أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - هل تعرفين امي يا ام جلعاد .. ؟














المزيد.....

هل تعرفين امي يا ام جلعاد .. ؟


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 02:44
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


هذا اسمك الذي كان توطئة يشوع بن نون للعبور في ظل الجبل وتد اسطورتك يا جلعاد الذي ذبحني وشردني وشتت دمي واضاعه بين اثنتي عشرة قبيلة وحرق ما تبقى لي من اقحوان كان يعبق انسانية وتعايش ومحبة . فحين أرى امك افيفة - ربيعة – في التقارير الاخبارية على شاشة التلفاز باكية يملؤها الأسى على فقدانك المؤقت . وألحظ حزن عينيها مدركا في نفس الوقت انها ام بالرغم من فجيعة الدم واللغة الغريبة .. حينها ادرك انك وشعبك لا تعرفون اسم امي وحزنها والمها على فراقي في طقوس السياسات والاجراءات التعسفية التي يمارسها اخوتك على حواجز القمع الانسانية والتفتيش اللا أخلاقي للعوائل الفلسطينية القادمة من كنتونات ماضيكم الحديث لزيارتنا في الغربة الحديدية الجاثمة بقسوة فوق ارضنا الطاهرة اذ عندما رأتك افيفة في الشريط المصور سليماً معافى لم اكن انا اسعى الى تفحصك بقدر ما كنت ابحث عن شعور ما في داخلي المحروق لمواساة امك المفجوعة والمنكوبة عليك .. ولكن عذراً فلن اجد سوى الصمت وزفرةً حارةً في وجه زمن لا يرأف بالورد واطفال الارض وليس لديه الوقت الكافي لكي يأخذ درساً في الاخلاق والاعراف الانسانية .. كما انني اعلم ايضاً يا وتد اسطورتك وعرق متاهتك ان بيتكم الجميل مبني على انقاض بيتي او بيت امي او بيت جد ابي هناك في اعالي الخريطة حيث كان اسم القرية هيلا " وليس متسبيه هيلا " .. واعلم انا أن نزوة اخوتك المريضة حطّتك من شمالٍ يناجي الربّ الى جنوب ٍ يتألم في كثافة القذائف والصواريخ والانفاق من كل حربٍ وصواب بما فيها نفقك .. فهل تشبه امي امك في الوجع والدمع والحسرة ؟ ! واما ابيك " نعوم " الذي بات ضليعاً في شؤون الاسرى الفلسطينيين فلم يدّخر في خيمة اعتصام ولا مسيرة تضامن ولا برلمان أوروبي ولا امم متحدة ولا جماعات ضغط الا وقام بها فلا تخف ... واما هنا في الغربة الحديدية .. تخيل ان ابي ذو الدمع السخي الذي يبوح دوماً بحاجته لي ولعناقي لا يملك نفوذاً ولا مساحة للتحرك مثل ابيك .. وآه يا إلتباس ماضيك لو انً زمنك وزماني يدركان معنا دمع الرجال لزال الحقد وعشنا سوياً في ظل شجرة ترويها امي وامك ويأكل من ثمرها ابي وابوك ولكن وحدي انا اعرف ووحدك انت لاتعرف .. اذا انني اعرف انً امك اسمها افيفة وابوك اسمه نعوم واختك اسمها هداس واخوك اسمه يوفال ولكن انت وهم لا تعرفون اسم ابي وامي واهلي فلا تقل لي اشعر معي ولكنني سأصمت فقط من اجل دمع امك .. وكم نحن نعرف ايضا ان هناك ثمة اسرى امضوا اكثر من نصف اعمارهم في غياهب الحديد ويا لسخرية التناقد حين لاتعرف انت واهلك ان أولئك الاسرى باتوا يخافون عليك وعلى مصيرك المتقاطع مع مصيرهم .. ويتمنون لك الحرية وان تعود الى امك سليما معافى بعد ان فقد معظمهم امهاتهم في جحيم الانتظار . ففرح يا فتى لأنك ستعود دون ادنى نقصان وفقدان .. واعلم وارجو ان تعلم امك ايضاً شيئاً عن أولئك الذين يذوي زهر اعمارهم خلف القضبان دون انحناء ولا استجداء بل تأكيداً على الانتماء وبأن حريتهم باتت قريبة اكثر من أي وقت مضى .. حين ذاك قد ينمو الاقحوان ويبزغ نوره من عمق محروقةً وقد اشعر أنني استعدت انسانيتي المفقودة كي ادرك دمع امك اكثر ....
8 ايار 2010
الاسير باسم الخندقجي
سجن جلبوع المركزي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
الحكم مدى الحياة

عنوان سجن باسم
الاسير باسم محمد صالح اديب الخندقجي
اسرائيل بيسان _ جبال جلبوع _ سجن جلبوع المركزي _ قسم 5 _ غرفة رقم 4
ص_ب : 10900



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان سرمد المنسي ...
- الى رفيقي محمد بركة إبقَ في حيفا
- امي الفلسطينية ...
- يا قدس يا مدينتي اليتيمة
- ماذا تبقى لنا ؟؟؟
- حزب الشعب الفلسطيني التقدم وهول التحديات
- ... أبي الفلسطيني ...
- متى سوف نفرح بانفسنا؟
- ... بلعين و نعلين ... زيتون القسم تجلى ...
- طقوس العام الجديد
- جديد ديوان شعر طقوس المرة الأولى للاسير باسم الخندقجي
- فراشة الاحتراقات القادمة
- حوار مع الحياة
- القيادة المختلة
- حكماء الخيبة بروميثيوس فلسطينياً
- - القدس المدينة الالهية -
- وعي النقص
- الارض المخذولة
- حيفا بلا وطن
- حكماء الخيبة‏ الحلقة الثانية


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - هل تعرفين امي يا ام جلعاد .. ؟