أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - قصة قصيرة ( الدوائر )














المزيد.....

قصة قصيرة ( الدوائر )


شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)


الحوار المتمدن-العدد: 3331 - 2011 / 4 / 9 - 23:28
المحور: الادب والفن
    


كنا نقف سوية عند قمة احد الجبال العالية..بعد ان غادرتني واسطة النقل التي اقلتنا قبل ساعات ،لم يكن الجو بتلك الدرجة من البرد الذي بدا يترجم لنا معنى القارس او الزمهرير .. لم اكن من قبل اعرف لهذا المعنى ملمسا في حياتي ..كنت اسمع الناس يقولونها وكنت لا اعير لهذا التعبير اي اهتمام، الان وانا ابن اللحظة واية لحظة..ماذا عسانا ان نفعل؟! تتسابق الريح اخذة دورها ودورتها وفعلتها التي خلقت من اجلها ..ليس هناك من شيء تتمسك به سوى بعض الامتعة البسيطة التي هي الاخرى تريد من يحفظها من الضياع او الطمر في وسط هذا الهيجان الغريب للجو وانقلاب درجة الحرارة ووصولها الى درجات اعتقد ان المحرار ليست له القدرة على قراءتها تلك الدرجات التي تنحدر بعيدة عن الصفر بعشرات المرات..مابال الدم هنا وما بال الاعصاب..هناك حيث الملامح تغيرت وانقلبت الاشكال وعرفت ماهو الدم البارد والدم الحار..وعرفت كذلك ماذا يعني ذوات الدم الثابت وذوات الدم المتغير..في تلك اللحظات لم اكن اتمنى ما انا فيه لاعدى اعدائي على الاطلاق..ماذا عسانا ان نفعل..العاصفة الثلجية بدأت تغطي اجزاء من اجسادنا.. الكل متسمر في مكانه ينظر صوب الاخر من دون ان ينبس ببنت شفة..وعلام يتحدث الواحد منا للاخر، وبماذا يتحدث؟ وما نفع الكلام؟..
بين تلك الارهاصات والاسئلة وما يجول في خاطر كل منا لا بد من التفكير بطريقة ما نستطيع من خلالها العودة الى حيث اتينا.. كنت اراقب نفسي واراقب من حولي..وبادرت بالقول اننا في انتظار امل واحد فقط وهو وصول من يقلنا وينقذنا من هذا الموقف المرير..
اقترحت على الجميع ان يرسم كل منا دائرة حتى وان كانت وهمية ويضع لها تسمية وعنوانا يبقيه سرا لا يعلنه لاحد..وبين تلك الدوائر ستدور كل الافكار ومايختلج الدواخل من افكار وتمنيات ربما لم تخطر ببال احد على وجه البسيطة، لان الظرف العصيب هو الذي حددها وعصيب الموقف هو الذي انتجها ولم يكن لاحدنا ان يفكر في نفس قوة التفكير تلك اللحظة ومن اين تاتي بالموقف هذا لكي تجبر خواطرك ان تبدع مالم يتوقعه الاخرون على سجية طبعهم وبساطة افكارهم..
الكل رسم لنفسه دائرة وهمية هلامية الابعاد واعطاها عنوانا مميزا عن العناوين الاخرى..لحظات تفكير حقيقية وواقعية لاينتابها ادنى زيف..هنا تكمن حقيقة كل انسان بل تتضح جلية لانه اقرب ما يكون الى حقائق الامور ..وما ان اكتملت الدوائر تلك لاح في الافق من كان قد اوصلنا، عائدا لينقلنا ثانية الى المكان الذي انطلقنا منه بعد ان اعلن كل منا حقيقة مايدور وما يتمنى ..لم يكن امام احد منا انه يستطيع ان يكذب او يخدع نفسه



#شاكر_الخياط (هاشتاغ)       Shakir_Al_Khaiatt#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة ( هو والثلوج )
- عندما يكذب الشاعر على نفسه
- قصة قصيرة ( انسانية المعممين )
- قصة قصيرة (زهرة الوفاء)
- قصة قصيرة ( امنية فوق السحاب )
- قصة قصيرة ( السفر الى وراء )
- الى الحبيب رياض الحبيّب...
- حلم في ساحة التحرير/ بغداد
- صيدة النثر من اين؟! والى اين؟؟!!
- مؤتمر المنظمات الثقافية غير الحكومية المنعقد في بغداد 19-21 ...
- قراءات في شعر سميرة عباس التميمي
- انصفوا اللحن العراقي الاصيل
- الى من غادر دون استئذان
- أدباء الانبار على قارعة الطريق
- مابعد الغروب
- هل يعتزل الشاعر / سؤال للجميع
- محمد غني حكمة.. الانسان الفنان
- قصيدة للنشر
- البعيتي يتفوق على بلابل العراق- مسابقة امير الشعراء
- تضامن مع الكاتب احمد عبدالحسين من ادباء ومثقفي مدينة هيت


المزيد.....




- فنانون ومشاهير يسعون إلى حشد ضغط شعبي لاتخاذ مزيد من الإجراء ...
- يوجينيو آرياس هيرانز.. حلاق بيكاسو الوفي
- تنامي مقاطعة الفنانين والمشاهير الغربيين لدولة الاحتلال بسبب ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية... -سودان ياغالي- ابداع الشباب ...
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- وَجْهٌ فِي مَرَايَا حُلْم
- أحمد مهنا.. فنان يرسم الجوع والأمل على صناديق المساعدات بغزة ...
- نظارة ذكية -تخذل- زوكربيرغ.. موقف محرج على المسرح
- -قوة التفاوض- عراقجي يكشف خفايا بمفاوضات الملف النووي
- سميح القاسم.. الشاعر المؤرخ و-متنبي- فلسطين


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر الخياط - قصة قصيرة ( الدوائر )