أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - باسم الخندقجي - المقاومة الشعبية لتحرر المرأة















المزيد.....

المقاومة الشعبية لتحرر المرأة


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 3322 - 2011 / 3 / 31 - 08:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يمكن لأحد ان ينكر او ان يقلل من قيمة المشاركة النسوية في النضال الوطني الفلسطيني منذ بدايات القرن الماضي .. واذ قدمت المرأة الفلسطينية نموذجاً نضالياً للمرأة بصورة عامة من خلال تضحياتها وصبرها وصمودها كأم واخت وزوجة وابنة ...
ولكن بعيداً عن الخوض في السيرة العامة للمرأة الفلسطينية يتجلى السؤال التالي :
الى اي مدى تم إستثمار المشاركة النسوية في النضال الوطني منذ الإحتلال في عملية تحرر المرأة ونموها ؟
واين هو الرابط الجدلي ما بين الثانوي والرئيسي في هذه العملية ؟
فإذا كان الشعب الفلسطيني من أثرى شعوب العالم من الناحية الديمغرافية المتوازنة ونسبة الشباب المرتفعة .. لدرجة ان نصف المجتمع هو من النساء .. كيف يمكن لهذا الشعب ان ينتصر وينمو ويتحرر ونصفه في المطبخ تقريباً أسيراً للعنة البيولوجيا والطبيعة ؟
ان الحالة الراهنة للمرأة الفلسطينية مُحرجة ومُخجلة للذين يرفعون شعارات تحرر المرأة ومُحيّرة في نفس الوقت لأنها منعزلة عن عملية البناء التي تجري اليوم في الميدان ..
اذ انه يوجد وزارة " للمرأة " ولكن اين هو الوعي التحرري للمرأة واين هي استعدادية الرجل لتَقبل الوعي المقاوم ؟
هنا بالتحديد ومن هذا القطاع الجماهيري المهم يبرز مفهوم الوعي المقاوم بصورة تتبنى فيها الحركة الاجتماعية لنهج الرفض والتعبير عن هذا الرفض للوضع الحالي للمرأة على الملأ .. والعمل على تفعيل الحراك الاجتماعي اللازم للنهوض بواقع المرأة الفلسطينية وذلك من خلال نشر الوعي المقاوم والمتمثل في تنمية المرأة فكرياً أولاً لكي تُنمي نفسها اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً بعيداً كل البعد عن الدكاكين التي ترفع شعارات التنمية الفارغة من اي مضمون فكري ينقذ المرأة ويدفع بها الى الامام .. اذ كل ما يجري اليوم هو تعزيز عزل المرأة عن الحراك الفكري والاجتماعي .. كما ان المرأة بدورها ليست بريئة من دمها بصفتها صاحبة القضية .. لذلك يحدد بالحركة الاجتماعية ... العمل على تحفيز دور المرأة الريادي البنّاء وتنمية شخصيتها وتحديد معالم دورها من قَبل ان يتم بناء وزترة شؤون المرأة .. التي تمارس فيها هذه الاخيرة عملها دون أي وعي مقاوم يقيها من الثقافة الذكورية المُهَيْمِنة ..
ان الوعي المقاوم التي تنشره وتزرعه الحركة الاجتماعية في عملية تحرر المرأة ومشاركتها الاجتماعية التقدمية لا ينطبق من مفهومية ليبرالية حادة تناقش ميتافيزيقية دور المرأة من حيث هي إمرأة تريد إنتزاع حقها والنوع الاجتماعي – من الرجل – فإذا كانت مكانة الرجل في بعض الممارسات مُتخبطة وحقوقه سلطوية .. هل تريد المرأة أن تنال ذات المكانة والحقوق ؟؟؟
