أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر خير احمد - الفكر الاسلامي بلغة علمانية














المزيد.....

الفكر الاسلامي بلغة علمانية


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 996 - 2004 / 10 / 24 - 12:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حتى نقطع الطريق على الذين يحبون الاصطياد في الماء العكر، نبدأ بالقول أن العلمانية لا تعني الإلحاد، كما أنها –فضلاً عن ذلك- حين تتعلق باللغة والمقولات والخطاب، تكاد تكون صنواً للعقلانية والموضوعية، أي نقيضاً للغيبيات، دون إنكار الغيبيات بالضرورة.
إحدى وجوه أزمة الفكر المعني بتحكيم "الإسلام" وإنهاض المسلمين، والمتعارف عليه بـ"الفكر الإسلامي"، تتمثل في اللغة التي يستعملها، أي في التعبيرات التي يحتويها، وبالتالي في المسائل التي يُعنى بها ويحللها وتشكل مجال اهتمامه، وكذلك في المرتكزات التي يقوم عليها ويوظفها لحل تلك المسائل.
هذه اللغة هي بالأساس لغة تراثية، أي لغة غير معاصرة، بدليل اهتمامها بالمحسنات وألوان البديع، واعتمادها على الإطناب والتصوير، وهي محتويات لغوية سقطت في لغتنا المتداولة، التي صارت أقرب إلى المباشَرة والاختصار وتجنب التكرار في المعنى، وهي لغة تراثية، أي تنتمي للماضي لا للحاضر، لأن المتحدثين بها يودون العودة إلى مجد الماضي، أي مجد المسلمين السابقين الذين يختلف حالهم عن حال المسلمين المعاصرين، فهم يقلدوهم حتى في أسلوب كلامهم والمصطلحات المحتواة فيه باعتبار ذلك جزءً من محاولة التقليد الشامل التي يأملونها!
هذه اللغة يمكن رصدها وملاحظتها لا في خُطب الجمعة ودروس المساجد الدينية وحسب، والتي قد يتصور أصحابها أن أداءها يتطلب الخروج من الحاضر إلى التاريخ، حين كان للمسجد دور مركزي في المجتمع، بل هي –أي اللغة- موجودة حتى في الكتابات الصحفية التي يخطها كتّاب صحفيون يُفترض أنهم يحللون قضايا راهنة، أو هكذا يوهمون أنفسهم على الأقل!
لكن المشكلة الأكبر هي أن استخدام لغة التراث، المطعمّة بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة بمناسبة وبغير مناسبة، باعتبار أن ذلك ضرورة للنص(!)، لا تتوقف عند شكل اللغة وإنما تمتد إلى موضوعاتها، والى الحلول التي تقترحها، فالموضوعات حتى وإن كانت تناقش قضية معاصرة سياسية أو اجتماعية، كالقضية الفلسطينية على سبيل المثال، فهي –وأثناء جريها على عادة الإكثار من المحسنات اللغوية التراثية- تلجأ لاستعارة أحداث من التاريخ على سبيل التدليل والتشبيه، وكأن الحالة اللحظية قابلة للانتقال -كما هي- عبر الزمن بظروفها وتجلياتها، ثم –وهذا هو الأهم- بالحلول التي يجب تطبيقها عليها، فتناقش قضية الوجود الصهيوني في فلسطين والدعم الإمبريالي الذي تتلقاه (إسرائيل) وتعتبر هي جزء منه بطريقة أحداث يهود الجزيرة العربية قبل قرون طويلة، وهكذا لا تتم مناقشة المسألة مناقشة علمية، وبالتالي فإنه لا يتم الوصول إلى فهم حقيقي واقعي لها، ولا يكون ممكناً وضع الحلول المفيدة لها والتي يمكن لكل مسلم فعلها على طريق النصر على الوجود الصهيوني في أرضنا.
أما سبب انتقال مشكلة اللغة من الشكل إلى المحتوى، أي إلى الموضوعات والحلول، فهو أن التفات أصحاب تلك اللغة إلى التراث/ الماضي باستمرار يطال عندهم حتى الطريقة التي كان المسلمون يديرون أمورهم بها، وينتصرون بفضلها، في إهمال متعمد لحقيقة تغيّر الدنيا وتبدل حال الإنسان، خاصة في القرون القليلة الأخيرة.
إن لتلك اللغة، وانعكاساتها في المحتوى، أثراً سلبياً واضحاً على وعي المسلمين، يتمثل في الحيلولة بينهم وبين التمكن من التغيير، بسبب السلبية والخروج من الواقع التي يقودهم إليها، وبالتالي الشلل التام أو الانحراف في الأسلوب الذي يقعون فيه، وهو انحراف يتمثل في الهجرة من الحاضر إلى التاريخ ومنطقه.
والخلاصة التي نصل لها، منطقياً، أن تغيير وعي الناس –عامة المسلمين- بغرض تفعيله، إنما يكون بالعودة بهم إلى الحاضر، عبر استعمال لغته، وهي لغة علمانية بامتياز، تستخدم المنطق عوضاً عن البراهين النصية القطعية، أي تعتمد الإقناع بدلاً من الإكراه، والمناقشة بدل التوجيه، وذلك في موضوعات الفكر الإسلامي التي يغلب عليها الآن لغة التراث التي يستعملها أناس يظنون أنهم يعيشون في الماضي فتطرح بالتالي أفكاراً لا علاقة لها بالواقع المعاش، ولا أثر إيجابيا لها على المشكلات الحضارية التي يمر بها المسلمون، فتظل عاجزة وقاصرة، ونظل مهزومين ومتخلفين.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ديناصورات ولا خائنون
- الاسلام بين التطهير والتغيير
- هل الديمقراطية ممكنة في العالم العربي؟
- عمرو خالد والنمذجة الاخرى
- ادفنوا هذه المنظمات
- عمرو خالد ونموذج التراث
- البرميليون العرب
- نادر فرجاني «وزمرته»!
- -الحُرة-.. وفكرة المركز والمحيط
- اختطاف العلمانية
- في هجاء القبيلة
- الهروب الى الحكم الاسرائيلي
- حفرة صدام
- أما الشعوب المأزومة ...
- العمل السياسي في الجامعات (ورقة بحث) - الأردن
- .. وخطباء المساجد ايضا!
- حزب الايادي البيضاء
- الاستسلام للعولمة!
- كتاب - سباق العصبية والمصلحة الصراع على الثقافة الوطنية لحسم ...
- المدنية في مواجهة الغرائزية


المزيد.....




- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- أكسيوس: فوز ممداني جعل نبرة كراهية الإسلام عادية في أميركا و ...
- انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور ال ...
- حاخام يهودي دراغ.. صوت يرتفع دفاعا عن الإنسانية
- ثبتها حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر خير احمد - الفكر الاسلامي بلغة علمانية