أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - يخذلني الورد..














المزيد.....

يخذلني الورد..


باسم الخندقجي

الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 01:40
المحور: الادب والفن
    


في المنفى الحديدي..بحثت عن كلمة كي تولد من جديد عن نصٍ قد يرتاح فيه قلبك المرهق من شدة الوطن..يا أنت..الذي يرتجف..لا أحد سواك يتعثر ويقع من شدة البرد و الهوامش البيضاء المتكدسة في وجهك ..
ها هو ذا البياض شاسعاً ماكراً..يضغط عليك يُساومك..يسخر منك كي ترضخ له عبر تبنيك لمنهج الهوامش حتى تكف عن مضايقته بكلمات لا معنى لها في زمن لا معنى له ولم يكن معنا يوماً !
في منفاك يخذلك الورد بإنحناءات لا تليق بوطن..لدرجة أن حلمك بات يفكر ملياً بطلب اللجوء النهائي من السماء..لربما كانت أسمى من أرض لم تعد تعرف أرضها وما يجري فوقها سوا سوى صدفة أو مساومة !
ما المعنى ؟
ترفض الهامش وتبتسم..يذوي عمرك فتبتسم وتقول مقولة أبدية "لهيجيل":الجبال الراسخة التي لا تفنى ليست أسمى من الزهرة التي تذوي بسرعة عندما تتبخر حياتها في أريج العطور " تطمئن أمك و تؤكد لها صحة دعواتها التي تطالب بعودتك إلها طفلاً كما كنت على الأقل وتبتسم..ولكن عندما يخذلك الورد تبكي وتبكي والدمع لا تراه بل تشعر به وهو يحفر أخاديداً أخاديد في مكب ينبض وطناً عله يكون مثواك الأخير..
ما المعنى ؟ تتوقف عن التساؤل وتصرخ مندهشاً :
"إذ كنت قد خسرتِ كل شيء فأنا كل شيء" يا من رضيت بكل شيء سوى أن يخذلك الورد..ها أنت في حياة البرد هذه تدافع عن حلم تسعى الغربة إلى إقتناصه بقهقهات عارية من الإنسانية..
وغربة تسعى إلى فقي عينيك لكي لا تلاحظ ولا تشاهد أولئك الذين يضربون الوطن على رأسه بدناءة وغدر كي يفقد ذاكرته..هل فقدنا الذاكرة؟
تبحث عن كلمات..تزيل أكوام التواطؤ والخيبة والتخبط..تنتفض..تعثر على كلمة هي "وطن" تداعبها..تقبلها..تهمس بأذنها"حبيبتي لا ينقصني سوى أنتِ..لديني ألدكِ حبيبتي" من شدة حزنك وصمتك وعشقك والمخذول تُصاب بضربه كلمات ترديك على صفحات بيضاء خالية من الحميمة..تتململ..ترتجف..على مشارف هاوية أنت تتمسك بالسطور..تتسلقها سطراً سطراً لكي تنجو من هذا الفراغ الأبيض..تقع تتشبث بالسطر الأخير..تستجمع كل قواك..تتسلق مجدداً..بصبر..بلوعة..بجرح..تجفف من الدمع..من الحبر.من عرق يدك..خفيفاً تصل إلى قمة الصفحة تضع عنوانك"يخذلني الورد"هكذا دون أدنى تردد..ثم تقفز عن الصفحة صوب السماء حيث الغيم مزدان بالكلمات والحنين..تبتهل"مطر..مطر مفعم بالكلام..بالموسيقى البدائية حيث لا إيقاع آدمي ولا دماء..حيث لا فواصل لا نقاط..المطر هو النغم هو الكلام" في الأعالي أنت..ولكن بعد قليل ستقترب من أرض الحزن والخراب..إحتضن الكلمات إتحد بها..لتهبط خفيفاً..ناعماً..دون أدنى ألم..ترقص مع وحدك بقلبٍ يقطر كلمات وموسيقى..ثم على جذع شجرة عتيقة تستند لتبدأ بالمطر كتابة المعاني:
هذه الأرض..أرض لا أقل و لا أكثر والسماء كذلك أيضاً..ولكن الكلمات ليست مجرد كلمات نتفوه بها ونكبتها ونعثر عليها..إنها المعنى الحقيقي للإنسانية إذ أنها إما تكون جنة للإنسان أو جهنمه..قوته أو ضعفه..هزيمته أو إنتصاره و........

يخذلني الورد والعشق المخذول قوة المقهورين وقوت التمرد للتغيير..



#باسم_الخندقجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أكلة أحلام الوطن
- شذرات صباحية
- ... إلى محمود درويش ...
- الحلم و الزيف الأنيق ....
- نحو ابتكار المثقف مرة اخرى
- الى روح الشهيد « محمود درويش
- اليسار و لاهوت التحرير
- هكذا تحتضر الإنسانية
- نحو ابتكار المثقف الحلقة الثانية
- نحو ابتكار المثقف العلاقة ما بين الثقافة والمثقف الحلقة ا ...
- أوراق يسارية ... وعي بلا جسد
- ايدلوجية المأساة
- استحداث شيء مبتكر للقضية
- ثمة إنسانية … .؟.
- من الأسرى إلى الأسرى
- من داخل قضبان سجن الظلم جلبوع
- مجلس حكم انتقالي ذات دولة محدودة القدرات
- بحاجةٍ لمحطةٍ وجودية
- الى رفاق حزب الشعب الفلسطيني ... بمناسبة المؤتمر الرابع
- كلمات من وطن


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - باسم الخندقجي - يخذلني الورد..