بمعنى ان الوعي المقاوم في هذا المجال يُحرر المرأة من الشعارات المُستهلكة التي تنادي بتعزيز نمط النوع الإجتماعي – الجندر – ويركز على ان المرأة فئة اجتماعية في النوع الاجتماعي الشامل والمتطور مثلما هو الرجل كذلك أيضاً ..
إن المرأة " كائن أخلاقي " بالضرورة في حال إكتسابها للوعي المقاوم لكي تنفي عنها المفهوم الطبيعي لدورها البيولوجي الذي لطالما ظلمها وحطّ من دورها البنّاء بالرغم من قدسية هذا الدور .
ولا يمكن للمرأة ان تحدد هويتها ودورها من ذاتها وبإنعزالية تامة عن الشريك الرجل .. إذ ان هذا الأخير يلعب دوراً محورياً في تعريف المرأة القائم على الوعي المقاوم والتحرري .. ولا يمكن للمرأة أيضاً أن تنتزع حقوقها دون ان تمرر الرجل بالدرجة الاولى .
وهذا يقود الى العلاقة ما بين الرجل والمرأة التي يعمل الوعي المقاوم على اغييرها بإتجاه الفهم الإنساني الصريح للفئات الاجتماعية المندرجة تحت مفهوم النوع الاجتماعي الذي من اهم محدداته التقدم والتنوير والنقد والبناء الفكري الذي يُفضي الى بناء واقعي سليم ..
ان الشعب الفلسطيني يعمل بنصف طاقته وهذا لا يؤكد بالضرورة هضم حقوق المرأة من جانب الرجل بقدر ما هي العلاقة ما بين مشروع التحرر وتحرر المرأة كانت مؤجلة ومُموّهة بإستمرار ما أدى بطبيعة الحال الى شلل نصفي في الحركة ..
كما ان العادات والتقاليد التي يغيب عنها العامل الديني ذي البعد الإيجابي – نوعاً ما – فيما يتعلق بقضية المرأة ساهمت بالإجحاف بحق هذه المرأة المناضلة ..
" والدكاكين " التي تتزاحم اليوم لرفع شعار تحرر وتنمية المرأة هي الخط الاحمر الأكبر الذي يهدد عملية تحرر المرأة .. إذ أن هذه المؤسسات هي تجميلية أكثر منها تنموية وذات مضامين تُعزز عزل المرأة إجتماعياً وتُعقد عملية تحررها من خلال مفاهيم قد تكون ناجحة ولكن ليس في النسيج الفلسطيني التي لطالما فاقمت من أزمته الإجتماعية عملية إستيراد المفاهيم والبرامج والنطريات التي لم يتم مراعاة الظروف التاريخية المُحددة إثناء عملية تطبيقها ولهذا باءت معظمها بالفشل ..
وكل هذا الحراك المؤسساتي النسوي من مشاريع وندوات وحلقات عمل لا يعالج بلأساس علاقة المرأة بالرجل الذي يجب تحرره هو بالإساس من نزعة الهيمنة الذكورية البطركية الغالبية على النسيج الاجتماعي الفلسطيني ...
فكل ما في الامر هو امعان في برامج تطرحها وتنفذها " دكاكين " ذات ذات ربحية عالية وتأزم قضية المرأة وتعمل على رسم الحدود لها من خلال أفكار وطروحات بعيدة كل البعد عن المجتمع الفلسطيني ويبرز الوعي المقاوم عند المرأة أيضاً من خلال بناء وتأسيس معرفة نقدية فلسطينية تأخذ بعين الاعتبار الظروف التاريخية المُحددة للنسيج الاجتماعي الفلسطيني ..
وينسحب الوعي المقاوم للحركة الاجتماعية على قضية المرأة وذلك بالممارسة العلمية الهادفة ..
فمشاركة المرأة في اعتصام بلعين ومظاهرة بلعين لا يختلف كثيراً عن مشاركتها التقليدية في قطف الزيتون والحصاد الموسمي .. ويأتي الوعي المقاوم لكي يطوّر هذا النشاط النسوي .. بحيث ان مشاركة المرأة في الرأي وصناعة القرار ومنحها حقوقها النوعية الاجتماعية لا يختلف كثيراً عن مشاركتها في مساندة زيتونة بلعين وقطف حبات زيتها المقدس ..
