أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد حسنين الحسنية - للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي














المزيد.....

للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 12:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مثلما عندما تقول : مصر ، فيتبادر لذهن الأوروبي الهرم الأكبر ، بالمثل إرتبطت رومانيا ، في ذهن المواطن في مصر ، و منطقتنا ، بإسم الرئيس الروماني الراحل : تشاوشيسكو .
ما يميز إسم تشاوشيسكو أكثر ، إنه ليس فقط مرتبط بإسم بلده ، كما إرتبطت مصر بالهرم الأكبر في الأذهان ، بل هناك ما هو أكثر من ذلك ، فقد إرتبط إسم تشاوشيسكو ، في الذهن العربي ، بالثورة ، و الأكثر من ذلك : بالمصير الذي ينتظر الطغاة ، أو المصير الذي يتمناه الكثيرون لطغاتنا .
منذ تم إعدام تشاوشيسكو في ديسمبر 1989 ، و إسمه أصبح يتردد بين المواطنين في العديد من دولنا العربية الإستبدادية .
تسمع إسم تشاوشيسكو يتردد في الأحاديث السياسية العادية بين الأفراد ، و في منتديات الحوار على الإنترنت ، و في المقالات ، و المدونات ، و تسمعه بينما تشاهد الفضائيات ، و كل هذا عند الحديث عن التغيير ، أو كلما سخنت الأحداث في أحد بلدان منطقتنا ، و يكون غالبا ذلك الإسم مرتبط بالمصير الذي يهدد به المتحدث طغاتنا بصفة عامة ، أو طاغية محدد ، أو يتمناه لهم ، أو له .
أقرب نموذج زمني لذلك ، الرابع عشر من يناير 2011 ، ذلك اليوم التاريخي ، حيث سمعت إسم تشاوشيسكو ، و أنا أشاهد أحد الفضائيات .
لكن كما تكاد أن تستوي معرفة العربي بتشاوشيسكو ، مع معرفة الأوروبي بالهرم الأكبر ، إلا أن للأسف تكاد لا تعرف أغلبية من يأتي إسم تشاوشيسكو على ألسنتها ما تبع إعدام تشاوشيسكو من خطأ من جانب الشعب الروماني .
بعد إعدام تشاوشيسكو إبتهج الشعب الروماني ، و ظن إنه قد تخلص من الحجر الثقيل الذي جثم على صدره سنوات ، فتم الإكتفاء بالقضاء على فلول قوات المخابرات التي ظلت موالية لتشاوشيسكو ، دون أن ينتبه إلى أن الخطر على الديمقراطية ، و الرفاهية ، لا يتمثل فقط في جيوب مقاومة عسكرية لجهاز قمعي ، و أعني الإستخبارات الرومانية ، بل أيضاً في فلول النظام من المدنيين ، من أعضاء رجال الصف الثالث ، و الرابع ، و ما بعد تلك الصفوف ، الذين أمسكوا بالحكم في رومانيا ، فأتوا بها للوراء .
الذي حدث و بإختصار ، أن أحد رجال الصف الثالث ، و أعني إليسكو ، قبض على زمام الأمور في رومانيا لمدة عامين بحجة تهيئة البلد للعهد الجديد ، ثم كان أن فاز في إنتخابات مشبوهة بالحكم ، و تم تغيير مسميات بعض الأجهزة القمعية لمسميات جديدة لكنها ظلت قمعية في جوهرها ، واسعة في نفوذها ، فلازال لليوم للإستخبارات الرومانية نفوذ كبير في الدولة يفوق نفوذ أي جهاز إستخبارات في أي دولة بالإتحاد الأوروبي .
النتيجة ، و بإختصار ، كانت سلبية ، لأن الثورة لم تكتمل .
وصفت ما حدث في رومانيا في مقال سابق ، و بشكل أكثر تفصيلاً ، و عنوان المقال المشار إليه هو : حتى لا تصبح ديمقراطياتنا مثل ديمقراطية رومانيا .
كتبت المقال المشار إليه أعلاه لأحذر الشعب العراقي من التهاون في تتبع فلول النظام القمعي العراقي البائد ، و لكني أكتب اليوم ليس تخويفا من مستقبل لم يأت ، بل للتحذير من خطأ قاتل ، حدث في رومانيا ، و أراها يتكرر في تونس ، مع بعض الإختلافات غير المؤثرة ، فأركان النظام التونسي القمعي السابق هي التي تمسك بالسلطة الفعلية للأن ، كما حدث تماما في رومانيا ، و من الأن يمكن أن أتوقع كيف سيكون شكل تونس ، بتطبيق النموذج الروماني ، لو إستمر هؤلاء في الحكم .
سيتم منح بعض الحريات ، وتوسيع نطاق البعض الأخر ، و سيكون النظام الجديد أكثر تساهلا مع النقد بعض الشيء ، و لكنه سيظل قابض على السلطة ، و سيظل ينهب البلد ، و سيظل للأجهزة الأمنية ، و بخاصة السرية ، نفس النفوذ الواسع ، و لكنها سترتدي قفاز حريري لتخفي قبضتها الحديدية .
للشعب التونسي ، أقول له من منفاي القسري ، و القمعي ، في رومانيا :
أكمل ثورتك ، فثورتك لم تكتمل .
تتبع فلول نظام بن علي لتقدمهم للعدالة التونسية ، فإسقاط قمة الشجرة الخبيثة لا يكفي مادام الجذع قائم ، و الجذور تتمتع بالحيوية .
لا تسمح بأن يحكمك إليسكو تونسي .
لا تسمح بأن تكون الديمقراطية التونسية مثل ديمقراطية رومانيا .
و لا تنس أن تضغط على نظام آل سعود ليسلم للعدالة التونسية الطاغية الفار .

من المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

15-01-2011



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم
- تشابهت الأخطاء في السودان و النتيجة واحدة
- لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة
- هل يملك آل مبارك أنفاق في رفح ؟
- العراق بين الذئاب
- المراقب الأهلي الأجنبي ممكن أن يكون تركي أو عراقي أو برازيلي
- ليس منا من يمارس العنف ، أو يهدد به ، أو يروج له
- الكوارث الطبيعية نادراً ما أسقطت الكيانات السياسية
- أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى و لا أتحسر على سقوط أسرة م ...
- غرس و تنمية الوعي الديمقراطي هدف هذه المرحلة
- بدون عنف ، لكن لا يجب أن تمر في هدوء
- دولة ولاية الفقيه لم تنفع متبعي الفقيه الجعفري
- الإندماج كله فوائد و غير مكلف
- عندها يجب محاكمة أبو جيمي و سيده
- تذكر أن والدك كان لاجىء و أن جدك كان مطارد
- علينا أن نطالب بالعدالة و أن نمارسها
- حتى لا يرث جيمي مبارك نفس العقدة
- د. بيار زلوعة و فكرة النقاء الجيني الذكري الفينيقي
- هل ستغلق القلوب أيضا ؟
- إنه قصور في الرؤية لدى حماس


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد حسنين الحسنية - للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي