أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - عقيل علي... ومأسات شاعر















المزيد.....

عقيل علي... ومأسات شاعر


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 13:13
المحور: الادب والفن
    


عقيل علي ... ومأساة شاعر




عقيل علي.... ومأسات شاعر



بابل / نبيل عبد الأمير الربيعي

ولد الشاعر عقيل علي عام 1949 في الناصرية , عاش حياة صعبه بين التسكع والعمل والخمرة في موجه من الهوس والتمرد ونشدان الخلاص والكسل.
كان معتدا" بنفسه , صمته المتكبر المشفوع بممارساته الشعرية للحياة. لقد حول مشاعره المتألمه
الى واقع مشع من القوة والايمان الشعري بالقصيدة ذات الوصف لجراح العراق وسنوات الحروب
والقمع من السلطات,وأمام سياسة التبعيث القسٌرية ,والحياة التي أصبحت صعبة ومملة ومقرفه والعهر
السياسي بدأ يطفح على السطح في كافة المجالات,وأبناء الشعب يقارعون الذئاب اليشرية , وصرخاتهم
تملأ السماء صمودا وتحديا .
لقد تأثر عقيل علي في بداية حياته الشعرية بالمناضل الشاعر خالد الأمين, ابن مدينته الذي آمن
بالمقاومه المسلحه لمواجهة النظام فأعدمته السلطات في 1973 في قصر النهاية تذويبا" بأحواض التيزاب كونه ثائر سياسي وشاعر ثوري لم يعرف الاستقرار ولم يعترف على أعضاء تنظيمه آنذاك.
ًيدعوا اِن الصمت فضيلة وملجأ حماية للذات رغم كونه لا يخوض عميقاً في الدفاع كان عَقيل دائماً
عن تأخره في كتابة الشعر لفترات طويلة , لكنه كان شاعراً مخلصاً لفنه وذو نظره جنائزيه لموكب حياتهُ المتشردة, لعامل فرن خباز يأوي أيامه في قصائده لأنه يعتبر القصيدة كالخبز , لأََنها لا تخضع
لعمليات معقده , ومختبرات لغوية فهب بسيطه كصناعة الخبز لتنضج بنيران الحرمان والتجربة ولها
متعة صناعة الخبز. لكن قد نالت هذا الشاعر من محاولات النسيان والمحو من الجهات والمؤسسات الثقافية والرسمية.

ليس هذا فقط وقد حاولوا تشويه فنه الشعري من الشعراء المغرضين للنيل من كونه خارج سرب الجماعات وشعراء سلطة القائد , لكنه كان زاهداً وبسيطاً في عباراته , بعيد عن اِمتيازات أدب الحروب.
عمل خبازاً وبائع شاي وسائق رافعة وبائع خضار ليعيش بشرف ويبتعد عن أبواق شعراء السلطة.
لقد رفض عقيل علي أيام حروب النظام ودخول المؤسسات الثقافية , كان ينزه الشعر من أن يسترزق لقمة عيشه, كان يعمل خبازاً جنوب العراق ويعاقر الخمره حتى مات على الرصيف في بغداد يــــــوم
15/5/2005 بدون عائلة , وقد رثاه الشعراء والمثقفين العراقيين , عاش من عرق جبينه كفرّان بعيد
عن اغراءات السلطة كي لا يسقط في أوحالها.

في قصيده لهُ يصف الاستيقاض المبكر:
مرارة طعم صراخها لا يُحدْ
وحريقها يشويٌ القلب
لحدٌ انْ يتعرى التابوت من كفن الحقيقيه
الجرح يدلي بشهادته دون قسم

لشعرهُ اضاءه وتوهج لموقف يتخلل الحياة ويحرقها من موجات الهوس والمعيشه الصعبة, كان يصف حياته من الجانب الأسود بأبياتهُ الشعرية:
أمام أنظار الكون
أبجدٌيتها خمور الزمان المعتقه

