|
عمر سليمان إختصر مصر في إخوان و أقباط
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3295 - 2011 / 3 / 4 - 21:05
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
في مقال : الإخوان لا يريدون إسقاط النظام ، أشرت إلى الصفقة الجديدة ، و غير المكتوبة ، و غير المباشرة ، أيضا ، بين الإخوان ، و بين النظام الحاكم الحالي ، الذي يقف على رأسه عمر سليمان ، و إن وقف وراء الستار . أما في هذا المقال فسأركز ، بإذن الله ، على أهم معلم لتلك الصفقة التي جرت بين الإخوان ، و عمر سليمان ، فأشير إليه ، و أرصد نتائجه . في الأيام الأولى لإعلان المجلس العسكري ، الحاكم الصوري لمصر ، عن تعديل الدستور ، إرتفع صوت الأقباط بضرورة وجود ممثل لهم ، يعادل وجود ممثل للإخوان ، فكان أن أشارت السلطة لوجود عضو قبطي في اللجنة ، و كهذا أصبح النظام يعترف بوجود لونين فقط للشعب المصري : أخوان ، و اقباط . الأقباط يدور رقمهم حول عشرة بالمائة من السكان ، يزيد قليلا ، أو ينقص قليلا ، و هذا معناه أن البقية المتبقية من الشعب المصري أصبح ممثلها هو الإخوان . تسعين بالمائة تقريبا من الشعب المصري ، أصبحت إخوانية ، رغما عنها . و هكذا ، و بما إنني مسلم ، و الحمد لله ، أصبح ممثلي ، و رغما عني ، هو الممثل الإخواني ، و هذا ينطبق على كافة مسلمي مصر . إنها عملية ضم جماعي قسري لجماعة الإخوان ، لا أعتقد إنه حدث مثيل لها في التاريخ المصري . إنه أمر ، و إن كان يثير الضحك ، إلا أنه مؤشر خطير ، يدل على المستقبل الذي ستشهده مصر ، في ظل الصفقة غير المباشرة ، بين الإخوان ، و عمر سليمان ، التي سبق أن أشرت إليها في مقال : الإخوان لا يريدون إسقاط النظام . أهم معلم للصفقة ، و أخطرها ، ليس إعتراف النظام بجماعة الإخوان ، و لا ما سيحدث في المستقبل بالسماح لها بتأسيس حزب ، و إصدار صحيفة - فكل هذا حق لجماعة الإخوان لها أن تأخذه مثل غيرها - و لا حتى في ترك ثلث مقاعد البرلمان لها ، و تعيين وزراء منها ، ما يشكل أهم معلم للصفقة ، فهذا ربما من الممكن أن تحققه جماعة الإخوان كنتيجة لإنتخابات حرة ، و بدون أي صفقة ، على الأقل في البداية حيث المنافسة ضعيفة ، بسبب إنفرادها لعقود بساحة العمل السياسي المعارض . أهم معلم للصفقة ، و أخطرها ، هو ما ذكرته في ذلك المقال المشار إليه آنفا ، و هو عملية المقاسمة التي ستتم بين الإخوان ، و نظام عمر سليمان ، فالسلطة ستكون لنظام عمر سليمان - و إن بقى عمر سليمان وراء الستار - و المعارضة ، و الأهم المجتمع المصري ، للإخوان ، مع إستبعاد الأخرين ، أو إضعافهم ، و ما حدث من فرض ممثل الإخوان على مسلمي مصر ، ككمثل لهم في لجنة تعديل الدستور ، مؤشر ملموس على ذلك . إعتراضي على فرض الممثل الإخواني علي كمواطن مصري مسلم ، أو قل إعتراضي على ضمي قسرا للإخوان ، أو فرض التابعية الإخوانية علي ، لا يخرجني من الإسلام ، و لا يمس إسلامي ، لأن الإخوان لا يحتكرون الإسلام ، فالإسلام دين فردي ، لا يعترف بالمؤسسات الكهنوتية الدينية ، و لا تحتويه أي مؤسسة سياسية ، أو ثقافية ، إنه دين يعتمد على العلاقة المباشرة بين الإنسان و الله ، بدون واسطة ، و أيضا بدون وصاية ، و يمكن في هذا الشأن مراجعة مقال لكاتب هذه السطور عنوانه : هل ستغلق القلوب أيضا ؟ الإخوان جماعة سياسية - ثقافية ، و ربما إجتماعية أيضا ، لها برنامج سياسي ، و ثقافي ، و ما إلى ذلك ، وأرى إنها لا تتماشى في برامجها ، و لا في سياساتها ، مع ما أراه ، و أعتقد إنه الصواب ، و على سبيل المثال فقد سبق لي أن إعترضت ، في مقالات عديدة ، على الكثير من تصرفات حماس - و هي الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان - و التي تمت بضوء أخضر - غير مباشر - من عمر سليمان ، و هي تصرفات كانت تلقى ترحيب ، و دعم ، الفرع المصري للإخوان . بإختصار : أنني أؤمن بأن جماعة الإخوان لا تعتبر الممثل الوحيد للمسلمين في مصر ، و لا تتوافق في برنامجها النظري ، و لا في تطبيقاتها العملية ، مع وجهة نظري الشخصية ، المنشورة كتعريف شخصي ، في صفحتي الشخصية ، و لا كذلك مع وجهة نظري السياسية التفصيلية التي تعبر عنها الوثيقة الأساسية للحزب الذي أنتمي إليه : حزب كل مصر . أي أرى أن جماعة الإخوان غير قادرة على النهوض بالمجتمع المصري ، و لا قادرة على قيادة مصر الدولة إلى الأفضل ، و لا على ضرب المثل الأفضل في المنطقة . إنني أرى مستقبل لا يبشر بأي خير ، لو إستمرت الصفقة غير المباشرة التي تمت بين الإخوان ، و عمر سليمان ، سارية . إنها صفقة على حساب حاضر الشعب المصري ، و على حساب مستقبل مصر . تلك الصفقة - التي ظهرت أولى ثمارها في تشكيل لجنة تعديل الدستور - تزيدني إصراراً على الإستمرار في المناداة بضرورة إستكمال الثورة ، التي إنفجرت في الخامس و العشرين من يناير 2011 - و هي الثورة التي لم تكن أبداً إخوانية - و ذلك بهدف تأسيس ديمقراطية حقيقية ، تتسع فيه حرية الإختيار للشعب المصري ، و تتنافس فيها كافة الأطياف السياسية ، بحرية ، و عدالة .
حزب كل مصر تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
04-03-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمرو موسى مرشح عمر سليمان
-
الإخوان لا يريدون إسقاط النظام
-
مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي
-
كالفرنسية ، ستطول ، بالفعل دامية
-
النظام البرلماني قادر على الإصلاح و البناء
-
ستة أعوام للفترة الواحدة خطر في ظروفنا الحالية
-
حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة
-
هل قرروا البقاء لمدة غير محددة ؟
-
هكذا سيتصرف الإنقلاب العسكري الحقيقي
-
الشعب و جيشه ، أب و ابنه
-
يجب إحتلال مبنى مجلس الشعب
-
الإقتصاد نقطة ضعف نظام مبارك
-
يا أهل الصعيد ، سيخجل منكم أحفادكم
-
الثاني من فبراير يحمل بصمة جمال مبارك
-
لم يبق إلا القليل ، فإلى مزيد من التصعيد
-
كيف يتعامل الإعلام الروماني مع الثورة المصرية ، تجربة شخصية
-
حمداً لله إنه غبي ، الخوف هو من طعنة في الظهر
-
خطاب لا يقبله سوى الخونة ، و لا يصدقه إلا البلهاء ، الثورة ي
...
-
أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟
-
في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها
المزيد.....
-
ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف
...
-
صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
-
-الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت
...
-
روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم
...
-
-بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر
...
-
-حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م
...
-
تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
-
البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ
...
-
-بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض
...
-
علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|