لوحات ... بلا عنوان

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 986 - 2004 / 10 / 14 - 08:59
المحور: الادب والفن
    

1 - الكراسي .. مسمرّة بالدم الأحمر
والدم يسيل حولها ... وتحتها
أجران غسيل
أحذيتنا .. سكاكيننا
وأسرّتنا ,
والصليب .. والهلال الأحمر
لا يبتعد عنا
يسكن في أحيائنا .. مدننا .. شوارعنا
ليل نهار ..؟؟
نحمل دواءنا في كيس من الدم يسيل
ونركع فوق الجماجم
وملاحمنا الدموية مستمرة .
نلبس الدم قمصانا
نعرق .. نغرق بالدم
ونكهة الدم تفوح ..
أصبحنا مختبرات للتفجير .. والقتل
نمشي فوق البصمات ..!
بساط واسع .. أبيض .. أخضر
سيمر الأطفال
سيفرش فوق أرض فلسطين
سنمشي فوق رمل أحمر
ونغطس .. ونغطس
في برك .. في وحل .. في دم ,
لوحة .. ولا أذهل
ولا أوجع .. ولا أدهش ..!!؟؟
خط .. طويل طويل
قطرات قطرات .. نقط .. نقط نقط
حمراء حمراء
خمرية .. وردية .. طازجة
وجديدة كل لحظة
ترسم إشارات .. أسرار غامضة
شهداء ..
وخارطة إسمها فلسطين
إسمها .. الوطن العربي
تجويف في الروح ..!!؟

2 - الدم .. الدم الدم
ينزف الرأس
يسيل على الجسم
يغسل الجسم
يصبغ الأرض
البيوت .. الشوارع .. والمخيمات
الحقول .. والمزارع .. والشجرة
والنبتة
يسيل أنهارا .. جداولا
سيولا .. وبحيرات مغلقة ..!!
نفترش الدم
وأسرّتنا عائمة فوقها
( كراسينا ) ... مدماة
أيدينا .. مدماة
بساطيرنا .. أختامنا ,
عرض أزياء لدمائنا
الساخنة ..والباردة والحارة
عرض أزياء لصورنا
لصمودنا ..!
ينحدر الدم فوق الأكتاف
ومن أعلى الدماغ
إلى أسفل البصلة السيسائية
يحفر خطا على طول العمود الفقري
وفي طول وعرض الوطن العربي
كي ينتفض .. كي يصرخ
كي يتأوه .. يغير
ما قد فسد .. وأنتن وتعفن ,
اّذاننا لم نعد نسمع بها
عيوننا لم تعد ترى إلا صور معتمة
مقلوبة .. ومهزوزة
هل هو عالم الأموات .. أم هو الصمود
والجمود ..؟
لا أدري ..؟ لا أدري ...؟
وكلنا يدري ...
ويقولون .. مجتمعاتنا هادئة
ومستقرة
صامتة .. ومؤدبة
لا حوار على المكشوف
لا شغب .. ولا مشاكل ولا .. ولا
تجمعات مغايرة للتشكيل ..!؟
والحرية بأحسن حال
والعدل والديمقراطية .. مثال
أصنام وتماثيل .. تماثيل
وقطرات الدم .. تسيل ...!!

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل