أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صالح الحمداني - دوني جورج وخبرتنا في خسارة المبدعين














المزيد.....

دوني جورج وخبرتنا في خسارة المبدعين


صالح الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3330 - 2011 / 4 / 8 - 23:53
المحور: سيرة ذاتية
    


دوني جورج وخبرتنا في خسارة المبدعين
دعونا لا نتحدث عن السياسة ، فالملل منها قد أصاب الجميع ، دعونا نتحدث اليوم عن دوني جورج يوخنا ، هذا الكائن الجميل ، والودود ، والشجاع ، والمتفاني ، الذي سيصادف اليوم مرور شهر على وفاته ، ولا بأس من التذكير بأنه سيصادف أيضا : ذكرى مرور ثماني سنوات على (جريمة القرن ) – على حد تعبير السيد يوخنا – حين نهبت 15 الف قطعة أثرية من المتحف العراقي الوطني ، لأن الجنرال تومي فرانكس : " ليس ( لديه ) الوقت لهذا الهراء " !.
هذه الشخصية الآثارية العالمية ، تم مضايقتها بشكل غير مسبوق ، وقد إشترك المتطرفين من كلا الطائفتين بفعالية ، في جعل هذا البروفيسور ( الكتابي ) يترك عمله وبلده ، لتتلقفه جامعة نيويورك في ستوني بروك ، وتوفر له كل ما يحتاجه إلا وطنه وأصدقاءه ورقمه الطينية.
كان في صباه لاعبا على الدرامز في فرقة روك ، ثم أمسى في مشيبه أفضل عازف على قيثارة أور الشهيرة ، درس على يدي الأسطورة طه باقر ، وأشرف على عمله في هيئة الآثار (1976) العباقرة : فؤاد سفر وبهنام أبو الصوف.
ولد في الحبانية يوم 23 تشرين الأول 1950 لعائلة من الموصل . عاش ودرس في بغداد ، وأشرف على أعمار آثار بابل ، وساهم في أعمال توثيق ومسح وصيانة وتنقيب في : نينوى ، وسد بخمة ، وسامراء ،وأم العقارب ، وأور . يتحدث الإنكليزية والآرامية والآشورية وبالطبع العربية . ألقى محاضرات في بروكسل ، وكوبنهاجن ، وبرلين ، وفرانكفورت ، وميونخ ، وعمان ، وروما ، ومدريد ، وجوتبيرغ ، وأستمع له طلبة من جامعات : شيكاغو ، وهارفرد ، و نيويورك ، ويشيفا ، والميثودية الجنوبية ، وكلية غوستافوس أدولفس . وكان له حضور فاعل في مؤتمرات في المانيا ، وبريطانيا ، وتركيا ، والأردن ، وكوريا الجنوبية ، وفرنسا ، والولايات المتحدة الأمريكية.
أرسلوا لولده الأصغر مارتن ، رصاصة كلاشنكوف في مظروف ، خافت زوجته نجاة ، وأصاب القلق ولده الأكبر ستيفن ، والأبنة مريم ، فقرر الجميع ترك ( الدورة ) ، وبغداد ، والعراق ، إلى غير رجعة. قدم استقالته من عمله ، فقبلت في ساعتين ، ومن دون أن يناقشه أحد ، هل قلت أننا خبراء في خسارة المبدعين ؟ .
قال مرة للغارديان البريطانية : " لم يعد بمقدوري العمل مع هؤلاء الناس ، الذين قدموا للعمل مع الوزارة الجديدة ، ليست لديهم أية معلومات عن علم الآثار" وقالت عنه المؤتمر البغدادية مرة : " إن الحكومة لم تتعامل معه بما يستحق من احتضان وحماية ، بما كان يمكن أن يحول دون هجرته ".
الرئيس جلال الطالباني – الذي لم يفعل شيئا ليحول دون هجرته – قال معزيا : " فقدت الثقافة العراقية واحدا من أعلامها ، وأحد أكبر دارسي وصائني التراث الأثري الثر لوادي الرافدين " . وقال عنه البطريرك مار أدي الثاني – الذي لا يستطيع ان يفعل شيئا يحول دون هجرته - : " فقدنا ثروة وطنية وقومية (...) ونقدم التعازي لعموم الشعب العراقي والإنسانية ". بينما أكتفى وكيل وزير الثقافة جابر الجابري بالقول : " نقول وداعا والدموع في عيوننا " !!.
في مطار تورنتو ، سكت قلبه الصغير ، قبل أن يلقي محاضرته عن " سر الخلود في الحضارة العراقية القديمة " ، وقبل أن يسأله أحد : هل لسقوطه على أرض المطار، علاقة بزلزال اليابان الذي حصل في نفس اليوم ، أم أنها الصدفة ؟
" أنا هو القيامة ، والحياة .. من آمن بي وإن مات فسيحيى "
في أمان الله.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاء الفيسبوك
- أنا من البلد ديه !!
- نفاخات وفرارات !!
- الآنسة كوندي
- تلك الغانية
- عصافير أم غِرْبان أم صقور
- مَن يحقق للعصافير أحلامها ..؟؟
- لقاء علاوي - المالكي و حديث العين للعين
- عندما يرخص النهد...وبقايا الجسد
- عندما يرخص الجسد
- لكي لا يكون المولد بلا حمص
- اليهود العراقيين ...وصواريخ صدام ..و الالوسي
- الذي يخاف من الذئب.. يطلع له
- تزوير مقابل تزوير
- الهيئة التي دعمت علاوي
- دار لا يسلم منها إلا فيها
- قرارات ليست في وقتها
- مطارق الحقد
- الغرور الذي سيسقط نوري المالكي


المزيد.....




- هل نحتاج إلى مساحيق البروتين لبناء عضلات أقوى وجسم سليم؟
- ألمانيا ـ نسبة تلاميذ المدارس بخلفيات مهاجرة تثير زوبعة سياس ...
- إسرائيل وسوريا يتفقان على وقف إطلاق النار والاشتباكات مستمرة ...
- -كهانا حي-.. من جماعة محظورة إلى نفوذ في الأجهزة الأمنية الإ ...
- قاضية أميركية توقف تنفيذ أمر ترامب بشأن -الجنائية الدولية-
- قصة -الصندوق الأسود- لعصر حسني مبارك
- قواعد أميركية جديدة تدفع سائقي الشاحنات المكسيكيين لتعلم الإ ...
- عاجل | مصادر في مستشفى ناصر: 5 شهداء وعشرات المصابين بنيران ...
- طالب بـ10 مليارات دولار..ترامب يقاضي وول ستريت جورنال ومردوخ ...
- إعلام سوري.. تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صالح الحمداني - دوني جورج وخبرتنا في خسارة المبدعين