أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - خارج نيسان والمكان














المزيد.....

خارج نيسان والمكان


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2467 - 2008 / 11 / 16 - 10:29
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


صباح نيساني..سأقول عنه :
جميل وغيمه متناسق بمودة مع الدفء ..والمشهد ألوانه في مثل هذه الساعة حقيقية وطبيعية..وأنا رائع..أرشف قهوتي التركية بلذة تذكرني بشغفٍ عابر أصابني في البلدة العتيقة ذات الجبليْن..
صباح نيسان:شرفة في الذاكرة..و ورد وفل وياسمين..وأصوات منبعثة من سوق قديم..ثم سيجارة تتفق بصراحة مع سيجارتي التي لا تحبذ السكر بالرغم من ملاحظة على المغلف تقول:أضف ملعقة سكر بعد تلقيم الماء الساخن بمعلقتي قهوة –
مرة أخرى صباح نيساني سأقول عنه:
تتململ الكلمات بعد ليلة كتابة طويلة الصفحات...وتنادي بموسيقى فيروزية"أرتشف قهوتك بسرعة وتعال لأنني لم أصل بعد إلى ذروتك ألا تعلم أن نيسان هو شهر شبق الكلمات؟!
في هذا الصباح أُداعب أوراق الجوري وأُراقب طفولة الياسمين التي تسعى ببراءة إلى تقليد الورد..ومن شرفتي أنظر إلى بعض مدينتي..هل هي مدينتي بالفعل؟-بعد أن كان هذا السؤال يهجم علي في الليل ها هوَ يَهجم علي حين الصباح :-
أنه الصباح..حمام يتأرجح ما بين مياه ساخنة وباردة ولكنها ليست دافئة ربما لا يوجد رمز لوصف حمامي هذا .. فتهتاج كلمة قائلة"لستُ رمزاً أنا إلهه على عجلٍ..أخلقُ الأسطورة بلا إختزال..بلا إيمان لحوح متطفل..إعشقني تنالني في نيسان"
أٌنهي حمام الصباح بدندنات لفيروز تارة ولأم كلثوم تارة أخرى..وربما أيضاً فرانك سيناترا!!
ولكن مع القهوة والسيجارة فقط صوت فيروز التي لا تستحقها الأرض..ويا فيروز أرجوك لا تموتي الآن ..
أنه الصباح..جارتي إمرأة مجنونة تُعلن وتُكشف عن تفاصيل وأحداث ليلها المختل على حبل غسيلها لكي تثبت لي أنني الخاسر..فأبتسم وأعود إلى صحيفتي وهي عبرية بنت عبرية،..ثمة أخبار مزعجة عن ذلك الوطن المختل الذي بات يقتل فيه الأحلام المشروعة..ولكن هذه الجريدة..ربما حبرها من النوع الحنون الكريم الذي يُحب أن يمنح كل من يُصافحه تذكاراً أسود منه..
أعود للحظة فقط من طقس الكتابة لأشاهد ما حولي ... فلا أرى سوى زنزانة و أحلام أسيرة ... فأعود مجددا إلى سيجارتي وقهوتي ...
إنه صباح نسياني ... روعته تتجلى في قطر الندى على جسد وردة تعشق على مهل ما يتناسب وحلمها الشذى ... الآن ... كم هي قهوتي لذيذة الرشفة الأولى هي الألذ دوما .... إذ هي التي تبدأ ترتيب البرنامج اليومي ... وتقوم بتنسيق مواعيدي في مكتب الذاكرة ... وتنبهني _ تلك مهمتا الأساسية _
ثم تنادي الرشفة الثانية سيجارة على عجل لكي تساعدها على تعزيز الوهم ... والسيجارة من ماركة ( مارلبورو ) حتى أساهم قي حرق الإمبريالية بشكل أسرع واشد فتكا وهلاكا ...
وأما بعد أن كافئني نسيان بطقس صباحي رائع ... أصبح ( ألان ) يتطلب حلما ... أبدأ بتذكر حلم الليل ... فأقلق وأنزعج لأنني لم أعد أقدر كما في السابق على مراجعة أحلامي بسرعة _ ماذا يعني السابق ؟
أتذكر شذرة بعد رشفة قهوة ... ولكنها ليست كافية ... ربما حلمت بأنني معتقل يقع في مكان سحيق .. لا .. لا ...
إنه صباح نيساني ... بأناقة أستقبل تفاصيله العذبة ... وأنظر إلى السماء فأحصي سبع غيمات فوقي فقط ... وأنتشي أكثر مع موسيقى العصافير المنسجمة تماما مع صوت فيروز _ والشمس أيضا هذا الصباح تعرض علي صداقتها بعد عداوة طال ليلها ... فأقبل العرض بقهوة تركية لذيذة تخلص لها سيجارة في نعمة الطقس .. ثم .. أعود رغما عني إلى ما أنا فيه وليس في ... إنه سجن ... ولكني أصر على إنهاء طقسي الصباحي هذا على ورق ...
في نيسان ... حيث الصباح امرأة أسطورية الجمال تستحم بالشمس بصحبة الغناء والموسيقى العفوية ... أعد بفرح طقسي الصباحي ... ما أن يكتمل حتى اشعر أنني وصلت إلى أعلى مراحل النقصان لأتذكر حلمي :
لقد حلمت بأنني شجرة تنثر على العاشقين أوراقها ...



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يخذلني الورد..
- إلى أكلة أحلام الوطن
- شذرات صباحية
- ... إلى محمود درويش ...
- الحلم و الزيف الأنيق ....
- نحو ابتكار المثقف مرة اخرى
- الى روح الشهيد « محمود درويش
- اليسار و لاهوت التحرير
- هكذا تحتضر الإنسانية
- نحو ابتكار المثقف الحلقة الثانية
- نحو ابتكار المثقف العلاقة ما بين الثقافة والمثقف الحلقة ا ...
- أوراق يسارية ... وعي بلا جسد
- ايدلوجية المأساة
- استحداث شيء مبتكر للقضية
- ثمة إنسانية … .؟.
- من الأسرى إلى الأسرى
- من داخل قضبان سجن الظلم جلبوع
- مجلس حكم انتقالي ذات دولة محدودة القدرات
- بحاجةٍ لمحطةٍ وجودية
- الى رفاق حزب الشعب الفلسطيني ... بمناسبة المؤتمر الرابع


المزيد.....




- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - باسم الخندقجي - خارج نيسان والمكان