أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - المغني والشاعر والمعلم فيكتور جارا















المزيد.....

المغني والشاعر والمعلم فيكتور جارا


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 11:59
المحور: الادب والفن
    


كان هدف الطغاة الأنقلابيين المناضل فيكتور جارا, الذي ربح السموّ والخلد في التأريخ فقد قال الشاعر
معين بسيسو(فأن كان الموت قادم لا محالة فكيف لا نموت بلا قضية) فيكتور جارا ذلك البطل الذي أرقّ
الطغاة فمزقوا أصابعه كي يكف عن العزف والغناء ثم تسللوا الى حسده , ثم القّوه في أزقة سانتياغوا الدامية لتحتضنه تشيلي.وقال الكاتب العراقي فاضل العزاوي:(لاتصبح الضحيه ضحية الا لأعتقادها بأن
دمها يسكب من أجل الحقيقة , ولا يصبح الجلاد جلاد الا لايمانه بأن سياطه تقود البغال التي تجـــــــر
عربة التأريخ).
ولد المغني فيكتور جارا في (لوكينا-تشيلي) يوم سبتمبر 1932 , هذه البلدة الصغيرة التي تقع خارج
سانتياغوا ,لوالد فقير أمي ومعدم ترك عائلته وهاجر ليعمل مزارع في ريف سانتياغوا,وما كان للصبي
فيكتور جارا الا الاحتضان من قبل أمه آماندا؟التي عملت في وظائف شتى لكسب المال للأسرة ,لكن
نظرتها المتفأئلة للحياة أعطى قوة للأسرة ,ولها جزءا" هاما في حياة فيكتور جارا, فقد غنت لة فـــــي
طفولتة التي أثرّ على روحيتة فيكتور جارا ولكن رحيلها عن الحياة وهو في عمر الخامسة عشر قد أثر
في نفسيته ,تلك الأم الشجاعة التي علمت نفسها القراءة والكتابة والذي يدين لها جارا بالكثير فقد أصرتعلى الكدّح والعمل لتعيل صغارهاوتضمن حصولهم على التعليم الجيد, وقد سمي جارا أبنته بأسمها
وغنى لها من أجمل أغانيه.
لقد درس فيكتور جارا العزف على الغيتار وغنى الأغاني الشعبية التقليدية في مقاهي تشيلي ثم عكف على دراسة المحاسبة في أحد معاهدها بعد الثانوية ثم درس التمثيل في كلية الفنون المسرحية
في جامعة تشيلي وقد شارك في العديد من العروض المسرحية والغناء ودراسة الموسيقى الشعبية وأخرج العدبد من المسرحيات التي حظيت بالنجاح في سانتياغوا العاصمة , لكن في عام 1966 بدأ
المشاركة في العمل السياسي في تشيلي.
في علم 1970 غادر حياة المسرح للتفرغ للعمل السياسي لصالح الشعب التشيلي من خلال أغانيه
الثورية والعمل في صفوف الجبهة الشعبية التي ضمت الأحزاب اليسارية ونجحت في ايصال مرشحها
سلفادور اليّندي الى سدة الحكم.





لقد حمل فيكتور جارا هموم شعبة ووطنة كله في غيتارة ليغني للتحرير والحرية والسلام ولأحلام تشيلي الجميلة ودفاعة عن الفقراء والمحرومين وبنشد للطفولة والجمال والتضامن مع الشعوب.
كان لديه حب كبير للشعب والعمل الجاد من المدن الصغيرة والقرى وحبه لبلاده وهجومه على
الظلم والفظائع السياسية , واعرابة عن الاعتقاد في فلسفة الشيوعية الذي من أهدافها تحسين حياة
الفقراء والمحرومين.
لقد دعم بأغانية سلطة سلفادور اليّندي عام 1973 الذي كان جزء من حزب الوحدة الشعبية وهو
فرع للحزب الشيوعي التشيلي , وقد أحب شعب تشيلي الرئيس اليّندي حبا"عظيما" الذي من منجزاته
التوسع في مجال التعليم ووضع خطط للمساكن والرعاية الطبية المجانية .
فقد دعا جارا لحملة المرشح اليّندي قبل فوزه بالرئاسة بالانتخابات الديمقراطية ,وكانت الحملة ناجحة ثم انتخب اليّندي رئيسا" لتشيلي , لكّن جنرالات الجيش كانوا المعارضين لهذا الفوز وقد
قام بتنظيم انقلاب للاطاحه بالرئيس والسيطرة على الحكم.
لقد حكم سلفادور اليّندي تشيلي ثلاث سنوات ولكن أمريكا برئاسة نكسون لا تألوا الا اسقاط هذا
الحكم الديمقراطي الشعبي , فقد كانت المعارضة بدعم جنرالات الجيش بزعامة بينوشية عسكريا"
وماديا" للاطاحة بالحكم الديمقراطي.
جاء يوم 11 سبتمبر 1973 فقد نجح الانقلاب العسكري بقيادة بينوشية وقتل اليّندي وسيطر العسكر
على السلطة ,وكان فيكتور جارا في وظيفته في الجامعة التقنية للدولة ,هذه الجامعة التي أحيطت
من قبل الجيش وقد حجز لمدة خمسة أيام في سجون رهيبة باردة وقذرة دون طعام أو ماء, وعذب
لمدة أربعة أيام متوالية.
أما القصر الرئاسي فقد حاصرته الدبابات , فأرتدى اليّندي الوشاح الرئاسي ورفض الخروج على تسليم نفسه , فاقتحموا القصر وأغتيل الرئيس المنتخب اليّندي من قبل القوات العسكرية.
أخيرا" وجهت الطغمة العسكرية فيكتور جارا والسجناء السياسيين الى ملعب تشيلي , حيث هناك
رجال التعذيب من الجيش برئاسة العقيد ماريو ماتريكيس ,وطلبوا من جارا الغناء ثم الاستهزاء به
والضحك منه, فقتل الكثير في ملعب سانتياغوا وكسرة يد فيكتور جارا وسخروا منه في محاولة الغناء
والعزف ,ولكن جارا غنى لحزب الوحدة الشعبية ومجّد الرئيس اليّندي بأغانيه الثورية وتلقى الضربات الوحشية من قبل الجلادين ثم قطعت اصابيعه وقتل بوحشيه
فقد اغتيل جارا في يوم 15 سبتمبر (وتم العثور على 34 اطلاقه نارية في جسده) والقيت جثته في
أزقة سانتياغوا الدامية تعرفت عليه زوجته (جوان جارا)البريطانية المولد بمساعدة من المواطنين ملقاة في أحد الشوارع فسارعت لدفنه.




