أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - السيّاب نموذج للتناص والإبداع والكرم الروحي ...














المزيد.....

السيّاب نموذج للتناص والإبداع والكرم الروحي ...


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 13:19
المحور: الادب والفن
    


السيّاب نموذج للتناص والإبداع والكرم الروحي ...

خلدون جاويد

لا أدعي إضافة أي جديد على ماتفضلتم به يااستاذنا الناقد عبد الواحد لؤلؤة ، من إطراء للشاعر بدر شاكر السياب، من جهة إحترام هذا الشاعر لمبدأ التناص أو الإستعارة بتقويس وأقرار حق المستعار منه . شكرا لكم أيها الاستاذ الفاضل وأنتم تشيدون بالتحوّطات المنهجية للسياب وهو الشاعر الحساس والنابه لركن ٍ من أهم اركان الشرف الشخصي والسمعة الأدبية التي لم تلوّثها حبة غبار واحدة . ما أروعكم يا أيها الاستاذ المربّي وأنتم تؤكدون على هذا المبدأ الذي نتمنى لشبابنا العراقي لجيلنا الذي اكتوى بعذاب الفساد والمفسدين في الأرض أن يمارس إعلاءَ الذات وينآى بنفسه عن كل ما اقترفه اللصوص العاديون من جهة وقراصنة الأدب من جهة اخرى .
لقد أشار الاستاذ كاظم جهاد في ص 101 ـ 102 من كتابه " أدونيس منتحلا " الى دوركم في التشخيص أعلاه وهو على بساطة رصده انما يضع خطا ً أحمر تحت مفهوم النزاهة والرفعة والسمو لمنزلة السياب وهو أيضا عبرة ودرس يعجب به ويتحلى جيل يقرأ لكم باعجاب واكبار . ورَدَ للاستاذ كاظم جهاد عنكم : " يطرح الناقد مثالا لشاعر عربي استخدم التناص الشعري على الطريقة الأليوتية . في قصائده المكتوبة بين الأعوام 1952 و 1954، نرى الى السياب وهو يكثر من الكلام عن إليوت في الأوان ذاته الذي يبدي فيه داخل قصائده " هوسا" بالتناص " الذي يتخذ عنده شكل التضمين المعروف في التراث الشعري العربي " . وهنا ، وكما يؤكد عليه الناقد ، يذهب السياب في التحوط والامانة أبعد من سلفه الأمريكي ـ الانجليزي إليوت . ومن الانجليزية ايديث ستويل التي كان متأثرا ً بها أيضا "وإن على مستوى أقل من ذلك " . كان السياب يعمد أولاً الى " الاكثار من الهوامش والشروح والاحالات . وهو بهذا كان يسير على منوال إليوت في " الأرض اليباب " . لكن السياب كان يدرك أن يتوجه الى قاريء عربي تعوزه المصادر . فراح ، ثانيا يكثر من الهوامش التي " تفسر " و"تشرح "وهو مالم يفعله إليوت في هوامش " الأرض اليباب " الاّ نادرا ".
هنا لابد من الإشارة الى أن السياب رائد لا للشعر الحر ـ مع احترامنا للتحفظات بصدد الريادة ـ انما رائد من روّاد الثقافة كما هو الحال مع الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة وسواها من الشعراء والادباء والمبدعين العراقيين في كل المجالات . اننا نحترم السياب لكرمه الروحي ولحبه لأبناء بلاده باعتباره منارا فكريا أيضا . ان الشكر هنا موصول بالناقد التاريخي عبد الواحد لؤلؤة . ولو قارنا السياب بسواه من بعض دنيئي النفس والخلق لظهر لنا كيف يحاولون السرقة من كتب تراثية قديمة جدا او لغات اجنبية ويدعونها لأنفسهم بل يمرّغونها " يملطخونها" بوجوهنا نحن أنصاف المثقفين فكيف بحديثي الإطلاع .
ان بناء الشخصية الأدبية لايتم بالأضواء التي نسرقها وندعيها . كلا .. إنه ركن من أركان صرح وطني عظيم وهو مرجع للنقاء والابداع والاصالة وتربية الأجيال .. السياب أحد هؤلاء الأكمات ، حاله حال الجواهري الذي يعج ديوانه بالإحالات والشروحات وكذلك كل نجوم الحضارة الشعرية العالمية المعروفة . ولذا لا نقول للأديب الصاعد الاّ : تذكر وتذكر وتذكر ان سمعتك هي سمعة وطنك وشعبك . فاذا كنت أديبا أصيلا فعليك بما يشير اليه الاستاذان عبد الواحد لؤلؤة وكاظم جهاد من ضرورة الإلتزام بالتحوطات المنهجية . إيـّـاك أن تـُخزي وطنك ! .
السياب اذاً شخصية من الضوء ! عفيف نفس مثقف واسع الاطلاع شاعر مبدع وهذا هو سر خلوده .
والمسألة تكمن برمتها في روعة استلهام الابداع الانساني باتجاه التربية الجمالية . والأخذ والعطاء بين المحلية والعالمية يثري الثقافة ويفوت على الايديولوجيا السياسية والدينية تفردها بتأطير الشعوب وتعليبها . كلما اتسعت اطلاعا كلما أبدعت في مجال المقارنة والتناص . وقد قال الشاعر حمزاتوف : " انا سفير العالم في بلدي وسفير بلدي في العالم " .
وبهذا الصدد وفي اشارة الى دور عبد الواحد لؤلؤة النقدي ، يقول الاستاذ كاظم جهاد في السطر 18 ص 102 من الكتاب " ادونيس منتحلا " : " يسوق الناقد مثال إليوت ، الذي كان برتراند رسل قد قال عنه " انه متحضر بإفراط ... مطلع على الأدب الفرنسي برمته ". وان أفضل الأمثلة على التناص الإليوتي بشكله الكامل انما نحن نجدها في نظر الناقد في مطولة "الارض اليباب " . هنا نجد تضمينات من خمسة وثلاثين كتابا، وبست لغات غير الانجليزية " عـَزَهْ !.
هنا إليوت يتحوّط . وهناك السياب والجواهري وكل الأفذاذ المشار لهم بالبنان .
شكرا لك استاذنا لؤلؤة والشكر موصول الى الاستاذ كاظم جهاد على صفحات رائعة والتفاتات ذكية وجريئة وعادلة وتربوية بذات الوقت .

*******
21/4/2011

ـ توق ٌ أخير ٌ
أولا : العنوان الثاني للمقالة أعلاه " إياك أعني واسمعي ياجارة ! ".
ثانيا : ورد في كتاب "ادونيس منتحلا " ص 98 : " ولو أنك عثرت ياصاح على قنينة طافية في عرض البحر ، وفتحتها ووجدت فيها نصا ً عظيما ً ِ، فهل ستهرع الى الناس ناسبه اليك ؟ ". الجواب : كما يقول عادل إمام وهو يمط كلمة نعم في شاهد ماشافش حاجه : نعَعَعَعَم ... انسبه اليّ وأدعيه لنفسسسسسسسي ! .



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصراتيّون يدوسون كتاب الذل الأخضر...
- قراءة في كتاب - أدونيس منتحلا ً - !!!!!
- هجاء الى شاعر لايكتب عن وطنه ! ...
- - لتذهب الثقافة الى الشيطان - ! ...
- ملك البحرين ما أجمله ! ...
- السوريون يزلزلون الأرض ...
- وقفة على النيل ...
- هل أنت كازنتزاكيّ النزعة ؟...
- دمشق لم ترتعبْ حكّامها ارتعبوا ...
- قالوا بأنك َ عن قريب ٍ تُخلَعُ ! ...
- تَخْتِخ ْ ورَبْرُبْ ! ...
- قصيدة الى البطلة سهير الأتاسي ...
- مَنْ لمْ يُطِحْ بالعرش ِ ليس بشاعر ِ
- الثقافة ظهير الإنتفاضة السورية ...
- قصيدة سخرية للقذافي وعنه ...
- نزهة مع أصدقائي الموتى في كوبنهاغن
- ليبيا جوهرة على جبين الكون ...
- قصيدة الى الرئيس - الخَرَنْكَعي ...- !...
- - كل من يطالب له بعمل قالوا شيوعي ... !- ...
- إنحناءة في حضرة الإمام علي ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - السيّاب نموذج للتناص والإبداع والكرم الروحي ...