أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامر خير احمد - أما الشعوب المأزومة ...














المزيد.....

أما الشعوب المأزومة ...


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 726 - 2004 / 1 / 27 - 04:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يفاجأ المرء احيانا بأن السياسيين ومنظّري السياسة العرب يعالجون ازمات البلاد بتبسيط لا يتناسب ومنطق الاشياء، وحين يبحث المرء في سبب ذلك يكتشف انه يعود لبرجوازية التفكير لديهم، فهم لا يرون الا انفسهم والطبقة السياسية العليا المتحكمة في الحياة السياسية (الميتة) سواء في السلطة او في المعارضة التقليدية خاصة تلك التي يتولاها من يسمون «الاسلاميين» (وكأن الاسلام ملك لهم).
اما «المجتمع»، أي الناس المهمشين، فلا وجود لهم في تفكيرهم وخططهم، هذا رغم انهم يكثرون التغني بـ «الشعب الطيب»! فهذا الشعب الطيب وظيفته السمع والطاعة والتصفيق والتطبيل لا غير، وليس من حقه التفكير او حتى المشاركة في التفكير بغية اخذ ظروفه بعين الاعتبار، فهذه وظائف ليست من سمات الشعب الطيب المحترم!.
سنأخذ مثالا عمليا حيا على ذلك، حتى لا يكون تنظيرنا في الهواء نحن ايضا: فقد عقد في عمان مؤخرا مؤتمر بعنوان «الديمقراطية في البلاد المسلمة» خصصت جلسته الاخيرة لتقديم توصيات لكيفية تحقيق الديمقراطية في العالم العربي والاسلامي، وهكذا انطلق السياسيون الكرام - واكثرهم ينتمي للحياة السياسية التي كانت دائرة قبل عقد من الزمان، لا لهذه الراهنة - يطالبون اما بوضع قانون انتخاب ديمقراطي، او تعديل تشريعات اخرى معينة، او تنظيم التداول على السلطة، وما الى ذلك مما يتعلق بالحياة السياسية المجردة مباشرة.
لا نقول ان هذه الطلبات غير هامة، فهي ضرورية ولا شك، لكن ماذا عن البيئة التي ستطبق فيها هذه الطلبات، أي ماذا عن الشعوب التي هي المحرك الطبيعي للحياة السياسية؟ لا أحد - منهم - يهتم، ولا أحد يلاحظ ان الشعوب العربية مأزومة في ثقافتها، أي في قيمها وسلوكياتها، فالثقافة السائدة بينها هي ثقافة العصبيات التي «تنص» على ان الفرد العربي مطلوب منه الانضباط في قبيلة بعثته الاقدار ليكون واحدا من افرادها، وان القبيلة مطلوب منها التحالف مع مجموعة من القبائل الاخرى تحت راية واحدة، وهكذا فإن معظم "الشعب الطيب" يعيش مع حياة ما قبل المدينة، فهل يمكن في بيئة كهذه تحقيق الديمقراطية حتى لو اعيدت صياغة القوانين كلها؟!
لا يمكن تحقيق الديمقراطية الا في بيئة مدنية، فالمدينة شرط لازم ليس للديمقراطية فحسب، بل ايضا لتكريس قيمة الدولة وما تتضمنه من واجبات وحقوق المواطنة، التي هي الارضية التي تقوم عليها الحياة السياسية الديمقراطية، وهكذا فان الحديث عن الديمقراطية دون الاخذ بالاعتبار واقع قيمة الدولة عند الناس، وماهية الثقافة التي تتحكم بسلوكهم وقيمهم، انما هو حديث في الهواء، وهذا ليس غريبا، فالبعض يريد قوانين ديمقراطية من اجل خدمة اهدافه وفي سياق تنافسه مع «سياسيين» آخرين، اما «الشعب الطيب» فالديمقراطية ليست له اصلا، فلماذا يراعون ظروفه ويبحثون امكانية تقبله للديمقراطية وعدم تحويلها الى اداة لفزعة العصبيات؟!
لا قيمة - عندهم - لأزمة الشعوب المأزومة.

 



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل السياسي في الجامعات (ورقة بحث) - الأردن
- .. وخطباء المساجد ايضا!
- حزب الايادي البيضاء
- الاستسلام للعولمة!
- كتاب - سباق العصبية والمصلحة الصراع على الثقافة الوطنية لحسم ...
- المدنية في مواجهة الغرائزية
- عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني
- محاكمة العصر!
- ضد التضليل وضد معالجة الخطأ بالخطأ
- سلوك حزبي غريب


المزيد.....




- البرتغال تخطط لطرد نحو 18 ألف مهاجر غير شرعي من البلاد
- -التحالف الدولي- يجري تدريبات ومناورات في محيط أكبر قواعده ب ...
- استطلاع: ثلثا الألمان يعتبرون حزب -البديل من أجل ألمانيا- مت ...
- الاحتلال يعتدي على فلسطينيات بأريحا والمستوطنون يصعّدون عدوا ...
- قطر ترفض تصريحات -تحريضية- لمكتب نتنياهو حول دورها في الوساط ...
- موقع عبري يكذّب رواية مكتب نتنياهو بخصوص إلغاء الزيارة إلى أ ...
- فرقة -زيفربلات- الأوكرانية تغادر إلى سويسرا لتمثيل بلادها في ...
- -كيماوي وتشوه أجنة-.. اتهام فلسطيني لإسرائيل بتكرار ممارسات ...
- قطر ترد بقوة على نتنياهو بعد هجومه العنيف والمفاجىء على حكوم ...
- موسكو تؤكد.. زيلينسكي إرهابي دولي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سامر خير احمد - أما الشعوب المأزومة ...