أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام الاعرجي - الشيوعي فكتور ... من اوجاع الذاكرة















المزيد.....

الشيوعي فكتور ... من اوجاع الذاكرة


سلام الاعرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ذاكرة الانسان خزين صوري , وهي بكل تاكيد لايمكن ان تكون صورا حسية بل هي سيل من الاشارات التي يتعين عليها ان تكون عامة ومشتركة لفئة معينة من الظواهر اذ ذاك تغدو المعلومات التي تحملها ابعد من ان تكون صورا حسية , بل فكرة تعكس ما هو عام اي انها ترقى الى مستوى الكلمة المعبرة عن الفكرة او كما يقول ( لينين )(كل كلمة تعمم ) , ومع تنامي الوعي الذاتي والموضوعي , الحضوري والمكتسب , ستستحيل الاشارة الى منظومة فكرية متحركة من الثابت الى المتعدد المعنياتي , المهم كثيرة هي الاشارات التي توفرت عليها ذاكرتي واستحالت الى كلمات معممة ولا ادري لماذا اعيش معها ؟ استعذبها حينا , اعيد قرائتها المرة تلو الاخرى . تزدحم الصور تتكاثف تمتد مثل طريق مزدحم سرعان ما يتصحر ,أنمو و ينمو وعي ! وتزداد تساؤلاتي والاجابات محض افتراض , فجر يوم قاس البرودة , شباطي الملامح والقسمات , طفلا كنت وكنت ارغب في افراغ مثانتي , كعادتي أسرعت الى شباك الغرفة التي تحتويني أنا واخوتي الاربعة وابي وامي , وكنت امني نفسي بمشاهدة الضياء الاول لفجر يوم جديد كيما اثقل على ابي مرافقتي الى الحمام . من النافذة كنت المح شخصا في حديقة الدار يجلس القرفصاء ويدخن , مات بداخلي كل شيء اضطرب جسدي وقبله عقلي , انه الخوف , زحفت مثل السلاب وسطوت على ابي وانا اهمس : ابي انهض ان ثمة ( حرامي ) في حديقة الدار .. هب ابي من مضجعه وكانه لم ينم ! رصد الحرامي جيدا وقال لي لاتخف يا ولدي انه الاستاذ ( فكتور ) صديقا لخالك ( عزيز ) يعني ( خطار ) - كذب علي ابي , بعيد سنين وسنين اكتشفت ان ابي يكذب - وقال لي : ماالذي ايقضك ؟ قلت اريد التبول , رافقني والدي الى فناء الدار الشرقية المكشوفة , ونادى بصوت يوشك او يكاد ان يسمع : ها فكتور هل جافاك النوم ؟ نعم ياسهم ! انه يقول لأبي نعم ياسهم ! ولكن ابي ينادى بالسيد مهدي ؟ ثانية كان ابي يكذب !؟ لم اكن اتبين ملامحه جيدا مد يده نحوي ربت على كتفي برفق وهو يقول ومن هذا البطل وما خطبه ؟ اجاب ابي انه سلام ولدي ألبكر وهو يروم قضاء حاجة , قال فكتور : ما اجمل اسمك ياعزيزي , وكم اتمنى ان يكون سلام في مامن منهم , وانا كذلك رد ابي الذي اقترح ان يشربا الشاي معا فلا وقت الى النوم ! ذلك ان الساعة تنذر بوجوب التحاقه بالعمل , انها السادسة صباحا ويتعين عليه ان يكون في باص مصلحة نقل الركاب المتوجه الى مدينة الحلة في تمام الساعة السابعة وكان والدي من ( الجبات ) في مصلحة نقل الركاب , مع اقداح الشاي كنت استمع الى حديثهما : اسمع ياسهم هكذا قال ( فكتور ) لأبي , في باب المشهد بمدينة الحلة سيتصل بك رجل متنكر بزي قروي و سيقول لك . ( عمي من وين الطريق لبغداد ) قل له ياطريق , سيقول لك ( ليش كم طريق عدكم ) فقل له اسال ابو ماجد , سيقول لك انا ابو ماجد , عندها قل له الاشارة وصلت ومن تسالون عنهم في (عكد الاكراد ) تم اعتقالهم وكانو جميعا جرحى وتأكدت من انهم استشهدو على يد المدعو ( احمد العزاوي حرس قومي و الملقب ابن ابو الجبن ) , واكمل ( فكتور ) حديثه قائلا : كما اريد ان تؤكد له ان الرفيق (محمد صالح العبلي ) وبعد ثلاثة ايام من مقاومة الفاشست في حي الاكراد ببغداد امرنا بالتفرق طالبا لنا التخفي وعدم الافشاء بايما سر ولو ببنت شفة ان نحن وقعنا بيد الفاشست . في صبيحة اليوم التالي كانت لميعة بنت السيد جواد البقال , الملقب ابو النفع , تقول لجدتي خذيني الى حجرته , هناك المزيد من الانباء و عليه ان يطلع عليها ليتدبر امره رافقتها حدتي الى ( فكتور ) وخناك دار الحديث على الوفق الآتي
- مرحبا انا الرابطية لميعة .
- اهلا رفيقتي انا فكتور هل من اخبار ؟
- لاتعول على عزيز , لقد اعتقل في مصلحة التمور في الحلة وهو يقاوم , كما ان جودي النداف تم اعتقاله من قبل عصابة عفلقية يقودها شخص يدعى ( ويوي ) قاتله اولاد الدباغ ( هادي وسالم وفاضل ) وحررو من قبضته وعصابته العديد من الرفاق العزل في منطقة العمارة والحويش ولما نفذ عتادهم قررو الانسحاب وكان النداف أسير العفالقة الا انه مثقلا بالجراح .
- ما العمل ايتها الرفيقة : قالها الرفيق ( فكتور ) وهو رابط الجئش مبتسما ؟
- العمل ايها الرفيق , ان لاتقع بايديهم . وبما انك تتوفر على المزيد من المعلومات عن اوكار التخفي للحزب فمن الواجب ان تتصرف بحكمة .
- ان اموت مثلا وانا كاتم لكل الاسرار ؟
