سامي الحمداني
الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 15:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الغانية هي من تعطيك كل شيء ... وتحسسك انها لم تعطيك شيء ...
تبيع لك الهوى وتذوب كالأسبرين في دم الشرايين.. تتغنج وتتمنع.. وفي الأخر تمد يدها لتداوي كل الجروح .. ثم تذهب مسرعة كأنها على موعد مع آخر ...
تأتيك بالمسرة وتجعلك ملكا على عرش الهوى ... تفترش ضفاف الانهار في الوديان و تتسلق التلال... وفجأة تطيح بك من العُلى دون ان يرف لها رمشا ...
تخلص لها وتنتظر سنوات وسنوات ..تكابد وتعاني اللوعة والحرمان .. وان قلت لها اوفي وعدك .. قالت ..اتنه..اتنه
إخلاصا لها .. قد تضيع مالا وجاها .. قد تفقد صديق وعزيز ..قد تفقد اهل وأقرباء.. قد تنقلب على ناسك ومحبيك .. وقد تتجبر وتظلم .. وفي الآخر ترمقك بنظرة ساخرة وكأنها تقول لك ..كل ما تفعله كان من اجل غرائزك لا من اجلها ..
تلك الغانية...
سممت الملك فيصل وأعادته جثة هامدة الى ارض الوطن ...
قصفت عمر الملك غازي وذهبت بالعرش الى غير رجعة ..وجعلت العائلة المالكة تلوذ لوذ الحمائم بين الماء والطين...
نخلت جسد عبدالكريم قاسم بالرصاص من اقرب رفاق السلاح....
جعلت من عبد السلام عارف حزوره يتندر بها العراقيين .. طار لحم نزل فحم ..من هو ؟؟
ولكن والشهادة لله كانت رءوفة بعبد الرحمن عارف.. فـارتضت بأبعاده .. لسبب بسيط وهو انه لم يغرم بها ولم يرتضي دلالها ..
جعلت من احمد حسن البكر سجين منزله في إقامة جبرية .. مودعا الحياة بحسرة على ذلك الغرام المشؤم ...
جعلت من صدام حسين فلتة زمانه .. حتى صدق انها غانيته المدللة وانها له وحده ...ثم أنزلته حفرة لا يتمناها اكثر الرجال بؤسا.. ثم رفعته الى حبل المشنقة ....
واليوم تبدو تلك الغانية ( السياسة ) أشد غبطة و أكثر دلالا...فالرؤؤس الكبيرة كثيرة ..و مغازلة الجميع من شيمها ... فبأي حضن سترمي نفسها هذه المرة ؟؟ و أي الرؤؤس قد اينعت وحان قطافها !!!! فان غدا لناظره قريب ....
*****
العِبْرة : هي الاعتبار مما مضى...
وهي كالموعظة مما يتعظ به الانسان .. ويَعتَبرُ ليستدل به على غيره
#سامي_الحمداني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