أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسم الخندقجي - حيفا بلا وطن














المزيد.....

حيفا بلا وطن


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


كم مرة سأعلن في أرجاء و طرقات الذاكرة أنني انتهيت منك ؟

كم مرة سأقيم احتفالات انتصاري عليك ؟

إذن ... في كل مرة أصرخ معلنا النسيان ... تخرجين أنت بجيش عرمرم لهذيمتي ... لقلب احتفالاتي رأسا على قلب ... لكي تثبتي لي أنك كنت الحب الأوحد ... حالة من القداسة و الطهارة و الوطن ... تعودي لخربشتي و بعثرتي قائلة :

" لا لأعود إليك ... لا لأقول بهمس العهد العشقي القديم : أحبك ... لا لأضمك ... لا لأقبلك ... لأحميك ... بل عدت لتأكيد وجعك و تعبك و حزنك ... عدت لأثبت لك أنني كنت الأجمل و لم أزل ... أليس أسمى الأشياء هي تلك التي لا نقوى على امتلاكها حتى في أحلامنا ؟. عدت لأرفع رايات انتصاراتي عليك يا رجل الهزائم عن جدارة ... أتنساني يا سيد الليل ... يا رجلا اعتاد تلفيني حروف الوطن أتنساني ؟ ! "

أنا الذي دائما في لحظات تجلي العشق كنت أجود لك بكلمات الوطن ... كنت أحقق حلمي عندما ضممتك قائلا :

ها أنت حيفا ... بين يدي جبل كرمل و نبيه عشق لي وحدي ... ها أنت حيفا بعد طوال استعصاء و تمنع ... ترقصين لي وحدي في هذا الليل الذي يغني الصمت الدافئ المحبب لي و لك ... و كم كنت أشكر السماء بلا كبريائي :

شكرا يا سماء ... يا أعالي ... ها قد حققت الانتماء ...

حيفاي و كرمل يؤجل غروره اللحظات من أجلي ...

حيفا بشاطئ أزلي بهي ... أراقصها و تراقصني ...و أنا الذي كنت على يقين ... و غالبا ما يكون العاشق متنبئ بارع ... يتنبأ بضياع حلمه عما قريب ... بعد قمر أو قمرين يعلم العاشق أنه تاه بحثا عن حيفاه ...

إيه حيفا ... كم تحترفين تقطيع أشجار الكرمل لإعداد و تجهيز محارق عشاقك ... أنت سيدة المقدسات الأنيقة الأخاذة التي تخطف الثائر من أسمال ثورته لبرهة ... كي تمنحه أجود ما لديها من نبيذ معتق بقدسية ... لتتركه بعد ذلك تائها ناقما عليها و على ثورته ...

أنت حيفا ... يا سيدة الأعالي ... يا كرملي ...

كل الذين كتبوك ... مضوا إما إلى عدم أو جنون ... أما أنا ففي غربة حديدية تمنعني من الخوض في جنونك أو الإلتمام في عدمك !



للمخذولين صلاة أخيرة ...

في رحاب اللؤلؤ المنتحر فوق مائه

و الآن ... الآن ...

أنهي سفر حماقاتي ... و أبدأ من حفرتي الأخيرة ... كتابة خذلاني ...

الآن ... أهديك كل الضياع و أنتهي

برغبة تائهة منك ...

فكل ما تبقى بات ركام الالتحاق

بركب ما بحوزتك من دمار و أشلاء حب ...

الآن ... الآن ...

في منتصف الجرح أكتب كلماتي الصغيرة

أكتب ما ورائي من فتات لم يكمل ... ليصبح قصيدة ...

أكتب موعد الانتهاء ...

و كل الخواء يتحد في داخلي ... لإذابتي داخل الرغبة التي هزمتك أخيرا ...

الآن ... أنهي الطقس دون أدنى همسة ... و أمضي لتفحص الكلمات ... كلماتك ... علها تكون قصيدة اللا أرضيين في الأرض ... :

يا ذاكرة ممتلئة الكلمات ...

في دروبي البعيدة

أفكفك الكلمة بحذر

و أكفكف الدمع ... ببذخ الحبر الحبر الأسود و المعاني الأنيقة ...

و أنتزع حصتي من شاماتك ...

بعد أخذي لك بالعنف الأول ... بالسؤال :

" كيف أنت ... أنت و لماذا هكذا كان المصير ؟ "

ألقيك جانبا بأسود ممزق عار ...

ثم أمضى ... بجرح بلا قلب ...

يحلم بلا وطن ...

بإيمان بلا سماء ...

بأنين بلا إلهات ...

الأسير باسم الخندقجي

عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني

سجن جلبوع المركزي





#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكماء الخيبة‏ الحلقة الثانية
- توطئة و أشياء جميلة
- حكماء الخيبة ... البداية نعرفة - الحلقى الاولى-
- ركن وبرد ومكان
- نابلس ورد و مكان
- ورد و نثر و مكان
- امرأة من ذاكرة النسيان
- كلمات التكوين الراقصة
- تيه إخوتي
- كي نموت في وطن محرر تذكر .... تذكر
- وحدة أم توحد
- نون الفلسطينية
- مسودة الى بني وطني...
- إعتَنَقْتُ الفلسطينية
- الى غزة وحد ة وطن
- يما الفلسطينية
- في زمن الخسارات
- عيد على الطريقة الإعتقالية
- لعنات ثروة الامم
- خارج نيسان والمكان


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسم الخندقجي - حيفا بلا وطن