أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - مهام الكاتب ومسؤوليته كمثقف














المزيد.....

مهام الكاتب ومسؤوليته كمثقف


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 993 - 2004 / 10 / 21 - 09:13
المحور: الادب والفن
    


الكتابة رسالة فكرية يؤديها المثقف كجزء من مهامه الأساس المتعلقة بشؤون المجتمع. ومهمة الكاتب طرح الأسئلة وإعادة النظر في الموروثات الاجتماعية، وكشف عيوب السلطة والتحدث بصراحة عن سقطات القيادات السياسية، وحثهم على التحديث والعصرنة ومعالجة الأخطاء وتصحيح المواقف.
والكتابة ليست عملية تجميل للخطاب السياسي ولا لسد الثغرات أو إعادة الصياغة بما يحقق توجهات السياسي، كما أنها ليست تلميعاً لوجه السياسي القبيح الساعي نحو مصالحه الخاصة. أنها صياغات جديدة للأسئلة المطروحة على الصعيد الاجتماعي، وتتطلب دائماً إجابات من السياسي تسهم في الحلول الممكنة.
ويرى ((أودونيس)) "أن تكتب هو أن تعيد النظر، هو أن تطرح الأسئلة التي تعود إلى الأسئلة".
إن الكُتاب الذين يعمدون لأسلوب التبرير والتبجح وتسويغ آراء أحزابهم السياسية، بصيغ جديدة لإقناع أصحاب النيات الحسنة ليسوا إلا كتبة خطابات ومروجين لبضاعة فاسدة وفاقده لقيمتها الشرائية. ومهمتهم إعادة تغليفها وتزوير تاريخ صلاحيتها لطرحها في السوق ثانية ولو بسعر بخس، تحقيقاً لمبدأ (التضحية في الربح ضمان لرأس المال).
وهذا النوع من الكتبة يمكن شرائه في كل الظروف، وجاهز لبيع خدماته لأي طرف يدفع أكثر. ويمكن أن يغير ولائه تبعاً للظروف وتلبية لمصلحته الخاصة، حيث يعرض قلمه برسم الإيجار لأي طرف يرغب بخدمات الدعاية والتسويق لبضاعته الفكرية الراكدة في السوق السياسي!.
ويعتقد ((أودونيس)) "أن هؤلاء يملأون عملياً ساحة الكتابة، وهم الآن، شأنهم في السابق، يقفون إزاء الأحداث ويصفونها: إغناءً وندباً أو تبجحاً، وعويلاً أو خطابة. وهذا كله شكل من الهروب وليس من المجابهة، فهم لا يجابهون، بل يدارون ولا يحللون المشكلة بل يسوغونها. إن ما يقودهم هو إنسان الفتوى لا السؤال، إنسان القناعة لا التطلع، إنسان الثبات لا التغيير".
وهكذا...جُبلوا العديد من الكُتاب على المهادنة والخشية من السياسي وأصبحت كتاباتهم عبارة عن هذيان وإعادة صياغة لأحاديث المقاهي وجلسات السمر، أنهم لا يقرؤون ولا يتابعون المناقشات الفكرية الجارية على صعيد العالم.
لذلك يعانون من ضيق الأفق، أنهم جزء من مشاريع بالية، وليسوا أصحاب مشاريع جديدة تؤمن بالحداثة والتطور. والمثقف الحقيقي، هو المؤمن بالحداثة والتطور ومن مهامه إعداد المشاريع الجديدة وليس اجترار المشاريع القديمة وإعادة مغضها لتكون صالحة للامتصاص!.
ويرى ((أودونيس)) "ثمة مثقفون يؤثرون أن يملكوا دكاناً على أن يملكوا مكتبة. ثمة مثقفون يدعمون الطاغية الذي يضطهد مثقفين آخرين. ثمة مثقفون يتكدسون هشيماً لا يصلح حتى للنار. ثمة مثقفون موتى، وهم يتحركون: ضيقون، منغلقون. المصلحة عندهم قبل الحقيقة والسلامة قبل الحرية".
هناك صراع حقيقي بين المثقف الرافض والمثقف الحزبي والسلطوي، فـ (المثقف الرافض) يجد من مهامه الدفاع عن الحقيقة وكشف المستور وتعرية السلوك الشائن، والـ (المثقف الحزبي والسلطوي) يجد من مهامه الدفاع عن سقطات حزبه، وتلميع وجه السلطة وكلاهما يسعى لتحقيق مصالحه الذاتية وعلى حساب المهام الأساسية للمثقف.
أنهم يختفون وراء الأقنعة المزدوجة، فالقناع الأول يسترون به زيفهم كـ (مثقفين) والقناع الثاني يتسترون به للدفاع عن السلطة المعيوبة وعن الممارسات غير المسؤولة لقيادات أحزابهم السياسية.
وقد يتبادل المثقف السلطوي والحزبي الموقع في الزمان والمكان المناسبين لخدمة مصالحهم الذاتية، ووتيرة العواء لديهم متشابهة عندما تمس مصالحهم الخاصة، أو عندما يتواجهون مع المثقف الرافض لتوجهاتهم الفكرية والأنانية، وهم يمثلون الخط الدفاعي الأول للسياسيين ضد المثقفين الآخرين الرافضين لسياسة (التدجين). أنهم عناصر الإعاقة والتغيير في الوسط الثقافي، ويتوجب مواجهتهم بكل السُبل والكشف عن أقنعتهم المتعددة!.
ويعتقد ((أودونيس)) " الكاتب هنا يكتب مأخوذاً، إما بسلطة الواقع، وإما بسلطة المثال: بالأولى لتوفر له الحماية والطمأنينة، وبالثانية ليعوض بالوهَّم عن واقع يخذله أو يفلت منه. وهو لذلك لا يكتب، أنه منضد لا كاتب ينضد كلمات يقولها غيره ليشرح أفكاراً يمليها غيره، ويبشر باتجاه يعلنه غيره.. هكذا يعيش وراء قناعين: قناع يدجن به ذاته، وقناع ينفي به غيره. والقناع الثاني هو نوع من الدفاع عن النفس ضد الكُتاب الذين يرفضون التدجين، أي يرفضون الأقنعة".
يعاني الوسط الثقافي العربي من المثقفين ذوي الأقنعة المتعددة أكثر، مما يعاني من السلطات القمعية ذاتها. لأنها تسخر تلك الأدوات القمعية من المثقفين ضد المثقفين الرافضين لسياسة التدجين وللتوجهات القمعية للسلطات الشمولية. وتلك الفيروسات من المثقفين (السلطويون والحزبيون) المحقونة قسراً في الوسط الثقافي أساس البلاء والأمراض الذي يعاني منها المثقفون في الوطن العربي!.
إن الحرب الحقيقية يجب أن تشن على هؤلاء أولاً، وما لم يتم القضاء على تلك الفيروسات المحبطة في الوسط الثقافي، لا يمكن النهوض بمشروع ثقافي موحد يستعيد فيه المثقف سلطته (السلطة الرابعة) لتكون الرقيب على النهج السياسي.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المثقف والسياسي في الثورة والاحتلال
- موقف السلطة الفاشية من الثقافة
- السياسية والعنف في المجتمع
- السياسة والثقافة في المجتمع
- الأحزاب السياسية وجماعات الضغط
- الأحزاب الشمولية وقياداتها الديناصورية
- العملية الانتخابية وشرعية السلطات
- ظاهرة تفشي الرشوة والفساد الإداري سياسة جديدة تتبعها الأنظمة ...
- سلطة الاستبداد والعنف في المجتمع
- التحديث والعصرنة للأحزاب السياسية في الوطن العربي
- المؤسسات الدينية والسلطة في الوطن العربي
- صراع السلطات بين الدين والدولة
- أنماط التداخل والحدود بين الثقافة والسياسة
- توظيف التاريخ والأعراف الاجتماعية لخدمة العملية الديمقراطية
- معوقات التغير والتحديث في المجتمع
- المنظومات الشمولية والديمقراطية واللبيرالية بين الممارسة وال ...
- الديمقراطية تعبير عن الذات والحب
- السلطة الديمقراطية والمجتمع
- الأهداف والتوجهات في الفكر الشمولي والديمقراطي
- المواطنة والديمقراطية في الوطن العربي


المزيد.....




- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - مهام الكاتب ومسؤوليته كمثقف