غياب قمراً من أقمار مدينتي الديوانية.. الشهيد كريم حميد عبد الزهرة

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 22:39
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

غياب قمراً من أقمار مدينتي الديوانية.. الشهيد كريم حميد عبد الزهرة

بابل- نبيل عبد الأمير الربيعي

يقول راجنيتشي:( في اللحظة التي يولد فيها الطفل تولد أمه أيضاً . فمن قبله لم يكن لها وجود أبداً , المرأه التي فيها طبعاً موجودة , ولكن ليس الأم .... الأم المولودة هي إنسان مختلف بالكامل .)
تربي الأم وتسهر الليالي وتحتضن وليدها من حر وبرد وجوع وعوز لينشأ شاب يخدم وطنه وعائلتة, ولكن ماكنة الدكتاتور البشرية للوطنيين من الشباب اليساري بالمرصاد رهبتاً من الفكر التقدمي الذي يحمل من قبل هذة الشبيبة الذي ترنوا لمستقبل بلدها.كان مبين السباب الواعي الذي يحمل مشعل الأفكار التقدمية الماركسية , شاب في عنفوان الشباب بخلق النهج التقدمي , الذي تربى في عائلة تحمل ذلك الفكر النير هو الشهيد( كريم حميد عبد الزهرة).
كان لولادة أول ولد للمربي الفاضل (حميد عبد الزهرة) هي فرحة لعائلة تنتظر البن بعد ثلاثة بنات عام 1958 , تعلم حب الوطن والحنان من عائلة ميولها للوطن والدفاع عن مقدساته.
أكمل الشهيد(كريم حميد عبد الزهرة) الابتدائية في مدرسة الجمهورية ثم الثانوية في الاعدادية المركزية وقد تخرج من معهد الادارة/ الرصافة عام 1977 فرع ادارة المخازن , وبعد اكمال الخدمة الالزامية تم تعيينه كأمين لمخازن الحديد والخشب في مدينة الديوانية , ولكن لسوء طالعه وبعد فسخ اتفاق الجبه الوطنية بين الحزب الحاكم والحزب الشيوعي العراقي, كان يتعامل كأمين مخزن مع مقاولين لبناء العقارات لا يعرفون الرحمة والانسانية , مما استدعى الى الضغوط علية لتزويدهم بحصص اكثر مما هو مخصص لهم من مادة الحديد والخشب إلا أن وطنيته وحرصه أبت نفسه أن يتجاوز تعليمات دائرته كشيوعي يؤمن بالألتزام والنزاهة وحب العمل , مما استدعى أحد ضعاف النفوس من مقاولي الديوانية المعروفين لتعطشهم للمادة والفتك بالآخرين المدعو(...... الحاج علي) الى تبليغ الحزب المنحل وأمن الديوانية حسب علاقاته الشخصية بأن أمين المخزن ( كريم حميد عبد الزهرة) شيوعي وله تنظيم ومن عائلة شيوعية معرفه لولائها لأفكار يسارية, على هذا البلاغ اعتقل الشهيد كريم حميد عبد الزهرة وأعدم , وقد عرفت هذة المعلومات عن المبلغ عنه من خلال زملائه في العمل.
يذكر زميل دراستة الرفيق حسين توفيق( أبو ضي) دور ونشاط الشهيد في معهد الادارة في بغداد ومسؤوليتة للاتحاد الطلبة العام ومجابهتة مع اعضاء الاتحاد الوطني للطلبة التابع للحزب المنحل والمضايقات التي كان يتعرض لها وحرصة الشديد على مواعيد الاجتماعات وتمسكه بمباديء حزبه واخلاصه وتأثيره في التجمعات الطلابية في معهد الادارة, وفي بعض الاحيان نية بعض الطلبة المنتمين لحزب البعث التعرض له بالضرب الا انه بدبلومسيتة يتخلص من هذه المواقف.
يذكره الرفيق حسين توفيق بكل ألم وحزن ولوعه , ويكتفي بذرف دمعه على صديق عزيز علية وعلى قلب اصدقائه وامه المتلوعة بفراقة ووالدة المرحوم الذي لا يغيب اسمه عن ذاكرته .
ايها الشهيد العزيز في ذاكرتنا كل اعتقادنا انك حي, ونعلم علم اليقين انك كنت تحمل رايه وضاءه تنير بها طريق الحرية لشعبك , والشهداء هم قناديل ترعب جلاديك وقتلتك ممن تتشبث وحشيتهم بظلمة الجريمة ... ستبفى اجراس روحك الطاهره برحيلك تفجعنا وتقرع حزناً علينا ونحن نجّل ذكراك , ولذكراك نكون حافظين.
لقد ورثت ربيعاً متدفقاً وأخذت معك الأسرار والرغبات , وأبقيت لنا ولعائلتك لوعة التذكر.. ورثت ربيعاً متدفقاً في روحك العاشقة للحزب ومبادئه وكانت آمالك أفقاً تتطلع إليه ونحن نغذ المسير على الدرب الذي أخترت. تلك اذن نافذتك مفتوحتاً دوماً , في قبرك الطاهر لتشعل الشموع لميلادك هو ميلاد حزبك , حتى تغمر شمسك كل التواقين الى الحقيقة والغد المشرق الوضاء , هي مرآت روحك فيها نرى رهافة حسك ونقاء صوتك وسريرتك وعدالة أسئلتك.
وأخيراً أقول........ سلاماً عليك يا شقيق الروح ... لقد سلمت رايتك لرفاقك الآخرين وعلى الدرب سائرين..
سلاماً على الشهداء والمناظلين من أجل حرية الوطن وسعادة الانسان ... انتم شمس هذا الوطن وحملة أحلام شعبه في غد مشرق لوطن حر وشعب سعيد وبهم تتغنى الأيام

#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل