أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - اليسار و لاهوت التحرير















المزيد.....

اليسار و لاهوت التحرير


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يبدأ الحديث حول التجربة الأمريكية اللاتينية يدور،ترتفع الأصوات التي تطالب بعدم المتاجرة بهذه التجربة،وعدم مقاربتها ومحاولة إطفاء بعض جوانبها وبصماتها في المنطقة العربية عموماً و "المسألة الفلسطينية" خصوصاً.
ولكن بالرغم من حدة هذه الأصوات التي تصم الآذان بغشاوتها الفكرة،سأحدثكم عن الرفيق الأسقف ! ذلك الذي بقائمة يسارية فاز بمنصب في دولة أمريكيةَ لاتينية!!
إذ أن التخلف هوَ ذات التخلف والمجتمع الديني المحافظ _الكاثوليكي هو ذات المجتمع،والفقر هو ذات الفقر،و الذي يختلف فقط هو المُسمى.فهناك هو "جنوب" وأما هنا فهو "عالم ثـــالــث" .
في الجنوب..الأهم من ذلك هو أن اليسار ينطلق من أساس إشتراكي تقدمي لا يقبل المغازلة ولا المساومة والتناوب على المنافع والمصالح كما هو الواقع الموجود في أوروبا حيث الأحزاب الإشتراكية المسمى الجوهرية في مهادنة الرأسمالية والليبرالية الجديدة.
ولكن كيف تُعامل أو تُفاهم اليسار اللاتيني_إذا جاز التعبير-مع الدين !!
وبعيداً عن تحرير العلاقة التي أنتجها ذلك اليسار ما بينه وبين الدين ذي الغالبية الكاثوليكية،فإن الإشتراكية الحاقة هيَ التي لا تتصارع ولا تتناقض سلباً و نفياً مع الدين،بل هيَ التي تُعتبر نتاج جدلي نقدي للدين،قادرة على التعامل في جعل الحياة الإنسانية أكثر تحرراً وتقدماً من خلال المناهج ووسائل العمل المادية،إن الجوهر الإنساني موجود في كل دين،و مجموعة العقائد الدينية بالرغم من تباينها وتفاوتها فكرياً تهدف جميعها إلى تكريم الإنسان والسمو به،هذه الأديان من خير الإنسان من ومنها من سيره،ومن أكد عليه ضرورة إكمال العقل و إستثمار القوى المادية،وعلى الإطلاق فإن سيد الإشتراكية ماركس لم يكن يعني الدين سلباً عندما قال أنه أفيون الشعوب،بل إنه كان يسعى إلى فصل الدين عن الأجندة البرجوازية المقيتة إبان الثورة الصناعية،بحيث أنه أظهر جشع رأس المال لدرجة أن هذا الأخير لا يتوانى في إستغلال الدين لتنفيذ مشاريعه التي تفرغ الإنسانية من معناها الحقيقي.
بأن المراقب والمحلل الجيد للحراك و التطور التاريخي سيجد حتماً أن الإشتراكية مجرد تربية تاريخية فرضتها بلا وعي مقصود مجموعة ديانات مازالت حضارتها أو تم تطبيقها وممارستها بتخلف مرير .
ومن هنا فإن الذي قام بتجميع_وليس بإنتاج_الإشتراكية تلقى بالدرجة الأولى الانعكاس و الإلهام من هذا الديني المؤثر بقوة في التاريخ .
