أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر خير احمد - اختطاف العلمانية














المزيد.....

اختطاف العلمانية


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 751 - 2004 / 2 / 21 - 09:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في دنيا العرب، حيث لا يسمح المجتمع بالحرية الفكرية الكاملة (تماما كما لا تسمح السلطات بالحرية السياسية الكاملة)، يضطر بعض الذين يحملون افكارا مغايرة لما هو سائد بين الناس ويخشون - في الوقت نفسه - الصدام مع "المجتمع" الى المواربة وتدوير الزوايا في طرح افكارهم بحيث لا يصلون نقطة الصدام تلك. ان هذا النوع من السلوك يحفظ لهم السلامة غير انه لا يتيح لهم تقديم افكارهم كما هي والدعوة لها علنا، ما يجعلهم - في المحصلة - يقدمون فكرا غير فكرهم ويحرفون الافكار التي يتبنونها في العلن وفي السر على حد سواء.
أسطع مثال عربي على ذلك هو اختطاف العلمانية من قبل غير المؤمنين؛ أي الملحدين، الذين يقدمون انفسهم للناس وللحياة الفكرية باعتبارهم «علمانيين» خشية الصدام مع «المجتمع» الذي لا يتسامح مع الالحاد، ما أدى في المحصلة الى تحريف العلمانية وتقديمها باعتبارها الالحاد نفسه. هؤلاء الملحدون (الذين هم بالطبع أحرار في الحادهم وفي قناعاتهم –أو هكذا يفترض!) لم يقدموا افكارهم كما هي من جهة، وافسدوا فكرة العلمانية من جهة ثانية، وحرموا هذه المجتمعات العربية التي تعيش ليلها البهيم من ما يخدم انفتاحها الفكري، من جهة ثالثة.
لقد باتت العلمانية تعني في الفهم العربي السائد مناهضة الاسلام، وهكذا فاذا كان من يسمون الاسلاميين المتطرفين قد افسدوا علينا ديننا، فان هؤلاء العلمانيين المزيفين، قد افسدوا علينا دنيانا.
لسنا في حاجة لتبيان عدم تعارض الاسلام مع العلمانية الحقيقية، على اهمية هذه المهمة فالاسلام دين الحرية العقدية والفكرية، اما مسألة "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه"، فذلك عند الله، وليس على الارض من هو ظل الله او بيده امر الله. واذا كان بعض المسلمين يشتغلون في انكار فكر الاخرين واجبارهم على تغيير ذلك الفكر، فهؤلاء مسلمون مزيفون، اما الذين يصرون على ان هؤلاء يمثلون الاسلام المتعارض مع الحرية العلمانية فانما هم العلمانيون المزيفون الذين يفهمون العلمانية على انها اجبار الناس على الالحاد تماما كما فهم المسلمون المزيفون الاسلام على انه اجبار الناس على الايمان!
هكذا يتضح ان هذين الطرفين المزيفين انما ينطلقان من قاعدة واحدة هي قمع الحرية الفكرية، وهي قاعدة تتضمن الادعاء بامتلاك الحقيقة واتهام الطرف الاخر بالخطأ المطلق والتفاهة الفكرية، ومثل هذه القاعدة تتعارض مع كل من الاسلام الحقيقي والعلمانية الحقيقية، لانها تنفي غاية كل من الاسلام والعلمانية وتفرغهما من النبل الفكري والسياسي الاجتماعي، وعليه فان المشكلة لا تكمن في العلمانية ولا في الاسلام وانما في عقلية الذين يتحدثون باسمهما، وهي ذاتها العقلية المسؤولة عن هذا التخلف الحضاري كله الذي يعيشه العرب: فكريا وسياسيا وعلميا.
المسلمون المزيفون يمثلون غالبية «المجتمع» وهذه مشكلة كبيرة، غير ان العلمانيين المزيفين يمثلون غالبية المتحدثين باسم العلمانية، ما يعني ضرورة تحرير العلمانية الحقيقية من حالة الاختطاف التي تعيشها وتقديمها كما هي: وسيلة للحرية في التفكير والممارسة، واداة لتحقيق الغايات النبيلة في المساواة والنهضة وتكريس مكارم الاخلاق.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في هجاء القبيلة
- الهروب الى الحكم الاسرائيلي
- حفرة صدام
- أما الشعوب المأزومة ...
- العمل السياسي في الجامعات (ورقة بحث) - الأردن
- .. وخطباء المساجد ايضا!
- حزب الايادي البيضاء
- الاستسلام للعولمة!
- كتاب - سباق العصبية والمصلحة الصراع على الثقافة الوطنية لحسم ...
- المدنية في مواجهة الغرائزية
- عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني
- محاكمة العصر!
- ضد التضليل وضد معالجة الخطأ بالخطأ
- سلوك حزبي غريب


المزيد.....




- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر خير احمد - اختطاف العلمانية