مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 10:23
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
عندما تضيق ساحات وشوارع بلادنا وأوطاننا في حرية الكلمة والرأي .. تفتح العواصم الأوربية أبوابها لاّراء
وأفكار أحرار العالم .
نعم .. تنشط في مدينة دنهخ الهولندية في هذه الأيام فعاليات ونشاطات عديدة , ثقافية وفنية وسياسية وغير ذلك ,
كما عودتنا هذه المدينة الحيوية دائما على التفاعل والإندماج السكاني والإجتماعي والإقتصادي .. والعلمي .
ففي الأسبوع المنصرم 3 – أكتوبر إستضافت مكتبة ( شخيلدرس فيك ) في لاهاي , المناضل القيادي في الحركة
الشيوعية اللبنانية والمفكر الكاتب كريم مروّة , لإلقاء محاضرة بعنوان : أزمة الإسلام أم أزمة المسلمين .
وقد كانت محاضرة رائعة وناجحة تحليلا وأمثلة وحلولا واقعية لما جرى ويجري على ساحة المنطقة العربية
بما فيها من مأّسي ونكبات , واّمال وفرح وانتصار وتطور , لو أديرت الأمور والأحداث بشكل عاقل وصحيح
ومنطقي .
لقد تكلم بمنتهى الصدق والشفافية والعمق والنضوج عن دور اليسار وأحزابه وحركاته في المنطقة , وسبب
أخطائه وتخلفه وتوقفه عن دوره الطليعي المفروض في حمل راية النضال ضد التحالفات الإمبريالية والإسرائيلية
في الهيمنة والسيطرة على مقدراتنا ودورنا , وأهم هذه الأمراض والأسباب ...
التبعية لسياسة قيادة الإتحاد السوفييتي السابقة دون وعي وتمحيص أخطار ذلك إلا مؤخرا .
دور الأنظمة الإستبدادية في المنطقة والقوى المتصارعة معها , وأسباب بروز التيارالديني السلفي المتخلف .
كما تكلم أيضا عن دور الحركات الوطنية اللبنانية وشهدائها في تحرير الجنوب من العدو الإسرائيلي – المعتم عليه –
ودور النظام السوري في إغتصاب راية المقاومة الوطنية وتسليمها لحزب الله الجديد , بالتعاون مع إيران .
كما فضح تدخل النظام السوري السافر في الشؤون اللبنانية وخاصة العملية الأخيرة في انتخاب الرئيس لحود –
وكيف أن الوعي الشعبي تراجع سنين إلى الوراء زائدا الجوع والفقر والبطالة .
كما تناول أيضا الموضوع العراقي وتواجد الإحتلال الأميركي وإجندة العمل السياسي المتنوع التي تخرج المنطقة
من الويلات والحروب والإحتلالات دون لغة الدماء وقطع الرؤوس .
وقد وضع وركز على اللقاءات والتضامن بين كل الأطراف حتى ولو اختلفت , حول برنامج عمل للنضال الحالي
والمستقبلي لتحقيق التقدم والحرية والعدالة للإاتحاق بالعصر والعالم القادم على التوحد والإتفاقات , وأهمية الإستفادة
من إيجابيات العولمة .. خارج سيطرة القطب الواحد .
كما انتقد أيضا موضوعا هاما وهو.. قصور الأحزاب اليسارية في المنطقة في عدم طرحها موضوع فصل الدين عن
الدولة حتى الاّن .
إني أقدر تقديرا عاليا .. كما وأهنئه على جرأته في انتقاد نفسه والإعتراف في تحمل مسؤوليته ودوره القيادي في ..
الحركة السياسية اليسارية في التبعية العمياء لقيادة الإتحاد السوفييتي في الأهداف الإستراتيجية أو التكتيكية للحزب
وعدم دراسة النظريات بما يلائم لبنان وواقعه بشكل منهج عمل لا .. صنم .
أحيي فيه هذه المبادرة والكشف عنها أمام الجمهور والرأي العام , فلا ضير في ذلك , فكل من يعمل في أي حقل
سياسي أو غير سياسي سيخطئ أو ينجرف ألى مواقع أو خطوات أحيانا دون وعي وإدراك نتائج هذه الخطوة
أو الخط الذي يناضل فيه وكيفية إصلاحه .. وهذا لعمري هو قمة التواضع المعرفي من قيادي بارز .
وقد حضر هذه المحاضرة الثقافية عدد كبير من التواجد العراقي والكردي والسوري والمغرب العربي وفلسطين
وقد غاب الإسلاميون عن هذه المحاضرة ؟؟ وقد دارت نقاشات وأسئلة في مواضيع عدة في نهاية المحاضرة الذي
تمنينا أن تعاد مرة أخرى لغزارة المعلومات فيها , وجوعنا للحوار والتلاقي الإنساني والفكري ,
حقا كانت مناسبة سعيدة ومفرحة .. محاضرة غنية ... بثراء ما أعطى وشرح وتكلم من بحر موسوعته وتجربته ..
الممتدة على مساحة كبيرة من كوكبنا الأرضي . وقد كانت السعادة والفرحة الكبرى لي بأنني تعرفت عليه شخصيا
هذا الإنسان المتواضع البسيط الرائد والمفكر .. الأستاذ كريم مروّة .
وقد عودتنا مكتبات دنهخ سابقا مشكورة بنشاط إداراتها في استضافة المئات من المحاضرات والمحاضرين من
كافة البلاد العربية شعراء وكتاب ومفكرين من شتى الإنتماءات والإتجهات .
2- واليوم 5 ) أكتوبر تشرين أول , دعت جميع الأحزاب الكردية المتواجدة في الدول الأوربية للتظاهر أمام
البرلمان الهولندي ( خاصة أن هولندا تترأس المجموعة الأوربية الاّن ) , ومناسبة التظاهرة في ذكرى سلب حق
المواطنة من المواطنين الأكراد في سورية بموجب إحصاء 1962 – والتضامن مع المضطهدين والمعتقلين في
الاّونة الأخيرة في سجون النظام السوري .
وقد اجتمع أكثر من ألف شخص أطفالا ونساء ورجالا أما م المحطة الرئيسية في مدينة دنهخ . وانطلقت التظاهرة في
الشوارع المؤدية للبرلمان تحيط بهم الشرطة المشاة والشرطة الخيالة الهولندية للحراسة .
وتخلل التظاهرة أغاني وأناشيد ورقصات وشعارات ولافطات وهتافات تطالب النظام السوري بحقوق الأكراد ...
الثقافية والقومية والسياسية , وشجب أساليب النظام الفاشستي العسكري والطائفي , والهتافات لحرية السوريين
عربا وأكرادا . وقد كانت الأعلام الكردية وحدها مرفوعة في التظاهرة دون رفع الأعلام السورية – وهذا كان خطأ
وتطرف , لأن العلم السوري ليس ملك النظام بل ساهم الكرد والعرب في وضعه منذ نشأة الدولة السورية .
وقد غطى أخبار هذا التجمع العديد من وسائل الإعلام الكردية والهولندية والأوربية .. وأهمها محطة – روج –
الكردية في بروكسل .
وقد القي بيان التجمع باللغة الهولندية , كما وقدم وفد كردي مذكرة بمطاليبهم للبرلمان , واستمرت الأناشيد الحماسية
الجماعية والغناء والهتافات ساعات طويلة . وقد ألقي أيضا في هذا التجمع أمام البرلمان المحامي جريس الهامس ..
كلمة إرتجالية حول التضامن الكردي العربي ضد نظام القمع وتأييده للقضية الكردية العادلة – وقد قوبلت كلمته ..
مرارا بالتصفيق الحاد , كما وأشاد بكل نضالاتهم وتاريخهم الوطني والعسف الملحق بحقهم منذ عقود وشرف الدفاع
عنهم أمام المحاكم السورية في السبعينات . كما وأدان واستنكر وشجب الإعتقالات الكردية والعربية الجديدة الأخيرة
وصولا إلى المناضلين بالكلمة : حهاد نصرة ونبيل فياض ودحض إدعاء النظام الكاذب بالإصلاح بمزيد من البطش والإعتقال .. والتهجير . دعا الجميع للتضامن والوحدة الوطنية الديمقراطية لإزالة النظام القمعي الغير قابل للإصلاح
لأنه لا يمتلك مقومات التغيير لا موقعا ولا مضمونا ولا تاريخا .
ولقد كانت هذه التظاهرة في منتهى التنظيم والإنضباط والحماس . حقا في مثل هكذا مناخات يشعر المرء أنه يعيش ..
إنسانيته وحريته بالتعبير عما يجول في فكره كأّدمي يعي ويعرف حقوقه وواجباته .
وقد أرجعتني هذه الأجواء إلى ذكريات الخمسينات عندما كانت المهرجانات والتظاهرات مستمرة في شوارع بلادنا
دون خوف أو موانع - والنشاط يغلي في عروقنا وفرح الإنتماء والمشاركة في التغيير نحو مستقبل أفضل .
وقد كانت أصحاب المحلات والأسواق والشوارع في دمشق تعرفنا شخصيا بما كنا نشارك في مناسبات وأعياد .. و
وفعاليات جماهيرية من عيد الأم والمرأة والطفل والعاملة والإنتخابات والشجب والتأييد وو..
ستبقى سورية الداخل بأبطالها وأحرارها ومناضليها .. وامتدلد أبنائها في الخارج , ستبقى صوتا واحدا وصفا واحدا وصرخة ضد الظلم والإستبداد والعدوان لإزاحة هذا الكابوس والاّفات السامة عن صدور أبناء الوطن بكل قومياته .
لقد فتحت الأبواب والنوافذ على العالم ... وتشابكت الأيدي والحروف والكلمات والخطوات , ولن تستطيع هذه
الأنظمة المتخلفة أن تغلقها .
لستفد من فرص الحرية في الخارج لتغيير الصورة في الداخل .
والشعوب وعت حقوقها ودورها ولم تعد قطيع . .شعوب العالم تسير نحو الحرية والسلام لنلتحق معها ..
والحرية واحدة لا تتجزأ ..!
– هولندا
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
