أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الحمداني - مطارق الحقد














المزيد.....

مطارق الحقد


سامي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مطارق الحقد[1]

عندما اجتمعت المعارضة العراقية في لندن، لم يكن في ذهن المجتمعين سوى هدف واحد هو إسقاط النظام الذي يكنون له كمية من الحقد الذي ملئ أفواههم قبل قلوبهم.

بالمقابل كان أركان النظام العراقي يعبرون عن حقدهم للمعارضين بالاجتثاث من الحياة كلها ولم يبخلوا في ذلك.

وكان الحاقدون على بعضهم يتراشقون الأحقاد عن بعد، وشاء قدر العراقيين العاثر أن يلتقي الحاقدون جميعا على أرض العراق بعد الاحتلال.

عاد الحاقدون إلى الوطن وفي ذهنهم إن كل ما يوجد في الوطن هو تابع للنظام، فنسوا الأعراف السياسية والدبلوماسية وحتى الأخلاقية، فتخطى حقدهم على النظام وتعداه إلى كل ما يرتبط به، ابتداء من الجيش والشرطة والأمن والأعلام والتعليم وحتى الفن. وبالمقابل ثارت براكين الحقد في نفوس أتباع النظام واعتبروا

كلما بناه نظامهم في الثلاثين سنة السابقة هو إرث لهم ويجب أن لا يتمتع به الحاقدون القادمون مع الاحتلال، فلم يسلم من حقدهم بناء ولا كهرباء ولا مصنع أو حقل. بل تعدى حقدهم على الشعب الذي اعتبر سكوته تأييدا للحقد الوافد.

الحاقدون في النظام الجديد خلقوا لهم أعداء كثر بين مختلف فصائل الشعب سواء من الجيش أو الشرطة وخاصة في أوساط النخبة من الإعلاميين وأهل الفن الذين يمثلون واجهة المجتمع والسلاح المسالم في يد السلطة.

تخندق الإعلاميون المحقود عليهم واتخذوا موقفا من النظام الجديد بعد أن شعروا بالإهمال والإقصاء والعزلة بل وحتى القتل.

أما الفنانون فقد هربوا بجلودهم من نار الحقد المستعرة، وأسسوا لهم مجتمعا فنيا

خارج العراق، واستطاعوا أن يتواصلوا مع تاريخهم الفني ، وأثبتوا إنهم فنانون العراق وليسوا فنانو السلطة.

ولم يسلم العراقيين بعد الاحتلال من جحافل الحقد التي كانت تنتظر الفرصة خارج الحدود ومن كل صوب، فهنالك حقد حرب الثمانية سنين الذي تغلغل في شوارع المدن العراقية والذي تمثل في إثارة الطائفية بطريقة لم يشهدها العراق على مدى تاريخه الطويل. وكذلك حقد غزو الكويت الذي تسرب مع زحف القوات المحتلة من مدينة إلى أخرى، يثأر ويزرع بذور الحقد في كل مكان.

أما الحقد الإسرائيلي فلم يستطع الإسرائيليون أنفسهم إخفاءه، فقد كان حقدا تاريخيا منذ السبي البابلي.

واليوم وبعد هذه التجربة الحقودة المتبادلة المريرة التي أجاعت الشعب وأنهكته، هل يتعظ الحاقدون أصحاب مؤتمر لندن ويثقوا بأنفسهم، وبأنهم الآن هموا أصحاب الحكم والسلطة، ومسئولون عن الشعب والنظام، وينتزعون الحقد من قلوبهم ويتصرفون بمسئولية.

وهل يتعظ حاقدوا النظام السابق ويفهموا التاريخ وتقلباته، وإنهم أصبحوا من الماضي الذي لا رجعة فيه فيتركوا للشعب اختيار من يقوده.



#سامي_الحمداني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرور الذي سيسقط نوري المالكي


المزيد.....




- اكتشاف حشرة عملاقة تشبه العصا في غابات أستراليا.. شاهد شكلها ...
- ولادة نادرة لصغير وحيد قرن أبيض في كاليفورنيا.. واسمه يكرّم ...
- يضم 3 مصريين ولبنانيا.. داخلية الكويت تعلن الإطاحة بتشكيل عص ...
- -استراتيجية إلهاء الناس-.. علاء مبارك يرد على تدوينة تتعلق ب ...
- -كل يوم أخشى أن أفقد طفلي-
- جهود الإنقاذ في كييف بعد مقتل ستة أشخاص إثر ضربات صاروخية رو ...
- فلسطينيون في غزة يخاطرون بحياتهم من أجل لقمة وحشد إسرائيلي ع ...
- دعوى على شركات طيران منخفضة التكلفة بسبب رسوم أمتعة يدوية
- روسيا تعلن مقتل ثلاثة أشخاص في هجمات أوكرانية بالطائرات المس ...
- بالصور.. لماذا سميت كنيسة الجثمانية بالقدس بكنيسة كل الأمم؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الحمداني - مطارق الحقد