أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر خير احمد - المدنية في مواجهة الغرائزية














المزيد.....

المدنية في مواجهة الغرائزية


سامر خير احمد

الحوار المتمدن-العدد: 711 - 2004 / 1 / 12 - 04:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستكون التنمية السياسية والحزبية ـ لو حدثت الآن ـ قفزة في الفراغ ما لم تسندها تنمية مدنية غايتها ترشيد الممارسة السياسية والتفكير السياسي عند الافراد.
المطلوب هنا ليس تأجيل التنمية السياسية لصالح المدنية، وانما مصاحبتها اياها، فالحياة السياسية اما ان تكون جزءا من الحياة المدنية واما ان تصير نوعا من الممارسة الغرائزية، والاحزاب السياسية اما ان تكون احد مكونات المجتمع المدني واما ان تتحول الى واجهات لتسويغ الخطاب الغرائزي السطحي الساذج.
التنمية المدنية هي تكريس التفكير العلمي الديمقراطي، وجعله المتحكم بخيارات الناس ومواقفهم من مختلف القضايا السياسية والاجتماعية، فقد شهدت بلادنا من قبل تنمية معاكسة تقوم على قهر روح المدنية وتنمية ثقافة «ما قبل المدنية» التي يبني فيها الفرد مواقفه على أسس غير فكرية قوامها العصبيات التي ولد ضمنها، دون تفكير وتحليل واختيار حر، وهذه هي الغرائزية.
تاريخيا، ظلت المدنية شرطا لازما للنهضة، وللمرء ان يطالع التجارب النهضوية عند مختلف أمم الارض وفي كافة العصور، ليجد ان النهضة تقوم على المدنية وفي كنفها، فيما تنحط الأمة حين تهجر المدنية وتتراجع عنها. ونحن لسنا استثناء. فدولة المدينة المنورة الناهضة التي كسرت شوكة امبراطوريتي الروم والفرس قوامها «المدنية» بل ان الاسم الجديد لـ «يثرب» لم يأت من فراغ، فهو دليل على شرط المدنية في خلق أمة النهضة الساعية الى تحقيق اخراج الناس من الظلمات الى النور. كما ان المراحل النهضوية التالية علميا وسياسيا في امبراطوريات الامويين والعباسيين والعثمانيين، انما قامت على اساس المدنية، فالأمر اذن ليس محط جدل.
اما كيف تتحقق التنمية المدنية، فبالشكل الذي تحققت فيه سابقا تنمية ما قبل المدنية، بوسائط كثيرة أهمها تركيز الاضواء على الثقافة المدنية، وتمكين الآخذين بها في مواقع التنفيذ والقرار، وما يجب فهمه هنا ان من طبيعة الاشياء ان تكون الثقافة المدنية قادرة على الانتشار بسرعة، بفضل ما تتضمنه من منطق يتلاءم والحالة الحضارية التي تدخلها كل دول العالم، مختارة او مرغمة في ثورة الاتصالات والمعلومات، هذا فضلا عما تتقبله النفس السوية بالضرورة.
ولهذا فان التنمية المدنية لن تُتعب من يتبنى دفعها قدما بين الناس كما اتعبت ثقافة ما قبل المدنية دافعيها من قبل، كل ما هو مطلوب فتح الباب قليلا لها، اعلاميا وتنفيذيا، فاذا هي ثقافة الأكثرية وسند الحياة السياسية السليمة.
ان التنمية المدنية ليست مطلوبة لذاتها فقط، ولا لضمان تنمية سياسية صحية فحسب، وانما ايضا للحيلولة دون اي انحطاط حضاري قد يقودنا من تخلف الى مثله وهو الانحطاط الذي تتسبب به الغرائزية، ويعززه السكوت عنها.



#سامر_خير_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلية اقصاء الاخر الفلسطيني
- محاكمة العصر!
- ضد التضليل وضد معالجة الخطأ بالخطأ
- سلوك حزبي غريب


المزيد.....




- -جوهرة المستقبل-.. تفاعل على احتضان نيوم للقاء محمد بن سلمان ...
- الهجرة .. مشكلة ألمانيا مع -الدول الثالثة الآمنة-
- ترامب يتطلع إلى محادثات بناءة مع بوتين في قمة تثير مخاوف أوك ...
- -سنيدل- أمام الجنائية الدولية.. هل تصل ليبيا للعدالة الدولية ...
- هوائي غامض بقرية فرنسية.. هل يصعّد -حرب الظل- بين باريس وبكي ...
- اختطاف وقطع رؤوس.. أطفال ريف موزمبيق يستعيدون كوابيسهم
- مدن أفغانية على طريق الحرير التاريخي
- اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا.. صفحة جديدة في تاريخ جنو ...
- انهيار المنظومة الكهربائية في العراق مع تجاوز الحرارة معدلات ...
- لاريجاني يبرم اتفاقا أمنيا في بغداد قبيل زيارة رسمية إلى بير ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر خير احمد - المدنية في مواجهة الغرائزية