او في قصيدة أخرى يخاطب الماضي ويحيله الى أحداث واقعيه ورمزيه على السواء وخطابا مباشرا للحاضر:
منذ قرون هابيل وقابيل
منذ يوم ميلاد أول بندقية صدئت
أسنانها
منذ خروج لسان الأفعى الذي
لحسٌ الصلبان كلها
منذ ُ أن ضل الابن الضال
منذ ُ أول اشاره لا تشير الى اتجاه
عضتها أسناني
منذ أول حروف لثغ به لساني

وقد صور موقفهُ عند اجباره في سوقه الى جبهات القتال مع ايران كتب لافته لتميزه عن بقية شعراء السلطة حتى اخراجه من الجيش لأسباب نفسيه كي لا يحرض الجنود ضد السلطة لاختيارها طريق الحروب , اذ كتب قصيدة بقول فيها :
سيدي
بين يديك قلبي
وفرحي وحزني
عيوني عليك
كل الحرائق فينا واليقين
أنت فيٌ
في الخبز والماء والملح
من شدة ٌ الضرب لم تصرخ
لكنهم هم ٌ صرخوا
أولئك الذين حدقوا في الظلام كثيرا
لن يعرفوا البهجة
لن يسمعوا لمهجة الشمس التي تصرخ من الألم
ولن يسمعوا أغنيتها الصادحة
كان عقيل علي بتأمل سحر رجل يناديه للأنتحار لكي يتوج كل الملذات اذ صلب أيام حياته على عتبة الألم متوهجا ٌ كالغضبان من أول النهار. كان يخبز وينشد أشعاره عن الألم والناس.. كان أصدقاءه يحفظون أشعاره لسهولتها وكان بروليتاريا ٌ حقا ٌ. كتب قصيدة كان عنوانها ثنيٌة ما ستعلم:
يادمع أنت دم , آه من وجع العراق
دمك الذي يسيل على القماشة ,هو دم جرح المنال
أنت كومت غرابه
صعدت من فم فاغر
جبت كل ما يمس
حتى السكون
تتبعك الشمس
وترقدك كملاك لم يمسسه دنس

لقد ترجمت قصائده الى اللغات الألمانية والفرنسية وصدرت له مجموعتين بمساعدة صديق طفولته المغترب كاظم جهاد ( جنائن آدم /1990) و ( شاعر آخر يتوارى/1992) باريس.
رثته الشاعرة رسميه محيبس زاير في ديوانها (فوضى المكان)ص47:
بغداد معطفك يسع اللصوص والقتلة
والحاكمين
يا ذي قار أين شمسك , مطرك, ريحك
أين جسورك , سجائرك
أين الزوارق والدخان والباعة
عقيل علي . هذا الخبز ليس لك
لمَ احترقت أصابعي اذن
عقيل ما هذه الخيانة
أتموت في عز الحرية
كل حرية وأنتم بخير

وقصيدة الندافون للشاعر الراحل كزار حنتوش ابن مدينتي الفراتية النحيلة الديوانية يذكر فيها عقيل علي:
الندافون أساتذه بالرغم منهم لكتٌاب قصيدة, النثر
ولذلك يكتئبون هذه الأيام .. فيدقون بغضب على
المزاهر,
ويلعنون الزبائن , والزوجات , و(عقيل علي)
ودولة الحروف الأبيض ويسكرون.
لماذا يا أبو سلام يلعنون عقيل علي هذا الشاعر الذي صمت طويلا ً ليظل مسموعاً كونه غير مباشر,
هو صوت انتقامي تستيقظ عليه عندما تتذكر مواقفه اتجاه السلطات الدكتاتورية , هذا الصامت الذي يتجمع صمته في بؤرة متوترة بل هي اشعاعات مرسلة من بؤرة الذات الى الخارج تتجمع في نقطة واحدة للحزن ,ثم تتفجر في كل الاتجاهات , وفي كل الأحلام المهربة ليبني حلم مملكته وهي المملكة التي لا تفخر الا بغير ايقاع معانات حياته الطويلة حتى التشرد والرحيل الأبدي.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناظم حكمت والنزوح للحرية
- المغني والشاعر والمعلم فيكتور جارا
- دعوة لدراسة ظاهرة الزواج المبكر


المزيد.....




- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - عقيل علي... ومأسات شاعر