أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - كيف نحكم على المفاهيم؟














المزيد.....

كيف نحكم على المفاهيم؟


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 11:19
المحور: المجتمع المدني
    


حول مقالة الأخ الدكتور عبدالحميد الانصارى المنشور فى الوطن بتاريخ 9-5-2011 والمعنونه" بن لادن مجاهداو شهيدا لطفا بالمفاهيم" أود أن أشير الى بعض الملاحظات :
أولا: أن لكل ثقافه مفاهيمها الخاصه بها فمفهوم الشهاده والجهاد من مفاهيم الثقافه الاسلاميه مثلا , كما أن مفهوم الطبقه العامله أو البروليتاريا من مفاهيم الثقافه الماركسيه. ومفهوم البرجوازيه من آثار الرأسماليه.
ثانيا: إستخدامات هذه المفاهيم ليست جامده وهى تأويليه حتى داخل الثقافه الواحده وتفرعاتها خاصة فى الثقافه الإيمانيه.فمن بعتقد البعض بإنتحاره , قد يعتقد البعض الآخر بأنه شهيد. ومن يسمى بطلا وزعيما , قد يصفه الحزب بالخيانه لاحقا.
ثالثا: المفاهيم فى الأساس هى من إنتاج" الكهف" العقائدى الذى يسكنه الفرد,فلذلك الحكم بصحتها أو ببطلانها, حكما ليس معرفيا لأنه يأتى من "كهف" أو خندق آخر له بالتالى مفاهيمه.
رابعا: بإلامكان الارتقاء بفكرة صنع المفاهيم من خلال إخراجها من الكهف العقائدى الى الكهف "السياسى" وهى حاله يرتقى معها الوطن , فمفهوم الشهيد مثلا أو الجهاد فى هذه الحاله, لايصبح مفهوما يحتمل الاجماع أو الاقتناع به أو مهاجمة من يقول به , لأنه ليس مفهوما سياسيا وإنما إيمانيا يحكم به الفرد من خلال كهفه الذى يعيش فيه.
خامسا: إيجاد مفاهيم وسطى جامعه ليست إيمانيه وإنما براجماتيه واقعيه , وهو ما يؤمل عليه ويتفق حوله , كمفهوم المجتمع المدنى ,أو المواطن , العيش المشترك أو المصير المشترك ...الخ.

سادسا: مهاجمة المفهوم الإيماني فى ذاته هى مهاجمة لأتباعه ومن يؤمن به , بالضبط كمهاجمة العقائد بعضها بعضا بلا نتيجه لأنها إيمانية المنشأ, مما يوأزم ويعقد عملية بناء الأوطان.
سابعا: القضية ليست كَون بن لادن شهيدا أو مجاهدا, فهو فى عين أصحابه وأتباعه كذلك, القضيه هى كيف الإرتفاع بهذه المفاهيم الإيمانيه إلى السقف وإعتبارها إيمانا يخص الفرد ذاته , من دون إيجاد مفاهيم بديله يستطيع الفرد معايشتها وتحقيقها, بل ويحقق من خلالها مفاهيمه الإيمانيه بطرق مشروعه ومدنيه تبنى ولاتهدم.
ثامنا: إذا كان من الصعب بل من المستحيل إخراج الدين من الحياه, فلا أقل من الإبتعاد عن الإقتتال حول مفاهيمه. فيرى البعض بن لادن شهيدا وليرى البعض الآخر غير ذلك , ولكن السؤال المطروح هنا إيضا, مالعمل مع من يريد إجبار الآخرين على تبنى مفهومه الايمانى أو للإيمان بصفه عامه؟ , هنا يجرى التعامل مع الطريقه وليس مع المفهوم . وهو بعد آخر. لذلك لاأرى خللا من إستخدام البعض للمفاهيم طالما لم تصل الأمور الى مرحله تحوله الى عملية فرض أو تطبيق على الآخر.
تاسعا: العمل على إستبعاد عوامل التشرنق للعقيده داخل النفوس لتتحول مفاهيمها الى أسلحه فتاكه, من خلال إنتاج المفاهيم الوسطى والتأكيد عليها, لعل الغرب لايعى فعلا طبيعة العقيده الاسلاميه وكتابها المنزل وإحتمال تفسيراته وتأويلاته الكثيره . فالثورات العربيه الحاليه هى من جهه تعمل على تفكيك الكثير من المفاهيم لتبنى أخرى بديله وما تفككه أصلا هى مفاهيم إيمانيه بالضروره كالقائد الملهم والزعيم الأوحد ووالد الجميع ورب الأسره وصاحب الضربه الأولى.... إلخ , لذلك هذه الفتره حرجه جدا وجاء مقتل بن لادن كذلك أثناءها, فالتعامل الثقافى مع ذلك يجب أن يكون إعلائيا وليس هجوميا والتشديد على أن هذه الثورات ثورات مدنيه وطنيه لكى تنتج مفاهيمها الوسطى الضروريه.أما إذا ما عوملت إيمانيا فقط ومن خلال المفاهيم الإيمانيه , فلن تخرج الأمه من أزمتها وسنظ نقتتل فى السماء معلقين فى حين أن مهمة المسلم إعمار الأرض.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادره الخليجيه:حَل ممكن أم خروج على منطق الثوره؟
- الرمز -العقائدى- فى التخلص من بن لادن
- الخوف على --نسبية- الثورات من -المطلق- الدينى
- كلهم مستبدون , ولكن ليس كلهم حراميه
- إشكاليه الخطاب الدينى فى ربيع العرب
- إ ستقطاب الديمقراطيه
- أنظمه وليست دول
- إشكالية التدخل الغربى وإنتهاك الثقافه العربيه
- أزمة إنتاج القائد أو الزعيم
- سلطه وطنيه+عماله أجنبيه= استبداد وإستحالة تغيير
- لأول مره اشعر-بأن البلد بلدى-
- وهم الحكم المطلق وواقع المصالح الدوليه
- انثروبولوجيا تحركات الشارع الغربى
- هزيمتنا امام اليابان- وقدر الله وماشاء فعل-
- المجتمع الميت والحراك الاجتماعى
- خياركم فى الجاهليه خياركم فى الاسلام_ وجهة نظر تاريخيه نسبيه
- المشهد التونسى: الشهوه الايديولوجيه للانتقام
- المشهد التونسى: اعادة تموضع الدين من الدوله
- ثلاثية زوال النظام
- المشهد التونسى- الوطن- الحامى للعقيده لا -العقيده -الحاميه ل ...


المزيد.....




- اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد ع ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل قصفت الإمدادات الطبية إلى مستشفى كمال ...
- برلين تغلق القنصليات الإيرانية على أراضيها بعد إعدام طهران م ...
- حظر الأونروا: بروكسل تلوّح بإلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ...
- الأونروا تحذر: حظرنا يعني الحكم بإعدام غزة.. ولم نتلق إخطارا ...
- الجامعة العربية تدين قرار حظر الأونروا: إسرائيل تعمل على إلغ ...
- شاهد بماذا إتهمت منظمة العفو الدولية قوات الدعم السريع؟
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحيثي ...
- صندوق الامم المتحدة للسكان: توقف آخر وحدة عناية مركزة لحديثي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - كيف نحكم على المفاهيم؟