أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟














المزيد.....

أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3260 - 2011 / 1 / 28 - 20:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


جيمي مبارك - الشهير بجمال مبارك - و بعض أفراد أسرة مبارك ، في بريطانيا ، كما تردد في بعض وسائل الإعلام ، و ذلك بعد تفجر ثورة الغضب ، و هو إن لم يكن في بريطانيا بالفعل ، فهو يعرف إلى أين سيفر ، و كيف سيهرب ، عند فقدانه الأمل ، ففي ظروف كهذه بالتأكيد يظل في مقر إقامته أكثر من مروحية قادرة على نقله إلى أحد المطارات السرية ، ومنها إلى خارج مصر .
حسني يعرف أيضا ماذا سيفعل قبل الوصول إلى الجحيم الأبدي ، فهو سيخوض معركة شخصية حامية إلى أخر لحظة ضد الشعب المصري ، و في النهاية إما سيسقط في يد الشعب المصري ، حيا ، و هذا ما أتمناه ، أو ميتا ، و ذلك ما لا أرجوه ، أو سيلحق ببن علي .
كبار أعضاء العصابة ، من الوزراء ، و كبار أعضاء الحزب الوطني ، و معظم كبار رجال الأعمال المنضوين تحت لواء أسرة مبارك ، و الذين في معظمهم ليسوا إلا أقنعة تدير أموال أسرة مبارك ، لدى الكثير منهم جوازات سفر أجنبية ، و في بعض الحالات لدى الفرد منهم أكثر من جواز سفر أجنبي ، بجانب جوازات السفر المصرية المزورة الهوية ، و سيحاولون الهرب إلى الدول التي حصلوا على جنسياتها .
أما أنت ، يا ضابط الشرطة الصغير ، أو المتوسط ، يا من تعمل في أحد الأجهزة القمعية التابعة لنظام آل مبارك ، هل فكرت في مستقبلك ، في مصيرك ؟؟؟
هل حدث ، و قبل أن تصدر الأوامر إلى الجنود الذين تحت إمرتك ، بإستعمال القوة المفرطة - و هو تعبير مخفف لما يحدث من بشاعات على يد جهاز أمن أسرة مبارك المركزي في أيام الغضب هذه - أن جلست مع نفسك لتفكر في مستقبلك عندما يسقط نظام آل مبارك الخبيث ، الذي تعد أنت ، و بقية رفاقك من فيلق ضباط الشرطة - أحد مخالبه ؟؟؟
هل تدبرت أمر نفسك عندما ينتهي الشعب المصري من أمر الطاغية ، و يلقى القبض على من تصل إليه يد العدالة المصرية الحقيقية من كبار أركان النظام الفاسد المنهار ، و يهرب من يستطيع أن يهرب ؟
إن كنت لم تفكر للأن ، و لم تقف وقفة ذاتية ، لتناقش تلك المسألة الشخصية الهامة ، و الملحة ، مع نفسك ، و مع أفراد أسرتك ، و مع رفاقك من فيلق ضباط أجهزة القمع التابعة لأسرة مبارك ، فأنت على خطأ كبير ، و لكن الوقت لم يفت بعد ، و إن كنت ألومك على تأخرك ، لأنه إذا لم يكن في ثورة تونس الكفاية لتنبيهك ، فقد كان في الخامس و العشرين من يناير 2011 ، يوم الغضب ، و ما تلاه من عواصف الغضب ، الكفاية لإيقاظك ، و رفع الغمة عن عقلك .
لسنوات كان حديث حزب كل مصر عن الثورة الشعبية السلمية التي تطيح بالنظام يقابل من الأجهزة الأمنية التابعة لآل مبارك بالسخرية ، و القهقهة ، و الأن لم يعد هناك حديث ، بل أفعال ، و أعمال ، يشارك فيها المواطنين المصريين من كل أطياف الشعب المصري .
إذا الأن هو وقت التفكير ، و التفكير الحاسم السريع ، لو كنت تعقل .
لا أعتقد إنك أحمق ، أو غبي ، لتظن أنك تستطيع الهرب إلى خارج مصر ، كما فعل جيمي ، أو كما يخطط ، إن كان لم يهرب بعد ، و كما يخطط كبار أركان نظام أسرة مبارك ، من السياسيين ، و الماليين .