وبسبب المشاكل في تشيلي بعد الانقلاب الرهيب ,اجبرت على مغادرة البلاد سرا" مع أشرطة الموسبقى
لفيكتور جارا وقد كرمت بعد تغيير نظام بينوشية عام 2003 ومنحتها الحكومة في تشيلي حق اكتساب
الجنسية التشيلية.
بعد اسبوع من اعدامه اكتشف عالم الفلك الروسي نيكولاي شيرنج كوكبا" سماه (كوكب فيكتور جارارقم 3644) وذلك تخليدا لذكراة ,أما ملعب سانتياغوا الذي اعدم فيه جارا فسمي بأسمه (استاد فيكتور جارا).
بعد أكثر من ست وثلاثين عاما" على استشهاد فيكتور جارا أعيد دفن الجثمان في مراسيم حضرها
الآلاف من محبيه حاملي الزهور بترديد أشهر أغانيه(آماندا) وزوجته وبناته التي قالت ابنته آماندا بحقه(ان والدها الذي دمّر بالحديد والتعذيب يعود مغمورا" بصحبة زوجته وبناته وشعبه).
فقد أعيد التحقيق في قضية جارا أمام القضاء التشيلي بأمرة القاضي كارلوس للتحقيق في القضية
, بعد ان جرى استخراج جثمان المناضل جارا في حزيران2003 لتحديد ملابسات وأسباب وفاتة حتى
يتسنى التحقيق فيها,واحالة العقيد ماريو ماتريكيس الى المحاكمة بتهمت اغتيال الشاعر والمغني والملحن الذي صنع بدمه ملحمة فنية ثورية فذكرها التاريخ ولم ينساها.
كانت وما زالت أغاني فيكتور جارا هي نصرة ودهم للثوار والفقراء والجياع والمحرومين. هذا المناضل الذي كسب الخلود والشهادة والمحبة من شعب تشيلي , أما الطاغية بينوشية فقد ذهب الى
مزبلة التأريخ وكسب الخزي والعار وهذه نتيجة كل الأنظمة الدكتاتورية وسفاحوا الشعوب من ومصادري الحريات لشعوبهم فلتكن عبرة لحكام العالم عامة وحكام العرب خاصة .
الأحرار فقد تحولوا الى رمز عالمي يجمع المدافعين عن الحرية وحقوق الانسان ....ليكن هذا تذكيرا" بتجارب الآخرين,لهم ولأعوانهم وليعيدوا قراء’ التأريخ وتجارب الشعوب ليتعلموا منه وليكون
عبّرة لهم .





لقد قال عن فيكتور جارا المحامي الشهير نيلسون كاوكاتون ان العسكريين(قتلوا جارا لمجرد انه
خصص أغانية وفنّه ورقصاته وفولكلوره للشعب , وقد اقتادوه وكأنه غنيمة وجائزة حرب). من أغاني المناضل فيكتور جارا أغنية 1.(فلنخرق الأسلاك)
قد سألت الناس كل الناس هنا
هل فكرتم يوما" ان هذه الأرض
أرضنا نحن
وليست فقط أرض الأثرياء؟
وسألت:هل خلّت الأرض فمن يتساءلون
ان كانت أيدينا هي التي تكدح
فلماذا لا يعود ما تصنعه
الينا نحن؟
فلنمزقها..فلنقتلعها..هذه الأسلاك
فهذه الأرض أرضنا..أرضكم..وارضي
...........................................
2. بيان(مانيفيستوا)
أنا لا أغني حبا"بالغناء
أو لأظهر للآخرين جمال صوتي
ولكن لأنشر على الملاْ
بيانات قيثاري النبيل:
قلبه من تراب الأرض وهو-كمثل حمامه-
يحلق ويحلق غي لطف
ومثل ماء مقدس
يبارك الشجعان والراحلين
هكذا أذن صار لصوتي..قضيه وهدف
كما كانت تقول ((فيولتا بارا))
نعم, فقيثاري عامل كادح
واشراقة ربيع وعطره
قيثاري ليس للقاتلين
الطامعين بالسلطة والمال
لكنه لمن يكدحون
كي يشرق الغد





#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لدراسة ظاهرة الزواج المبكر


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - المغني والشاعر والمعلم فيكتور جارا