحنات والحافلات، مصطفة تتهيا لمغادرة طهران سالكة الطريق الخارجي حيث الحدود الشمالية الغربية لايران..تستغرق المسافة ليلا كاملا ونهارا، من الصباح حتى المساء.. كان (جمعة) قد درس الموقف جيدا، وعرف ذلك وهو يصغي الى اثنين من الحراسات من الجنود، كانا يتحدثان فيما بينهما، فقد ساعده ذلك بشكل فعلي..ذلك رسم له خطا بيانيا في خطته الحكيمة التي هي ابعد عن التفكير لمن سيبحث عنه بعد حين.
هاهو يقرأ لوحات السيارات المتوقفة، كان من بينها، تركيا، اذربيجان، ووجهات اخرى..هاهو يدفع بجسده مندسا تحت احداها..بعد ان تأكد انها متوجهة الى تركيا..اذن قرر(جمعة) اختيار تركيا، وهو قرار بعيد كل البعد عن تفكير الايرانيين، فهو صعب التحقيق نظريا، فكيف سيكون تطبيقه عمليا..المسافة لا تقل عن اربع وعشرين ساعة سفر..وقدّر بضمنها فترة الاستراحة المحتملة..المهم ان يصل الى الحدود فقط.. وما بعدها سيتدبره بنفسه.. الفجر بدات اجراسه تعلن قدومه طاردا استار الليل وخيوطه، ليبدا النهار، نهار تاملي جديد، سيزداد خطورة كلما اقترب من نقطة الحدود المشتركة بين البلدين.. ها هو الصباح قد احاط بكل جوانب الطريق، والسيارة تتجه مسرعة نحو الحدود..وقفة واحدة عند الظهيرة في محطة تعبئة وقود.
حان وقت التعداد في معسكر(برندك)..الاسرى يقفون بانتظام في صفوف مكونة من عشرة اشخاص للصف الواحد، بينهما فاصلة يدخلها الضابط الخفر بنفسه يعد ويحسب الاسرى صفّا صفّا.
في القاطع الذي غادره (جمعة)، يعيد الضابط الخفر عملية التعداد ثانية..يامر الجميع من المرضى بالخروج الى التعداد ليتاكد..ثالثة، ورابعة، وهناك نقص في العدد.
تم تفتيش القاعات، الاسرّة، الحمّامات، ليس من احد..الضابط الخفر يتصل..ويبلّغ الخبر..بقية القواطع اكملت التعداد ودخلت الى قاعاتها ثم اغلقت الابواب على غير العادة..فالأمر يستوجب هذا الاجراء.
المعسكر بدأ يمور..تغيرت اشكال الاشياء.. ضباط أتوا من طهران..آخرون لم يشاهدوهم الاسرى من قبل..تأكد آمر المعسكر بنفسه بما لا يقبل الشك ان هناك اسيرا قد هرب..قائمة الاسماء بيد ضابط الاستخبارات الذي وقف بجانبه آمر المعسكر، لايدري ماذا يفعل..الاسرى في حوار وهمس..منهم من يتمنى ان يكون الهارب قد وصل الى نقطة أمان..ومنهم من يتساءل عن الطريقة التي خرج بها، وقسم لم يصدق لحد اللحظة انّ أحدا غادر المعسكر..متى؟ كيف؟ من اين؟ الى اين؟.
ضابط الاستخبارات يقرا اسماء الاسرى واحدا واحدا بالتتابع يدخل الى القاعة وسط صفين من الجنود، كل يعد ويحسب من موقعه ماسكا ورقة وقلما..الى ان يصل النداء..
- جمعة عبدالله..
لاجواب !!
- جمعة عبدالله..جمعة!..جمعة!!
تكرر النداء لاكثر من مرة.. لاجواب.. ويستمر ضابط الاستخبارات بقراءة بقية الاسماء بعد ان دوّن الجميع من الايرانيين الاسم.
يبدا التحقيق على الفور، وسيشمل بالتاكيد القواطع المجاورة..
فيما تواصل الشاحنة سيرها وهي تلتهم بعجلاتها الطريق الخارجية قاصدة الحدود.
الشمس اوشكت ان تغيب بعد ان ودّع قرصها خط التماس مع الارض.. و(جمعة) ينهي اخر قطعة خبز يابسة اخرجها للتو من جيبه وهو مستلق على قفاه ووجهه مواجها لأسفل الشاحنة.. يمدّ يده الى جيبه الآخر، يتناول قنينة مصنوعة من البلاستك تحتوي على ماء، يروي به ظمأه، ملقيا القنينة ارضا بعد ان افرغ مافيها من ماء..يمد يده يتحسس وجهه ، انه بخير، وانها مجرد اميال ويكون في الناحية الاخرى حيث الامل بالحياة من جديد بين اهله ووطنه، بعد عناء مرير دفعه ان يغامر في عناء اكبر واخطر مفضلا ما سيواجه من مخاطر ليست في الحسبان ربما على البقاء بين ايدي الجلادين..
في المعسكر، وبعد الاطلاع على الاضبارة الشخصية لـ (جمعة) تم استدعاء كل من يسكن مدينته في العراق..واتخذت تدابير امنية مشددة وأدخل المعسكر في حالة من الاستجوابات والتحقيق، وتمت مضاعفة عدد الحراس، وزيادة ادوات التحكيم الأمنية..دون جدوى.. كمن يلهث وراء سراب في صحراء مترامية الاطراف..
هاهي الحدود التركية..تتوقف الشاحنة ويترجل (جمعة) ليرى حشدا من الشاحنات تقف بانتظار انهاء عمليات التفتيش على الحدود وانهاء الاجراءات الرسمية ذات الصلة..قرأ لوحة الاستقبال التركية..وهاهي آخر نقطة ايرانية اذا.. تلك هي نقطة الجمارك التركية..ليست بالبعيدة..يستدير مستغلا الليل وظلامه الدامس وانشغال الموظفين بأمور التفتيش المتبادل..ينسحب رويدا الى خارج المحتشدين، ليكون بعد ذلك بين اكوام من الصخور، وفتحات الجبال، ليجتازالحدود في خطها الوهمي مخلفا وراءه كل مظاهر التعب والاجهاد الذي عاناه منذ مغادرته المعسكر وما مرّ به في الطريق من مفارقات.. بدأ يعدو بروحية جديدة متجددة في كل خطوة يخطوها، ثمن هذه الروحية هو، الحرية، التي هي في متناول يده ولم يبق على الفوز بها سوى ان ينجح بعبوره الحدود..وها هو الان في الجانب التركي.. يركض بكل ما بوسعه، وبما أوتي من قوة، وربما تولّدت لديه الان قوة اكبر مما كان يتوقع..كل ما كان يبغيه هو الابتعاد عن النقطة الحدودية، والتوغل قدر ما يستطيع في الاراضي التركية.. حتى يواجه مرتفعا ثلجيا يبدو للوهلة الاولى مانعا امامه..لكنه سرعان ما اكتشف ان هناك منحدرا يستطيع الولوج منه الى امام، كان الثلج يغطي المنطقة..يخلع ما كان عليه من لباس ويخرج الشرشف..يرتدي ملابسه ثانية ليلفّ كامل جسمه بالشرشف الابيض..اصبح الان هو والثلج قطعة واحدة..من الصعب تمييزه الان.. يستمر بالجري..حتى يبتعد عن الحدود قرابة الخمسة اميال.. ينحدر الى سهل طويل منسرح، تلوح في اخره عن بعد علامات قرى او ماشابه ذلك.. بدأ النهار تلوح ملامحه.. هو ذا الفجر يودع الليل وسواده، الا ان الشمس لم ترتفع بعد..لكن خيوطها على وشك ان تعتلي قمم التلال والمرتفعات التي كانت كالعهد الجديد امام (جمعة) الذي يدخل نهاره الثالث لرحلة الخلاص..لم يستطع المواصلة بنفس القوة التي انطلق بها في البدء..احسّ بالتعب وهو ياخذ منه مأخذا كبيرا ربما يعيقه عن المواصلة.. كان العرق يتصبب من جبينه ليضربه الهواء البارد، فيشعر بصعوبة بالغة في الجري او الركض ثانية، انتبه اليها بعد ان تاكد ان تشنجات وشد عضلي قد حل به وبأرجله.. يسقط ارضا، قرب احدى القرى التركية الصغيرة، مما اشعره بعدم جدوى الوقوف على قدميه اللتين لا تقويان على حمله..وهو على الارض احسّ بغثيان، يمسك برأسه، الدم يتحرك في احشائه بشكل غير طبيعي..عيناه لم يعد بمقدوره فتحهما، تقيأ كثيرا..كادت امعاؤه تخرج عن احشائه.. اعياء مرير بعد هذا الجهد الاستثنائي..افقده الوعي.. وأغمي عليه..
يفتح عينيه في احدى المستشفيات.. مبتسما..هاهو الان قد سجل نصرا ما بعده نصر..يشعر ان الالم الذي لازمه ليس بالمؤثر لانه الان خارج السيطرة الاخرى.
وهو على تلك الحالة، وبعد ان استقر الدم في شرايينه، وانفتحت عيونه على الموجودات التي كانت امامه..حاول ان يحرك يده، لكن عبثا كان يفعل..فقد ربطت هي الاخرى الى السرير..تحسسها جيدا ..نظر في الماحول ثانية..لكن..
سرعان ماتيبست تلك الشفاه وتوقفت نبضات قلبه وهو يرى جنودا ايرانيين يحيطونه من حوله..
لعن حظه الاسود..مستسلما للمعاناة من جديد.. وثلاثة عشر عاما جديدة اخرى سوداء...



#شاكر_الخياط (هاشتاغ)       Shakir_Al_Khaiatt#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكذب الشاعر على نفسه
- قصة قصيرة ( انسانية المعممين )
- قصة قصيرة (زهرة الوفاء)
- قصة قصيرة ( امنية فوق السحاب )
- قصة قصيرة ( السفر الى وراء )
- الى الحبيب رياض الحبيّب...
- حلم في ساحة التحرير/ بغداد
- صيدة النثر من اين؟! والى اين؟؟!!
- مؤتمر المنظمات الثقافية غير الحكومية المنعقد في بغداد 19-21 ...
- قراءات في شعر سميرة عباس التميمي
- انصفوا اللحن العراقي الاصيل
- الى من غادر دون استئذان
- أدباء الانبار على قارعة الطريق
- مابعد الغروب
- هل يعتزل الشاعر / سؤال للجميع
- محمد غني حكمة.. الانسان الفنان
- قصيدة للنشر
- البعيتي يتفوق على بلابل العراق- مسابقة امير الشعراء
- تضامن مع الكاتب احمد عبدالحسين من ادباء ومثقفي مدينة هيت


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - قصة قصيرة ( هو والثلوج )