أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - ابنة الفرات الأوسط... الشهيدة فوزية محمد الشمري(أم سعد)














المزيد.....

ابنة الفرات الأوسط... الشهيدة فوزية محمد الشمري(أم سعد)


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 20:16
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يندى القلب وينفطر لمجرد سماء أسماء شهداء وشهيدات الحزب, وتخضّر الروح لمرآهم
, لكن الأيام بقسوتها جّلت الأسماء اللامعه العديدة , ومنها أسم أم سعد, وصقلت في الوقت
نفسه معدنها الحقيقي الأصيل ,لتضل نخلة شامخة أكثر زهوا", وارفة الضلال للآبد.
تربت في الحزن,أجيال وأجيال في خضم معرك الشعب, فان سقط رفيقا" شهيدا, فعلى دربه يسروا رفاق ورفاق .فالشعب دوما" ينبوع الحياة لاينضب ماؤه العذب من نبع طبيعي أصيل.
أمام سياسة التبعيث القسريه ,وقفت بتحدي مع الرافضون لهذه السياسة ,لذا فكل انتقاص
من الايديولوجيه الاشتراكيه ,وكل ابتعاد عنها في حد ذاته بمثابة تمكين للايديولوجية البرجوازية وتوطيد لها.


كانت الصورة واضحة آنذاك أمام الشهيدة أم سعد التي نذرت حياتها لشعبها وحزبها ولجميع الفقراء والمعدومين , كنا نعرفعهـــامن خلال تنظيمات الحزب بأسم(فوزية السماك)أوائل السبعينيات, من خلال عملها في محلية الحزب في الديوانية , نعرفها بتفاصيل وجهها ولون عينيها وعبائتها السوداء, كيف تحزن وتبتسم لهموم أبناء شعبها , كيف ترف رموش عينيها حين تزعل , وكيف يكتسي صوتها بالدفء وهب تناقش برنامج حزبها الوطني الثالث, وبالغضب حين تناقش في حقوقها كأمرأه رابطيه.
من صفاتها الحميدة , حبها للآخرين ,وكانت بمثابة الأخت الكبيرة والأم الحنونة لرفيقاتها
ورفاقها ومن هم حولها.
بعد ثورة 14 تموز 1958 كانت أم سعد من الكوادر النسائية الشابة في مدينة الديوانية
وكانت آنذاك طالبة ثانوية , فواصلت عملها وتحملت المسؤولية في صعوبة الظروف المحيطة بها وأشدها تعقيدا" وصعوبة, تمكنت فوزية من اكمال دراستها وتخرجها معلمة وعملت في هذا المجال في أواخر الستينات , وتولت مسؤولية لجنة مدينة الديوانية وتقدمة
الى اللجنة المحلية عام 1970 , وتعرضت للأعتقال من قبل أمن الديوانية وبغداد واتسم موقفها بالبطولة والصمود .
أقترنت الشهيدة بالمناضل والكادر الحزبي الفلاحي ناصر حسين(أبو سعد) القيادي فتنظيم
الديوانية للحزب.
في زمن حكومة الكراهية واليغضاء والأكاذيب والدماء المسفوحة والبريئة ,تلك الدماء التي لا تمتلك فما تصرخ به , تعرض اعضاء الحزب الى هجمة بربرية شرسة عام 1978
, تحملت الشهيدة أم سعد المسؤولية وقد تعرضت مع شريك حياتها بشهادة اللواتي تواجدن
معها في المعتقل والمعتقلين في بغداد,فأن موقف أم سعد تميز بالصمود والمعنوية العالية .
بعد تولي صدام حسين السلطة عام1979 اطلق سراح الشهيدة أم سعد والعديد من المعتقلين وعلى الرفم من كل ما تعرضت له من أذى ال أن ذلك زادها اصرارا " وتصميما"
على مواصلة النضال وتحدي الصعاب , وتحملت المسؤولية بين جماهير شعبها على أرض
الوطن بالأضافة الى قيادة العمل في محافظة الديوانية وكانت لديها صلات بالعديد من الركائز
والعقد الحزبية على نطاق منطقة الفرات الأوسط.
قبل أعتقالها في أواسط الثمانينات أنيطت بها قيادة عمل رابطة المرأه العراقية داخل الوطن. كان لعمل الشهيدة الآخر تفقدها لعوائل الشهداء والمعتقلين ومساعدة الرفاق
وترحيلهم الى منطقة الأنصار في كردستان كونهم يعانون من الصعوبة في التحرك داخل
الوطن وحفاظا على سلامتهم.
كانت الشهيدة لها القدرة على مراعات مزاج الجماهير أبان أشتداد المعارك عام 1984
بعد أن شن النظام حربه على أيران في أيلول 1980 ,كانت تنصح بتوجيه الناس الى مأساة
هذه الحرب وعواقبها المدمرة والدعوة لأيقافها,وتحميل المسؤولية بشكل معين الى النظام
العراقي. هذا التصرف يؤكد على تحلي الشهيدة بالنظرة الموضوعية والمقدرة في ظل أوضاع بالغة التعقيد في ظل النظام الأشد فتكا" بمعارضيه.
كان للنظام الدكتاتوري دور في مسخ روح الناس الشرفاء الذين تعلموا النضال لديمومة الحياة لكنه لم يقدر ,فقد نصب هذا النظام بين عينية بتصفية كل معارضيه ,وأصبح العنف الوحشي شريك حياته وزبانيته أيضا".
أصبحت ضحايا النظام المجانية بأستخدام رصاص بنادقه الذي مزق صدور ضحاياه , وبحبل المشنقة الذي ألتف على أعناقهم( كالشهداء أبناء منطقة الجديدة, صلرم سلمان ومهدي كاظم وهادي كاظم وشاكر داخل) والقافلة تطول خارج كل التقسيمات والصراعات الاديولوجية القديمة منها والجديدة,أصبح دم ضحاياه ملتصق بيده ,ولم يقدر أن يحرر نفسه بنفسه .
في منتصف عام 1985 تعرضت الشهيدة أم سعد للأعتقال في أحد أوكار الحزب في العاصمة بغداد مع أحد العوائل الشيوعية المشاركين لها في البيت, لقد عرفت بموقفها البطولي خلال فترة الأعتقال وتحدي الجلادين,فأقدم النظام على تصفيتها لتتحول الى ضحية
من ضحاياه .وبذلك فقد الحزب بطله وقياديه ظلت مآثرها خالدة لحفاضها على اسرار حزبها.
بعد سقوط النظام عام 2003 ذهب رفيق طرقها وزوجها أبو سعد للبحث عن جثمانها في
أحد المقابر الجماعية وجد قبرها في مقبرة الشيخ ضاري بعد التوصل دليل المقبرة وقد وضع عليه رقم وعند مراجعة السجلات الخاصة بالمقبرة تعرف على أسمها .
أيها الشهيدة
سلاما"على روحك الطاهرة
سلاما" لرفيقاتك المغيبات
سلاما" لموقفك الشجاع



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراهبه في صومعة الآداب .. الراحلة حياة شرارة
- الفنان المبدع والمناظل...رشاد حاتم
- قصر النهاية ...مثرمة اللحم البشري
- الحزن العراقي ...يخيم على بلدي الجريح
- هادي الهلوي.... المثقف القطباني
- عقيل علي... ومأسات شاعر
- ناظم حكمت والنزوح للحرية
- المغني والشاعر والمعلم فيكتور جارا
- دعوة لدراسة ظاهرة الزواج المبكر


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نبيل عبد الأمير الربيعي - ابنة الفرات الأوسط... الشهيدة فوزية محمد الشمري(أم سعد)