عبد الله كوران... والانقلاب في الشعر الكوردي

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث
(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

الحوار المتمدن-العدد: 3314 - 2011 / 3 / 23 - 07:49
المحور: الادب والفن
    

عبد الله كوران... والانقلاب في الشعر الكوردي
نبيل عبد الأمير الربيعي

اتبع كوران اسلوب شعره الاسلوب الغربي وكان هدفه الوحيد التعبيري عن الخيال وضع معنى الشعر لا اللفظة الشعرية وحدها ولكنه على درجة من البساطة والسلاسة وينعدم فيه تزويق الكلمة والعبارة الاجنبية الاجنبية ولكنة على درجة من الجمال والذوق الادبي في وصف الحبيبة:
أي سواد يضاهي سواد عينيها
واهدابها وحاجبها وشعرها المرسل
.............
فأي نجوم زاهية , وأي أزهار برّية
تضاهي حمرة خديها, وحلمتيها وشفتيها
ويعتبر كوران ان كل صور الجمال في الطبيعة لا تضيء القلب دون بسمة الحبيبة , وقد نقل لنا كوران واقعاً بتصوير الحياة المعيشية الحقيقية للشعب الكوردي وقد اغترف مادة اشعارة من منبع الحياة الاجتماعية.
يمثل شعر كوران الاساس الشعري الرصين والمتماسك وقد سخر ابداعاته وطاقاته الشعرية والابداع لخدمة اللغة الكوردية وآدابها بالابداع . وكان شاعراً مخلصاً لآمال شعبة والانسان وإدراكها للجمال.
ولد كوران عام 1902 في مدينة حلبجة الصامدة مدينة الشهداء والمأساة التي مر بها الشعب الكوردي ايام النظام السابق عندما نتحدث عن كوران نتذكر التجديد أي التجديد في الشكل وفي النوع الادبي والوزن الجديد واللغه الرائعة . وقد اخذ بيد النشيد الكوردي من الكلمات الحماسية البسيطة الى الصورة واللوحات الجميلة كما كتب الشعر للأطفال وخلق في صورة( هلويك ومحمود وجودت ) شعراً البطل الجديد.
نجد في شعره الخيال الذاتي المشوب بالتفاؤل او الاستئثار بالجمال والبحث عنه بين النجوم والأقمار والأزهار او بين احضان الطبيعة الباكية. وعنده طاقة كبرى لالتقاط اللوحة الجمالية . وقد برح كوران في وصف المرأه ووصف الطبيعة كما في الجبال والقمم الشاهقة الرافعة الهام وخرير الشلال المرتطم بالصخور الصلدة والأشجار الباسقة.
بعد انتفاظة عام 1948 سلك كوران نهج التعبير عن معاناة الشعب وأصبح شاعر النهج في قصيدة السجن:-
كنت بلبلاً وأود أن أغرد للشعب ما بقيت حيا
وأنا أقتات على كسرة خبز يابس وأرتدي رث الثياب
فقد أصبح كوران لا يغني إلا للجماهير فقط وعاش في السجون والمنافي وتحت وطأة التعذيب, ويعتبر أقوى شاعر كوردي معاصر في أشكاله الفنية واعتباره شاعر كوردي في تأريخ أدبنا من حيث ابداعة للأشكال الفنية والأنواع الأدبية المختلفة.
وقد عمل كوران كناقد ومترجم وكذلك شاعر الجماهير في اكثر صحيفة تصدر في العراق , وله قصيدة بعنوان( راض .... غير راض) تصور واقع العهد الملكي في العراق ومدير الشرطة العام علي حجازي:-
راض ... غير راضي
ياعلي حجازي
.. تلعب وتلعب
بلحية القاضي
يا صالح جبر
أكنت نمراً أم بيراً
لم يبق لك سطوة
كفاك صبراً
إنهزم نحو الغير
فالإنكليز جعلو من الاثنين بشرا
..............
هذا العراق
هو مثل جزيرة الواق واق
رأسة ضيق
وقعره وسيع
وأي كبير نريد فية
هو حمار بساتين
..........
وقصيدة اخرى لنوري السعيد رئيس وزراء العراق في العهد الملكي ومعادة بورتسموث مع الانكليز التي الغاها الشعب العراقي بمظاهرات استمرة عدة ايام وسقط فيها الكثير من شهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية:
واحده...واحده
يا نوري واحده ... واحده
العم سام ينتظر المعاهدة
العم سام يقول لجوبنول
ولجمال ونوري اللقيط
ستحملان كلينا على ظهريكما
لندق الطبول للحرب
............
وفي قصيدة نباح الكلاب مهداة الى الذين يعرفون بأنفسهم يعوون دون حق ... ودار التأريخ دورته الزمنية ونلاحظ الكثير من الساسة الاسلاميين والمنتفعين يعوون مع الجرال الأمريكي فقد تبدل فقط(إجلال الحمال) ولكن الحمار نفس الحمار سابقاً احتلال انكليزي والأن احتلال امريكي بأسم التحرير:-
جرّو حرس أبواب الأسياد كلهم
كالديك وضع ذيله على ظهره
فما أكثر ما عوى, فا أكثر ما عووووى
حتى انفقأت الأعين محاجرها
.............

#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل