أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - خواطر .. زوجة سجين














المزيد.....

خواطر .. زوجة سجين


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 917 - 2004 / 8 / 6 - 12:39
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


الإهداء ...
الى بناتي وأبنائي
أحباء قلبي .. وثمرات حبي .. ورفاق نضالي
أزهاري .. وأفلاذ أكبادي .
الى كل أطفال ونساء وزوجات وأمهات وأخوات .. واّباء ورفاق المناضلين السياسيين
( داخل السجن الكبير أو الصغير ) . إلى كل المنفيين , والمشردين , والمضطهدين .
الى كل من دفع ضريبة الحرية .. حرية الكلمة والرأي – والقول – والتعبير – والإستقلالية –
والموقف السياسي الشريف .
الى كل شهداء الحرية في سورية .. والوطن العربي الكبير .. والعالم ..,
إليهم جميعا ..
أهدي كتابي .
المدرسة : مريم نجمه –

مقد مة :
منذ أن وعيت على الدنيا , دخلت معترك العمل السياسي .
اّمنت بالإنسان .. وأهمية التغيير في حياة المجتمعات البشرية . تسلحت بالمبادئ الأولية , وبدأت بالنمو
فكريا وعقليا ونفسيا , علميا وثقافيا في مناخ النضال الوطني السياسي الذي كان خبزنا اليومي في الخمسينات .
تفهمت أبجدية النضال رويدا رويدا ....وبدأت أتهجى وأقرأ وأتعلم , من ثم أعلّم ...,
لأن هذا الطريق والعالم الذي أقحمت نفسي به عن قناعة وحب وعن فهم ونضوج مبكر , كان لا بد من ..
مقومات في الشخصية الإنسانية , تحمل رايته وتصمد .. وبالتالي تستطيع أن تشارك في المعركة الوطنية
العامة – في الساحة والشارع .والحي .. والمدرسة والعائلة – – حاملة أحلام الكوخ .. والمخيم .. والحقل
والمعمل .. والمزرعة .. والجامعة – لبناء المجتمع والمستقبل الأفضل – الى الفعل والحركة والثورة ..
من قيود المجتمع المتخلف - حيث العمل والتمازج والتفاعل والتأثير بكل سلبيات وإيجابيات وعناصر هذه
الحركة الشعبية التارخية على أرض الواقع الذي هو مساحة الوطن كله الذي نعيشه مع جميع الناس ... ,
بأنماطهم وطبقاتهم وأيديولوجياتهم وخلفياتهم المتنوعة والمتعددة المشارب والإتجاهات والعادات والمعتقدات
والتقاليد .. والأفكار .. والرؤى .

هذا الخط الوطني الذي أسهمت في رسمه مع زوجي ورفيق دربي .. ورفاقه , كان يحمل في طياته وأبعاده
(فاتورة ) ضخمة من التضحيات الجسيمة والمستمرة – مادية ومعنوية – جسدية وعاطفية – وهذا الخط
والموقع الذي اخترته في الحياة يستلزم قبل كل شئ نكران الذات عبر مساحات شاسعة من الفقر والجوع
والصبر والتعب والإرهاق .. والسجون – والمرض والتشرد والمعاناة – التسريح من العمل – والملاحقة
والظلم والإضطهاد .. والنفي –
الكثير من الدموع والدماء , والتعب والسهر والعمل المستمر دون توقف وو.. الخ , في مواجهة أحدث ..
أساليب العدو في الترهيب والترغيب الى اّخر ما في القاموس النضالي اليومي من تضحيات صامتة..
هادئة وغير مرئية .. , أجل كل هذا كان وأكثر ..!!
لكنني قدمت كل هذا بطيبة خاطر وعن وعي وإدراك كاملين , وكلي ثقة وأمل بالمستقبل المشرق الحر ..
الذي تبغيه الشعوب .
حملت الرؤى والطموحات القريبة والبعيدة .. في عقلي وقلبي.. وإرادتي وضميري , جعلته خبزي اليومي –
قاومت كل الإغراءات المقصودة وغير المقصودة التي كانت تعترضني عفويا المادية منها والمعنوية –
طوال هذه المدة التي ليست قصيرة .. لقد تجاوزت الربع قرن .