- ان استطعت ! لكي تبقي على حياة الكثير الكثير من الرفاق .
- انا مستعد وبكل سرور , ولكن هل ثمة منفذ آخر ؟
- نعم هكذا اجابت لميعة بنت السيد جواد الرفيقة الرابطية واردفت , ان تحفظ طريقك الى طارات النجف جيدا وطارات النجف منطقة تلال صخرية معقدة بعض الشيء في بحر النجف ويتطلب الوصول اليها قرابة النصف ساعة من بيتنا في خان الخضار , والخطة ستكون على الوفق الآتي بما انهم لايداهمو البيوت الا عند حلول المساء , فان الرفيق ابو علي - حسين / من تنظيمات العمال - الذي يحرس وجودك سيقوم باطلاق النار على محولة الكهرباء ليجعل كل شيء غاية في العتمة وما عليك سوى ان تتلمس طريقك من دار الى دار وكلها مؤمنة , سيلتقيك الرفيق ابو علي عند باب منزل الروزخزن ابونزار حبيب الاعرجي . سترافقه حتى يسلمك الى الرفيق ( ح . س ) في منطقة طارات النجف ومنها ستغادران الى اهوار الشامية هل لديك اسئلة او اعتراض ربما ؟ هكذا قالت لميعة الرابطية عظيمة الجسد صبوحة الوجه .
- نعم انا لايمكن ان اوافق على اطلاق النار على محولة الكهرباء ,, لايمكن ان اخرب شيأ بنيناه كما اني لايمكن ان اطلق النار واتسبب في افزاع الآخرين , يكفي الناس ماذاقت من رعب وخوف على يد الانقلابيين , وتذكري ايتها الرفيقة ان ثمة المزيد من الاطفال في الحي ولا رغبة لي باخافتهم , اقترح ان يقوم الرفيق ابو علي باطفاء محولة الكهرباء من عتلة الاطفاء وان كنت لا اعلم كيف سيتم ذلك ولكن يجب ان يتدبر امره , وسالتقيه بعدها بمعرفتي .
- حسنا لك ماتريد تعانقا كما لو كانا اخوان وانهمرت دموع جدتي فيما دونت ذاكرتي كل شيء دون ان يدركوا ما اختزنت وما اختزلت من ذكريات . كنت اتابع حركة الشمس بخوف وريبة , انه الغروب اكد ذلك مؤذن الجامع وكان صوته قد فقد بريقه فيما اختفى دعائه بقبول العبادات والطاعات ,ولكن لماذا لم تخرج الناس كعادتها الى الشوارع لتشاهد ( هلال العيد ) ؟ بل لماذا بدت لي السماء في تلك الليلة اكثر عتمة وسوادا وحلكة ؟ ولماذا تاخر ابي كل هذا الوقت ؟ ولماذا تحاول امي اخفاء دموعها ؟ ولماذا لااذهب الى ( فكتور ) واساله عن مصير ابي والمزيد من التساؤلات التي تستبيح كياني ؟ صر صوت الباب معلنا ان شخصا ما قد دخل , هربت صوت الباب يرافقني خوفي وفزعي و اخوتي وكنا جميعا نهتف ( اجه ابوية ) الا ان ابي لم ياتي , هذا جدي الذي جاء يا ( بيبي جواهر ) لقد جاء السيد , هكذا كنا نناديه , وضع السيد عمته جانبا وهو يقول لجدتي
- قد يفتى بنهاية شهرمضان الليلة ويكون يوم غد الاول من ايام العيد , عدي طعام سحوري حتى انتهي من الصلاة وساسئل الله ان يحمينا من طغاة العصر هكذا قال جدي لزوجته المدعوة ( جواهر ) تلك السيدة التي لقبتها نساء الطرف بالمعيدية , كان السيد في موضع السجود ساعة اقتلع باب البيت من مكانه فيما تدفق الى باحة الدار حشد من النكرات يسهل التعرف عليها , احدهم قال انا ( محمد عمار ) والذين معي رجال من الحرس القومي, نريد اعتقال المدعو فكتور ومن معه ؟ قال جدي الساجد في محرابه استغفر الله , انهال عليه ( محمد عمار ) بالضرب وانتشر النازيون في كل مكان يبحثون عن المدعو فكتور , وفكتور كان في طريقه الى مكان حدد له بدقة .
ما اسمك ؟ هكذا كان سالني صبيحة ذلك اليوم فاقول ضاحكا , اسمي سلام , يبتسم ويقول , ان اباك ذكيا جدا لقد صنع لك اسما جميلا , ولم اكن افقه ما يقول , يبعد عني مسدسه فقير العتاد ويقول ان حرف السين من أسمك مشتق من سلام عادل , وحرف اللام من لنين وحرف الالف من انجلز
اما حرف الميم فقد اشتق من ماركس , وآمل ان تكون امتدادا لسلام . لم ولن يمر يوما علي الا وانا استفهم من والدي عن تلك الرموز والاشارات , ولم ابلغ الاشارة التي اتمنى !!؟
سقط النظام , وانفردت بابي سرمد مسؤل محلية النجف ,وكان اجابني عن بعض من تلك التساؤلات قائلا : لميعة كانت رفيقة لنا و( ح.س) قد يكون حسين سلطان , وسهم ربما كان الاسم الحركي لوالدك , و( ن. ح ) قد يكون الاسم الحركي لنزار الاعرجي خالك الذي استشهد مع حسن السريع وكنت اود ان اقول لك ان اباك لم يكن يكذب بل كان يجتهد في اخفاء رفاقه صونا لسلامتهم ... اذا كان ابي ذكيا . وكنت احمل اجمل الاسماء وكان رفاق ابي في طريقهم الى وطن حر وشعب سعيد غير آبهين بمصائرهم طالما انها تفضي الى ذات الغاية النبيلة , ربت الرفيق ابو سرمد على كتفي وهو يقول : لقد حان موعد اجتماع خلية ( علي العذاري ) وانا مكلف بالاشراف الليلة كان الرفيق ( حمودي السلامي ) يجتهد في تعريف الفاشست وكنت في سري اقلب وجوه الذين غادروني من عائلتي منقوصة اعمارهم لا لشيء الا لأنهم شيوعيون .



#سلام_الاعرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزاب الاسلام السياسي العراقي وثورة آذار المصادرة
- الجزء الثامن من حوار افتراضي في المسرح بين المخرج والمتلقي / ...
- المسرح الديالكتيكي ... ج8 من الحوار الافتراضي بين المخرج وال ...
- 25 شباط فبراير ما له ؟ وما عليه ؟
- مفهوم الدراما ( ج7 ) من الحوار الافتراضي بين المخرج والمتلقي ...
- الشيوعي العراقي وانقلاب 8 شباط الاسود
- الأنشاء الصوري في المسرح العراقي ... الديالكتيك والتنوع
- عوني كرومي مسرح الديالكتيك وديالكتيك المسرح
- الجزء السادس من حوار افتراضي في المسرح بين المخرج والمتلقي
- آليات انتاج الصورة في خطاب العرض المسرحي العراقي بين الديالك ...
- الجزء الخامس ... حوار افتراضي في المسرح بين المخرج والمتلقي
- الجزء الرابع من حوارية افتراضية في المسرح بين المخرج والمتلق ...
- مقر محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي يتعرض لأعتداء غاشم
- الجزء الثالث من حوار افتراضي في المسرح بين المخرج والمتلقي
- حوار أفتراضي في المسرح بين المخرج والمتلقي .... ج 2
- حواربين آليات الاخراج المسرحي والتلقي !!!!!
- الحكومة التركية وحتمية الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي دستوريا
- مسرحية الهولندي الجديد : صورة الوجود الانساني المغترب
- النقد بين جلد الذات و تهميش الاخر......ضوء على احتفالية رابط ...


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام الاعرجي - الشيوعي فكتور ... من اوجاع الذاكرة