أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - فجيعة الغياب














المزيد.....

فجيعة الغياب


رحمن خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3308 - 2011 / 3 / 17 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نجم شيوعي آخر يهوى في لجة العدم , لجة الموت الذي لامفر منه . انه المناضل والمفكر والأديب خليل الميّاح , الذي غادرنا مبكرا ,تاركا شرخا في الذاكرة , وحكايات تبدأ ولاتنتهي .هذا الطود الشامخ الذي سجل نصرا في مشواره الفكري والحياتي . حيث شهد سقوط الدكتاتورية وسقوط الأوغاد الذين جعلوا حياته جحيما . في ستينات القرن الماضي , حيث انقلاب شباط . كان خليل المياح واحدا من الآف المناضلين الذين اعتقلوا وعذبوا وحوربوا في فكرهم وارزاقهم وخصوصيات حياتهم . لقد تحمّل كل هذه المرارات من اجل الوطن والناس والمباديء , اسوة بغيره من ابناء هذا الوطن من المعذبين . كما شهد سجونا اخرى في مراحل من سيطرة الفاشية في العراق . وقد ترك بصرته الحبيبة قادما الى الشطرة , ليتخذها ملاذا موقتا . ولكنه اصبح من عشاق هذه المدينة التي لم يفارقها حتى لحظة رحيله الأبدي . ولاشك ان هذه المدينة قد بكته بمرارة وافتقدت حضوره البهي .
كان ابو ممدوح علامة ثقافية واجتماعية في المدينة . اطلالته في مقهى ( عبيد ) لها معناها ولذتها بين رواد المقهى . كانوا ينتظرونه بشوق , وبحضوره يلتئم الجمع وتبدأ احاديث السياسة والأدب . فكان الفقيد ذا ثقافة موسوعية وذائقة ادبية تجلت في كتبه المطبوعة والمخطوطة . وانشطته الثقافية المتنوعة , حيث اسهم في تأسيس المنتدى الأبداعي في الشطرة , ليتحول هذا المنتدى الى واحة فكرية وادبية وفنية , فاحتضن فيضا من الأنشطة الثقافية ,وكانت حيوية ابي ممدوح تمنح الفعّاليات زخمها , فيتحرك بكل الأتجاهات حتى اكمال المهمة . كان للفقيد اواصر من العلاقات الأجتماعية المتينة مع كل شرائح الطيف الأجتماعي , متسامحا حتى مع من يسيء اليه ¸محبا للجميع , متعاطفا مع الأخرين في سرّائهم وضرائهم . كان كبير القلب , ذلك القلب الذي خذله مبكرا .
التقيت به قبل عامين , ضمن احدى الأمسيات التي اقيمت , تحدثنا كثيرا عن البصرة وادباءها , من رحل منهم ومن ينتظر , تحدثنا عن البريكان ومحمد خضير ومحمود عبد الوهاب ومصطفى عبد الله واخرين وكان يمتلك ذاكرة حادّة حتى عن تفاصيل دقيقة لكل مراحل الخيبة التي خيّمت على الواقع العراقي منذعقود . اهداني كتابه الرائع (استقلالية العقل ام استقالته ) والذي يكشف عن جراته ودقته في التحليل , وقدرته على القراءة الموضوعية لمحاولة تغييب العقل . كما اهداني كتابا لأخيه الراحل جليل المياح . ودراسة عن الشاعر الراحل مصطفى عبد الله . هل كانت هذه الأهداءات كتابة لوصيته الأخيرة ؟؟؟؟
كنت على امل ان اراه حينما اعود الى الشطرة , لأمليء زوّادتي برحيق التجربة وثراء الفكرة , ولكن هيهات فقد رحل ابو ممدوح , تاركا وراءه ذكريات عذبة لن تتكرر .
اوتاوة في 16/03/2011



#رحمن_خضير_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدات الفصول
- بين الشطرة وتارودانت ...... متاهة غربة
- الحجارة الثلجية
- قهوة الروح الجديدة
- شكوك حول الديمقراطية
- من دوّار الؤلؤة الى بنغازي
- الكتاب الأخضر وشجون السلطة
- خريف البطريرك
- طعنات اليفة
- كومونة القاهرة
- مصر بين جمعتين
- انتفاضة الصبر الجميل
- الشعائر الدينية الى اين ؟
- جسر من طين ... واشكالية العبور
- قصائد مستعملة


المزيد.....




- -كمين في الظلام-.. كيف استخدمت باكستان -السرّ الصيني- لإسقاط ...
- ألمانيا تطالب إسرائيل بضمان إيصال المزيد من المساعدات إلى غز ...
- هل يمكن احتواء التوتر بين رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ورئيس ...
- ملخصات الذكاء الاصطناعي تضعف حركة المرور بمواقع الأخبار
- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحمن خضير عباس - فجيعة الغياب