أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - وحدة أم توحد














المزيد.....

وحدة أم توحد


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2560 - 2009 / 2 / 17 - 07:59
المحور: الادب والفن
    



اليقين التام الذي كنت أخشى من ألوصول إليه .. ها هو يتجلى في داخلي .. شعاع من نور و نار يخترق صدري لينثر الحقيقة التامة .. حقيقة النفسي البشرية .

و ها أنا الان أتعرف بعمق على اللهاث البشري البشع و الكريه .. أتوغل فيه لأكتشف مدى و حشية الإنسان و مكره و خبثه .. و ألمح وميض السيف الذي يقطع أعناق الورد الوطني .. فأصاب بعمىً مؤقت.. يلقيني في ظلام الأشياء البشرية والتباساتها..

اليقين بأن كل نفس بشرية قادرة على تدنيس أسمى الأشياء و أنقاها .. و تدمير الكون على رؤوس من فيه في لحظة واحدة …

أي نفسىً تلك التي تزرع الحقد و تسمد الأرض بدماء أشياء السماء كي تحصد الشر و الخطايا ؟ّّ!

هل هو عالم لنا ام ليس لنا؟

ألسنا متواطئين بشكل أو بأخر في زحمة أطياف و ألوان النفس البشرية الجاحدة متظاهرين بالتمتع في الاستماع للسيمفونية البشرية الصماء ؟

دمار أسود مظلم هو كل ما يحيط بي الان أو مساحات شاسعة من المستنقعات الضحلة القادرة على التهامي في أقل من رمشة عين .. وهي ذاتي المجروحة التي تسعى إلى الابتعاد بعد أن احترقت معظم بساتين و جنائن قلبي المفعمة بالظهر و البدايات ..

دخان القلب الذي شارف على الرماد .. أستنشقه فأختنق حتى البكاء و الإغماء و الوقوع أكثر من مرة في هاويات غربتي المقيتة ..

على مشارف المستنقع أنا المشرد الضائع المغترب الممزق .. أقف كالذي يوشك على إلقاء مرثية أمام حشد من البشر .. أقف متردداً .. و في لحظة إنخطاف أعود مذعوراً خائفاً من الوقوع و الغوص في مستنقع الغربة الشرس ..

أعود لأدخن بعض وردي الذي قتل في حادث غربة متعمد .. و لأغرس في عمق القلب أكثر من وردة و أكثر من قمر .. و لألقي على مسامعه قصيدة نقاء كلماتها و حزني المتأبد ..

أعود إلى وطني الذي بات يعيش في بأمان و حرية و وحدة بعيداً عن خناجر المراهنة و الحماقة و المراهقة الثورية و السياسية ..

آه يا وطني يا ابن الشجرة و يا سيد الورد و العشق و الكلام ..

قل لي كيف أبتعثر أكثر كي تتلملم و تنعم بالوحدة أنت ؟

كيف أحترق لتنام دافئاً أنت .. ؟

كيف أتنزع الكلمات من أثير النسمات كي تكون كتاباً أزلياً أنت ؟

كيف أعشقك أكثر و أحرسك و أموت أكثر كي تحيا أنت ؟

ها أنا في هذه الغربة بعيداً عن صلاة و دعاء أبي و قبلة شجرتي .. أسير بكل ما أوتيت منك يا وطني .. و أخذل أيضاً بكل ما أوتيت من الذين أحبوك خطأ فأردوك معي في غياهب الغربة الحديدة .. كي أحملك تارة و تحملني تارة أخرى من شدة التعب و الانكسارات ..

آه يا وطني المنهك من حسابات الربح و الخسارة و السياسة و التاريخ و الحماقة ..

يحدث في زمن البرد و الرجفة أن يصاب العاشق بوعكة خنجر فيرحل رغماً عنه مخذولاً بصحبة حقيبة يخبئ بها فتات أحبته و رائحتهم و رياحين أرضه ..

قل لي الان إذن أيحدث أن ترحل أنت أيضاً ؟

أيحدث أن يرحل وطنٌ عن أهله!!

أرجوك لا تفعل ..

فإن وقت العودة و العشق و الورد بات أقرب من أي وقت مضى ..

لا ترحل … أيعقل أن يرحل وطنٌ عن أهله!!

تصبحون على وطن

الأسير باسم الخندقجي

عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني

سجن جلبوع المركزي

الحكم مدى الحياة





#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نون الفلسطينية
- مسودة الى بني وطني...
- إعتَنَقْتُ الفلسطينية
- الى غزة وحد ة وطن
- يما الفلسطينية
- في زمن الخسارات
- عيد على الطريقة الإعتقالية
- لعنات ثروة الامم
- خارج نيسان والمكان
- يخذلني الورد..
- إلى أكلة أحلام الوطن
- شذرات صباحية
- ... إلى محمود درويش ...
- الحلم و الزيف الأنيق ....
- نحو ابتكار المثقف مرة اخرى
- الى روح الشهيد « محمود درويش
- اليسار و لاهوت التحرير
- هكذا تحتضر الإنسانية
- نحو ابتكار المثقف الحلقة الثانية
- نحو ابتكار المثقف العلاقة ما بين الثقافة والمثقف الحلقة ا ...


المزيد.....




- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - وحدة أم توحد