ويكمن نجاح الحركة الاجتماعية ووعيها المقاوم في عملية تحرر المرأة في خطابها المفتوح والنقدي الذي يلامس ويتفاهم مع المحددات الخاصة بالنسيج الاجتماعي الفلسطينيي الذي يغلب عليه الطابع الريفي المحافظ ..
في نفس الوقت كيف ترفع مؤسسة ما شعار تحرر المرأة وهي تأخذ من رام الله مركزاً لنشاطاتها ولا تمارسفعالياتها وتواصلها في القرى الهامشية ؟؟!
ويبرز الخطاب التقدمي للحركة الاجتماعية من خلال مخاطبة الجماهير الذكورية قبل النسوية بلغتهم هم ودينهم وعاداتهم وتقاليدهم بحيث تُلح الحركة الاجتماعية عبر تكتيكاتها المدروسة على تحرر المرأة من خلال نشاطات وفعاليات جماهيرية تقوم بها هي ... وما المواجهه الجماعية المباشرة لصالح تحرر المرأة سوى تعويض عن الدعم المالي والاقتصادي الذي يضعف اكثر مما يقوي الحركة .. والتحرك الجماعي المدروس كفيل بانتزاع الحقوق ويتسامى ويترفع عن الدعم ومصادر التمويل المسمومة ..
والرفض والاحتجاج وخلق البديل كفيل بتحرر المرأة وهذا يتطلب آليات وبرامج عمل واقعية يمكن أن نطرح هنا البعض منها :
1- اجراء دراسة مسحية شاملة لواقع المرأة الفلسطينية في الريف
2- اعداد خطاب يركز على ان المرأة هي فئة اجتماعية في النوع الاجتماعي العام والشامل ويراعي ايضاً العامل الديني المهم في عملية تحرير المأة .
3- اعداد وتنفيذ مشاريع مستدامة في المجالات الفكرية والاقتصادية والتعليمية للمرأة الريفية .
4- اشاء تعاونيات زراعية تقودها المرأة بإستقلال تام عن الرجل بهدف إبراز مدى قدرتها على القيادة .
5- اعداد انشطة منبثقة عن قضايا نضالية مثل :
أ – اسر الشهداء : التركيز على امهات واخوات وزوجات وبنات الشهداء الاعظم منا جميعاً .. في سبيل القيام بأنشطة تلامس همومهن وتسعى قدر الامكان الى الربط ما بين التضحية والصبر والصمود وما بين العطاء والتقدم والتحرر
ب – اهالي الأسرى : فالمشاركة في تضامنية جماهيرية مع الاسرى هي تحرر جزئي للمرأة المناضلة وتنمية المرأة ويتكامل مع تأطير هذه المشاركة وربطها مع تنمية المرأة ونحررها ومساهمتها في تفعيل قضية الأسرى .
6- تأسيس مدارس شعبية لمحو الأمية النسوية في المركز والمحيط والثيام بجولات ميدانية يتم فيها إصطحاب هذه الفئة المستهدفة الى الجامعات والكليات للتحضير وإبراز هذا الجانب المهم .

******



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضوح الرؤيا .. المفهومية الفلسطينية .. الجزء الثاني
- على حين غزة
- إختلاط الرؤى .. المفهومية الفلسطينية ... الجزء الأول
- على درب عمر القاسم
- الشطارة العربية
- مصر المحروسة و انتفاضة الشباب
- من بلفاست الى غزة
- ازمة اخلاق ...
- خربشات انسانية معطوبة
- على قيْدِ رفيقة
- سيرة الخراب .. وضرورة الاعتراف
- حزن وفرح ومشهور
- فليكن خراباً جميلاً
- زفرات انسانية معطوبة
- هذا الصباح لي
- حسون سجن جلبوع وبُدْرُس
- المهدُ والتمرّد ...
- ..تاريخ الماضي الجديد..
- وثيقة الوفاق الوطني ...
- هل تعرفين امي يا ام جلعاد .. ؟


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - باسم الخندقجي - المقاومة الشعبية لتحرر المرأة