دول الإتحاد الأوروبي لا تقبل أمثالك ، ليس لأنها مبدئية ، و لكن لأنها إنتقائية بدرجة كبيرة في قبولها لطلبات اللجوء ، و أنا هنا أتكلم عن خبرة كبيرة ، فقد تقدمت الصيف الماضي ، 2010 ، بطلبات لجوء سياسي إلى أكثر من دولة أوروبية ، مشهود لها إسما بالسمعة الطيبة في هذا الشأن ، و لكن لم يلق طلبي قبولا واحداً ، رغم برهنتي على نشاطي السياسي المعارض ، و الأخطار التي أتعرض لها في رومانيا ، و إضطهاد جهاز الإستخبارات الروماني لي ، و تعاون ذلك الجهاز مع إستخبارات نظام آل مبارك ، بمستوى يثير الدهشة حقا ، و قد ذكرت ذلك بشكل عابر في مقال : السفر بدون جواز سفر .
أما آل سعود فهم لا يستضيفون أمثالك أيضا ، فأنت في أنظارهم لست سوى مرتزق ينال أجر شهري ، و بعض الحوافز المادية بين حين ، و أخر ، و قد نلت أجرك بالفعل من النظام الذي خدمته ، و هم ليسوا بحاجة لخدماتك لأن لديهم مرتزقتهم المحليين من أمثالك .
إنك ستبقى في مصر .
ستبقى مع الشعب الذي تقف الأن ضد إرادته ، و أنت على وعي تام ، و لك كامل الحرية في الإختيار .
مصيرك إذا ، في زمن ما بعد عهد الإستبداد سيكون في يد الشعب الذي تحاربه هذه الأيام ، و لطالما حاربته من قبل طوال سنوات خدمتك لأسرة آل مبارك .
بالتأكيد لن يكون مصير مشرق ، و بالتأكيد أيضا لن يكون غير عادل ، لأننا شعب متحضر ، يعرف العدالة ، و يطبقها عندما يمسك بزمام أمره .
إذا الأن ، أيها الضابط الصغير ، أو المتوسط ، في وقت التفكير الحاسم السريع ، لإتخاذ قرارك الشخصي الفاصل ، لا يوجد أمامك سوى سؤال واحد قصير حاسم ، سيحدد مستقبلك ، أو مصيرك : لمن ستنضم ؟؟؟
للشعب المصري ، لتكفر بذلك عن تاريخك المهني المشين ، و ربما الدموي ، أم ستبقى على ولائك لمبارك ، يخوض بك ، و بأمثالك من الضباط الصغار ، و المتوسطين ، معركته ضد الشعب المصري حتى أخر لحظه في عمر نظامه ، ثم يتركك ورائه ، ليهرب إلى ملاذ آمن ، كما فعل أكثر من طاغية مخلوع ، أو ليذهب إلى الجحيم بسرعة ، كما كان مصير بعض الطغاة ؟؟؟
فكر ، و لا تتأخر علينا في الرد ، فلا توبة ستقبل عندما تبدأ أبراج القلعة في السقوط .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

28-01-2011



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها
- حتى نضمن نجاح ثورتنا
- الأهمية الإستراتيجية لمصر ليست عقبة في طريق التغيير
- القتل في الفقه السعودي
- ثورة لا تُمنع و لا تُخمد
- للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي
- هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم
- تشابهت الأخطاء في السودان و النتيجة واحدة
- لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة
- هل يملك آل مبارك أنفاق في رفح ؟
- العراق بين الذئاب
- المراقب الأهلي الأجنبي ممكن أن يكون تركي أو عراقي أو برازيلي
- ليس منا من يمارس العنف ، أو يهدد به ، أو يروج له
- الكوارث الطبيعية نادراً ما أسقطت الكيانات السياسية
- أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى و لا أتحسر على سقوط أسرة م ...
- غرس و تنمية الوعي الديمقراطي هدف هذه المرحلة
- بدون عنف ، لكن لا يجب أن تمر في هدوء
- دولة ولاية الفقيه لم تنفع متبعي الفقيه الجعفري
- الإندماج كله فوائد و غير مكلف
- عندها يجب محاكمة أبو جيمي و سيده


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