الكلمة ... 3

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 911 - 2004 / 7 / 31 - 11:52
المحور: الادب والفن
    

الكلمة
الكلمة تجيد كل أنواع الرقص
والموسيقى .. والألحان
والأنغام.. والألوان .
تنام عل وتر
أو دمعة
أو اّه .. !
أو على شفة محترقة
في لهيب الحب السرمدي .
الكلمة
مضيئة من ذرات الشمس ووهجها
دفئها .. ونورها .
هي جميلة..
من قاموس عشتروت –
تفتحت , نمت في سحر أنوثتها
في سحر أنوثتها ... شئ
شئ من عيون السومرية
وشئ من وجه المغربية –
وطول الكنعانية ورشاقة اليمنية
وسمرة وادي النيل ..
وصورة وحكمة الهيروغليفية ( المصرية القديمة )
وصوت الخليجية .. ووهج الألوان الكردية
فيها شئ من الموروث..
من بلاد الشام
من سهوله وجمال الكلمة السريانية –
وغنى .. وثراء العربية .
--
ما أروعك..
ما أروعك عندما تنامين على الورق ,
الورق الأبيض
أوالأسمر
والملون , لا فرق –
مختبئة بجوهرك
حتى يوم القيامة ..!
نظيفة ... أنيقة
مقدسة .. وطاهرة كالبخور ,
تطلعين من منجم الأرض
الى بلّور الشفافية
في التقاطيع .. واللون
في الثوب .. والصورة
في الوزن .. أو البحر
في الشكل .. والمعنى .. والمضمون .
--
يا لك من ملكة ..!
من نحلة.. وفراشة ..!
تنظمين .. تغذين
وتطعمين خلية العقل
بهندسة حروفك ..
وحلاوة شهدك..
وجاذبية سحرك .. وألوانك
لأنك ..
أنت ربيع الروح الأسيرة
الأسيرة داخل قفص الزمان .. والمكان ,
فأبيت إلا أن تحلقي
في قمم الجبال العالية
فوق الغيوم المتوسطية ,
غزيرة غزيرة .. أيتها الكلمة
غزيرة بقطراتك
لأنها من ربة الينابيع
وربة الحياة ,
أعطتك النواة ..
والجسد .. والإمتداد
طولا .. وعرضا
في مكتبات الحضارات الأولية ..
والحديثة .
يا لك من كائن حي لا يموت ..,
لا يموت إلا بموت الحياة كلها
على وجه المعمورة –
أو باحتراق الكون كله
في لهيب الحروب الهمجية ,
أو الذرية ..!
--
الكلمة ..
الكلمة هي الحياة
هي الإنسان
هي التاريخ
والحركة ..
الفكر .. والعقل
والكلام الذي يبوح
بالإنعتاق والحرية
ليبدل الكون ,
ليغير ..
أي شئ .. أو .. كل شئ .
يعبر عن مشاعر الإنسان
وأحاسيسه .. وأعاصيره الداخلية
وتياراته .. الدافئة .. والحارة
والباردة -
إنها المعادلة التي نتوازن بها
في حياتنا اليومية
مع المجتمع .. ومع الطبيعة
والبيئة .. والعالم
لأنها الوطن اللغوي
الذي يؤلف .. ويكون ويبني
رحم العالم المتمدن .
1997 – كسروان – لبنان -
مريم نجمه

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل