أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد تركي - لن يأتوا اليوم.. سيأتون غداً!














المزيد.....

لن يأتوا اليوم.. سيأتون غداً!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3342 - 2011 / 4 / 20 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أَعرف كيف ظن ساستنا أن قمة الأعراب القادمة يمكن لها أن تعقد في بغداد، وان بإمكان دبلوماسية يقودها كردي إقناع زعامات عربية مهزوزة تخشى أن تقوم عن عرش فلا تعود إليه، بالمجيء إلى عاصمة عربية يرأس حكومتها شيعي وجمهوريتها كردي!! عاصمة لم تمتد يدها إليهم ـ يوما ـ إلا بالزهور والخبز، ولم تكن تعبر سماءها إلا أسراب الحمائم.. لا أعرف كيف توهم ساستنا أن عاصمة بلا مخالب وأنياب يحق لها الحلم "في عالم من الوحوش والضواري والكواسر" بأن تكون شيئا أكثر من مقبرة لأبنائها ومحبيها وعشاقها ومريديها.. لا أعرف كيف توهموا أن زعماء العرب سينسون ـ يوماً ـ أن بغداد كانت بيتا ظليلا وارفاً دافئاً يضج بالحياة والأمن والسلام والعلم حين كانت عواصمهم مجرد خيام متهرئة تفتك بها الرياح!!
لن يأتي القادة العرب الى بغداد، ليس لأنها غير آمنة، فالأمن هم من يتحكم فيه، ولا بسبب إن الحكومة ظالمة، فالقمم العربية لا تكون ناجحة إذا لم يرأسها جلاد.. لن يأتوا لأن بغداد تفضح نفاقهم وعجزهم عن حماية أي شيء باستثناء كراسيهم المنخورة، أو الدفاع عن أي شيء إلا حياتهم البائسة.. لن يأتوا، ليس لأن بغداد محتلة، إنما لأنها على وشك التحرر، في حين أن عواصمهم ستبقى تحميها من غضبة شعوبها حراب أجنبية.
بغداد وقعت مرات ومرات لكنها لم تسقط مرّة أبداً.. بغداد تخطئ وتتعلم من أخطائها من دون أن ترتكب يوماً خطيئة، فذنبها الكبير أنها بيت كبير لكل العشاق والمحبين.. ذنب بغداد أن قلبها لا مكان فيه للحقد والبغض حتى على خناجر أخوة فجعوها بأبنائها وأحالوا طرقاتها إلى خرائب وأحرقوا خلايا نحلها بعد أن سرقوا عسلها المصفى.. سر بغداد الأزلي أنها عصية على الشيخوخة، فهي شباب دائم وطفولة أزلية يملؤها الطهر والبراءة.. سر بغداد أن دروبها ومسالكها وطرقاتها وبيوتها وقلوب أهليها جعلت ـ عبر التاريخ ـ حتى الغزاة والطغاة والطامعين يعودون إلى بلادهم وقد تعلموا في تكاياها الطريق إلى الله.. بغداد لا يمكنها إلا أن تكون حاضرة الدنيا وفخر العواصم وكعبة العشاق والشعراء والمتصوفة.
قد لا يأتون إليها اليوم، لكنهم سيأتون.. بغداد تعرف قدرها وقدرتها ومكانتها، ولها أن تفعل ما يعجز عنه الآخرون.. ستبقى يدها ـ مهما قطعوا من أصابعها ـ ممدودة لتنير عقولهم المظلمة وتعلمهم الحق والخير والجمال.. بغداد ستذهب إلى غدها واثقة من المستقبل كما هي واثقة من أنهم سوف لن يجدوا طريقاً حراً وصائباًً وآمنا إلا حين يسيرون على خطى حكمتها.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزوّرو الشهادات.. يتظاهرون!!
- أقوال.. وأقوال فقط !!
- لنلغ هيئة النزاهة
- المهنية والمصداقية والإعلام الموجه
- وطن أوسع من الأحلام
- الدم الملوث!
- آسف.. نحن لا نعتذر!!
- أعيدوا شبابي!
- ثورة قد تفضي إلى ظلام!!
- الإصغاء.. فن!!
- صگر فويلح!!
- دناءة!!
- تعظيم سلام!
- خطر الديمقراطية
- تونس.. قلبي على الثورة
- بعض الهمة والغيرة!!
- رصاص للتشييع!!
- فوضى الخطط وغياب الهدف
- صنّاع القوانين!
- الجنسية وشهادتها


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد تركي - لن يأتوا اليوم.. سيأتون غداً!