هذا حقا هو منطلقي .. وتصوري – يوم حملت صليب النضال ومضيت – وكانت لي تجربة وراء القضبان
هذه التجربة .. كانت غنية بمسيرتها , وحيثياتها , إيجابياتها , وسلبياتها .
من ثمراتها الحلوة إنها حركت قلمي لأكتب ما أشعر به وما يخطر ببالي , وما أعيشه وأجسده واقعيا –
من ملاحظات ومشاعر وعواطف وحكم , ومفردات يومية بين أسرتي , وعملي , وجامعتي , والمؤسسات,
والدوائر , والسجون , وفترات المحن , وذرى الفقر , والبؤس , والمرض , والإضطهاد , والإرهاق ....,
والمسؤوليات الكبيرة والصغيرة .. طوال أربع سنوات خلت .
مسؤولياتي تجاه أبنائي ورعايتهم والإشراف عليهم وهم ما زالوا في المراحل الأولى من نموهم ودراستهم
ووعيهم – في مرحلة الطفولة – وما تحتاجه في تكوين الشخصية , وبعضهم يمر في مرحلة المراهقة التي
هي أخطر وأصعب وأدق مرحلة لدى الطفل , بالإضافة الى مسؤولية البيت وما يتطلب من خدمة ونظافة
وإشراف .. ومصروف .
والمسؤولية الثالثة هي بالطبع مسؤولية العمل خارج البيت – زائدا الواجبات الإجتماعية تجاه > والد زوجي
وأهلي وأقربائي وأهل بلدتي , ومدينتي , والجيران والأصدقاء وو... ومشاركتهم في الأفراح والأتراح ,
وفي كل شاردة , وواردة ... والإتصال برفاق القضية وقيادات الأحزاب والمنظمات السياسية داخل الوطن
وخارجه – هذا مع الإتصال الدائم ب ( نقابة المحامين ) للدفاع عن زوجي .. و كتابة الرسائل الى جميع
مؤتمرات المحامين التي كانت تعقد في العواصم العربية – والإجتماعات الدورية والسنوية للنقابة داخل
القطر وخارجه , ولجان الدفاع عن حقوق الإنسان .
وهنا .. لا بد لي أن أوجه تحية كبيرة إلى نقابة المحامين وأعضائها الذين قاموا بدور مشرف وأخوي ...
للدفاع عن زوجي لإنقاذه من ظلم السجون والسجانين – يوم كانت النقابة منبرا حرا ديمقراطيا .. . قبل
عام 1980 .

قام جلاوزة النظام بمداهمة منزلنا واعتقال زوجي من بين أطفاله بعد عودته من القصر العدلي وهو
يتناول الغداء معهم يوم – 23 – نيسان 1974 – ولم يسمحوا له بتبديل ثيابه . ودعنا وهو يشجعنا بعد أن
طبع على وجوهنا قبلات وداع وذهب معهم تحرسه قلوبنا ودموعنا التي تحجرت أمام المجرمين –
وانقطعت أخباره عنا ستة أشهر .. دون أن نعلم عنه وعن مكان إعتقاله شيئا .
يتبع -.



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولة
- ..الكادحة
- مرثية ... للوطن
- رد على تخرصات أعداء الإشتراكية العلمية
- الكلمة ... 3
- الحشرات ... الحشرات !!
- .قراءة في كتاب ... الطريق العظيم
- يوم ... له تاريخ ..؟
- من ميسلون ... تطل يا وطني
- نوقد الكلمات
- المكان ... في أغنية الفنانة فيروز ...
- علامة الإمتحان ( .... )
- كلمتي ... رقم 19
- الى الإنتفاضة......
- حكمة الإحتراق...
- زنوبيا ... الرقم الصعب
- الدائرة
- نافذة في الجدار ..
- ا لمقاومة حق للشعوب المضطهدة ...
- من وحي نكبة حزيران


المزيد.....




- مقترح هدنة بين حماس وإسرائيل.. ماذا قد يتضمن اتفاق وقف إطلاق ...
- قانون المثلية الجنسية في العراق.. عقوبات تصل إلى 15 سنة وتند ...
- نادي الأسير الفلسطيني يطالب بضرورة فتح تحقيق دولي في جرائم ا ...
- المحكمة الجنائية تستعد لإصدار مذكرة اعتقال ضد نتنياهو
- وزير خارجية بريطانيا: المقترح المقدم لحماس يتضمن هدنة 40 يوم ...
- إسرائيل تستنفر سفاراتها تحسبا لمذكرات اعتقال بحق مسؤوليها
- صانع دمى في غزة يحول العلب المعدنية إلى ألعاب -تروي قصص النا ...
- ?غضب الجامعات يصل الكويت.. طلاب وأكاديميون يتظاهرون تضامنًا ...
- هيئة الأسرى: سياسة الإحتلال بحقّ الأسرى لم نشهدها منذ عام 19 ...
- قلق في إسرائيل من مذكرات اعتقال قد تصدرها المحكمة الجنائية ا ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - مريم نجمه - خواطر .. زوجة سجين