وإذا إقتربنا أكثر،وخضنا في الحديث داخل أجواء المنطقة وخاصة "المسألة الفلسطينية" ،فإن اليسار يجب أن يعتمد ثمة صيغة مفهومية مغايرة لمفهومه الكلاسيكي الثابت،بحيث يُكون مفهوم ضمن عملية الجدل التاريخي الخاصة به،بمعنى أن الظروف التاريخية المحددة للحالة الفلسطينية يجب أن تكون مساهمة بإيجابياتها في تكوين مفهوم اليسار بقدر ما يسعى هذا الأخير نحو التأثير وتطبيق ما يحمله في طياته من معاني إنسانية راقية في الظروف المحددة.إن الجدل لا يعترف بالوصفات الجاهزة،ولا بالصيغ الثابتة،وهذا يعني بالضرورة أنه لا يرحم _عبر رفضه_الأيدلوجيات مهما كانت درجة نقائها وصدقها التي تهدف من ورائه نحو تحقيق التحرر والعدالة الإنسانية،فالتاريخ بمجموعة أحداثه وتناقضاته الضخمة لا ينطلق من واقع أو قاعدة ثابتة،بل يعتمد بالدرجة الأساسية لمحركه على وقود التناقض و الجدل،ومن هنا فإن أي عقل واعي لتقدم التاريخ لا يقبل أبداً بالإنصياع أو الإنخداع بالأيدلوجيات التي إما تخذل من خلال فهمها خطأ وتطبيقها بفشل ذريع أو تغلق من خلال عدم قدرتها النظرية على مجاراة الحراك التاريخي،علماً أنه لا تطابق على الإطلاق بين ما أعنيه هنا وبين الليبرالية بمعناها الذي يقول أن القوي هو الذي يملي ويتحكم بكم ونوعية التحرر والديمقراطية النقد،بل إن المعنى الرئيسي هو الثابت والمتحول حيث أن الضرورة التي تتمثل في الحاجة إلى التقدم تطالب بوضع محركات ذات قدرة عالية على العمل التجديدي،داخل النظرية،بحيث تعمل هذه المحركات بوقود نقدي ومسترشد بالتناقض والجدل الذاتي والموضوعي،أي أن لا تصبح النظرية سجل يموت فيه كل من يعشقها ويتعامل معها برومانسية مفرطة،ولا تصبح أيضاً سوق شعبية قابلة و مادية لكل شيء،إن النظرية التي لا تصنع التاريخ فقط بل تتحكم به أيضاً هي التي تعتمد الجدل وفي نفس الوقت تتماهى مع منهج"مسألة الأوجه" والذي أدى إلى الإنتشار الناجح في أمريكا اللاتينية هو القدرة الجدلية لمفكري ومُنظري "اليسارية" والماركسية هناك على الخوض المتفاهم في عمق الدين،إنطلاقاً من أن الركيزة الأساسية والمجتمعات الجنوبية هي الدين،وهم خاضوا تلك المغامرة الفكرية بنجاح منقطع النظير وإستطاعوا أن يدمجوا وأن يندمجوا بطريقة أو بأخرى بما يكفل تحقيق المنشود من جهة وعدم تعطيل حاجات المجتمع الطبيعية ربما من خلال التصادم والتنافر مع جذره الأساسي وهو الدين…
وإما المسألة الفلسطينية ،فالغريب في أمرها أنها ناضجة تماماً من حيث الظروف مما يشي بفرصة تاريخية ،والمعطى الأساسي هنا في عدم اقتناص اليسار لها ،هو عدم قدرة ذلك الأخير على تكثيف الحراك الفكري والعملي بما يكفل تحريره هو أولا ومن ثم التوجه نحو إيجاد (لاهوت التحرير)....
إن المسألة ذات الغالبية الريفية ،هي كأي مجتمع آخر له جذور دينية عميقة ولكن بتفاوت ،إذ أن المجتمع المحافظ لا يستمد القدرة على الاستمرار المؤمن وتنظيم حياته في كافة المجالات من الدين فقط ، بل من مجموعة وصفات من العادات والتقاليد ذات الوجهين البالي – الرجعي – والمشرق التقدمي. وهذا ما يعكس للذين يأخذون على عاتقهم التحرر والتحرير انعكاسات ومؤشرات تسهم في إنشاء المنهج القادر على اختراق ذلك النسيج الاجتماعي والتفاهم معه على أساس قاعدة الرفيق (الأسقف)...
إن الحاجة الذاتية اليوم داخل الحالة الفلسطينية هي السعي نحو التفاهم مع جذور المجتمع ومحدداته التاريخية ، وإما الحاجة الموضوعية الأهم لبلورة اليسار التقدمي والتحرري هي (لاهوت التحرير) الذي يمكن إعداده من خلال انعكاسات تنبعث من هجمة رأس مالية بكل أوجهها على الشرق خاصةً للغالبية المسلمة ، بالتالي إن لاهوت التحرير هو نتاج ردة فعل أو خيبة أمل من الواقع المتخاذل من جهة ، لثقافة ذات جوهر أنساني أصيل ، ثم التشويش عليها وحبسها من خلال ممارسات خاطئة ذات طبيعة شوفينية .....
إن قاعدة الرفيق(الأسقف)ليست وصفة ميكيافيللية جاهزة للتطبيق ، بل هي التعبير التقدمي للتقنية العالية بمعناها الفكري داخل (اليسار اللاتيني)
إذن... على ماذا يعتمد نجاح هذه القاعدة في المسالة الفلسطينية ، و إذا كان يعتمد على اليسار فبأي معنى يكون ذلك ؟؟؟؟؟
إن اليسار يجب أولا وثانياً ثم إن يتوحد ثالثاً و أخيراً ، والتحرر هنا يعني معالجة الأخطاء لا تفاديها ، من ناحية جذرية التي يعبر عنها الفيلسوف الراحل (كارل بوبر) في كتابه أسطورة الإطار ص 45 ...
(أن نتخلص من النظرية الرديئة الصلاحية قبل أن يجعلنا تبنينا إياها غير صالحين لحين البقاء....
بنقدنا لنظرياتنا نستطيع أن نجعلها تموت بدلاً منا)
والأجدى باليسار الفلسطيني الذي أجحف بحق مرجعياته النظرية هو القدرة على التفهم العميق والتطويع بحيث تصبح النظرية كما يعبر عنها المفكر السوري فراس السواح في كتابه الأسطورة والمعنى ص26 ...(النظرية المفتوحة على الضحد تقدم إرشادات من اجل الممارسة وهذه الإرشادات إما إن تقودك للتثبت من النظرية أو لدحضها )
ان ماركس بفكره الأصيل لم يكن مغلقاً ، بل ماركسية ما بعد ماركس باتت نظرية مغلقة ومقيتة لم يحاول فتحها وإرجاعها إلى وعيها سوى بعد المفكرين الذين اتهموا بالهرطقة والتحريف .
وفي ظل الهجمة الرأسمالية الجشعة حتى الأديان لم تسلم ،وفي ظل هذا كله لا يوجد حتى الآن فكر تجديدي او علاقة واعية قادرة على إيجاد الحلف الذي يتطلبه التاريخ مابين التاريخ والنتاج التاريخي للدين اليوم اليسار يجب إن يعتمد بالدرجة الأساسية آلية ...(من يسار حسب قوته وتحرره الى مجتمع حسب منفعة وجهلة).....
والموجود الآن بكل أسف هو كم هائل من الرجعية والظلام............

الأسير:باسم الخندقجي
عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني
سجن جلبوع المركزي
الحكم مدى الحياة



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تحتضر الإنسانية
- نحو ابتكار المثقف الحلقة الثانية
- نحو ابتكار المثقف العلاقة ما بين الثقافة والمثقف الحلقة ا ...
- أوراق يسارية ... وعي بلا جسد
- ايدلوجية المأساة
- استحداث شيء مبتكر للقضية
- ثمة إنسانية … .؟.
- من الأسرى إلى الأسرى
- من داخل قضبان سجن الظلم جلبوع
- مجلس حكم انتقالي ذات دولة محدودة القدرات
- بحاجةٍ لمحطةٍ وجودية
- الى رفاق حزب الشعب الفلسطيني ... بمناسبة المؤتمر الرابع
- كلمات من وطن
- حين فقد قمري الذاكرة
- فقدان مُعَلْوَم للذاكرة
- من أحلامه ...
- إلى سادة الضياع - جرح الوطن -
- لا صيف و لا شتاء
- حشرات متآمرة
- هكذا تحضر الإنسانية أسير قديم


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باسم الخندقجي - اليسار و لاهوت التحرير