أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - حتى لا يرث جيمي مبارك نفس العقدة














المزيد.....

حتى لا يرث جيمي مبارك نفس العقدة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 13:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كان من تقاليد الجيش المصري - و ربما من تقاليد جيوش أخرى - و التي أتمنى أن يظل معمول بها في العسكرية المصرية ، أن يطلب من الفرد الذي يصاب بأي أذى أثناء أدائه أحد التدريبات ، أن يقوم بإعادة التدريب الذي سبق أن تسبب في أذاه حالما يتعافى من إصابته ، و ذلك بهدف منع تكون عقدة لديه ، و ربما لدى رفاقه ، من ذلك التدريب ، الذي ربما يكون في القدرة على أدائه الفارق بين الحياة و الموت في ساحة المعركة الحقيقية .
حسني مبارك رجل عسكري ، و هو يفخر بذلك ، و هو شخصيا يعتبر عسكريته أحد أركان شرعيته كرئيس ، و لكنه للأسف لم يحفظ ذلك التقليد العسكري ، و الذي بالتأكيد كان يحرص على تعليمه لطلابه عندما كان معلما عسكريا ، و للرتب الأدنى منه عندما كان قائدا جويا .
عقدة حسني مبارك هي إثيوبيا بخاصة ، و أفريقيا جنوب الصحراء بعامة ، تلك العقدة التي نتجت عن محاولة الإغتيال الآثمة التي تعرض لها في إثيوبيا في يونيو من عام 1995 .
فمنذ صيف عام 1995 من الممكن القول بأن حسني مبارك لم يقم بزيارة حقيقية لأفريقيا جنوب مصر ، لأننا لا يمكنا أن نعد أي زيارة خاطفة للخرطوم ، و لا تتجاوز حدود مطار الخرطوم ، زيارة حقيقية تدل على إن حسني مبارك تجاوز عقدته الأفريقية التي أصيب بها في صيف عام 1995 .
أفريقيا ليست لنا منطقة بعيدة مثل أمريكا اللاتينية ، أو جنوب شرق آسيا ، حتى يمكنا تجاهلها .
مصر دولة أفريقية ، و شريان حياتها ينبع في أفريقيا ، و يمر بما يقرب من نصف طول قارتنا قبل أن ينتهي عند البحر المتوسط ، لهذا فإن الإحجام عن الإنغماس في السياسة الأفريقية يعد نوع من الغباء ، و قد سبق أن تعرضت في مقالات سابقة لما يحدق بمصر من أخطار تتعلق بشريان حياتها اخرها : الميه يا ريس ، النيل يا ريس ، و هي الأخطار التي أصبحت أكثر قربا ، و أعلى خطرا ، فقد مر منذ أمد الوقت الذي كانت فيه تلك المخاوف مجرد مخاوف إفتراضية .
و الكارثة أفدح إن ورث جيمي مع العزبة التي كانت دولة نفس العقدة ، خاصة إن مخطط أسرته لحكم العزبة يصل حتى عام 2045 ، و الذي يبدو إنه سيتحقق في ظل السبات الشعبي الحالي .
للأسف لا يوجد حاليا قائد أعلى من أبو جيمي في تسلسل القيادة المصرية ، ليأمره بتجاوز مخاوفه ، و إعادة التدريب ، بالقيام بزيارات حقيقية لإثيوبيا ، و لبلدان أفريقية أخرى تقع جنوب خط إثنين و عشرين شمال خط الإستواء .
حاليا علاج تلك العقدة يجب أن يأتي من داخل حسني ذاته ، الذي يجب أن يتجاوز رهبته بقوة إرادته الذاتية ، و حتى لا يبدو له ، و لأسرته ، إنني أطلب منه ، و منهم ، المستحيل ، فنصيحتي هي التدرج في تحطيم عقدته النفسية الأفريقية ، بالقيام أولا بزيارات خاطفة لبعض البلدان الأفريقية المنتقاة ، ثم بالزيادة التدريجية في مدد الزيارات ، و نطاقاتها ، ثم بزيادة التنوع في قائمة البلدان الأفريقية التي يزورها ، و بالحرص على حضور قمم الإتحاد الأفريقي ، و هكذا حتى نراه يوما يقوم بزيارة إثيوبيا مصطحبا معه نجله جيمي ليدلل له على إنه لا خوف من أفريقيا .
أتمنى - و طالما آل مبارك في سدة الحكم - أن أرى زيارات أفريقية مكوكية لأبو جيمي ، و الأهم لجيمي ، بإعتباره إنه المستقبل الحالك لمصر ، يقطع فيها جيمي أفريقيا بالطول و العرض ، من رأس الرجاء الصالح ، و إلى حدود مصر الجنوبية ، و من القرن الأفريقي للسنغال ، ليبرهن للشعب المصري على إنه لا يخاف من أفريقيا ، و إنه يعلم المخاطر التي تحدق بشريان مصر ، و إنه لا ينظر إلى مصر على إنها بقرة يجب حلبها حتى ينقطع لبنها ، و ينصرم دمها .
أتمنى أن أرى جيمي مبارك في إثيوبيا ، و أوغندا ، و كينيا ، و غيرهم ، في أقرب وقت ، مستطلعا ، و باحثا ، ليفهم قضية ماء النيل من كافة جوانبها ، ثم ليطلع علينا ، و على شعوب حوض النيل ، بالحل .

02-10-2010

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. بيار زلوعة و فكرة النقاء الجيني الذكري الفينيقي
- هل ستغلق القلوب أيضا ؟
- إنه قصور في الرؤية لدى حماس
- هل حلال للأتراك و حرام على المصريين ؟
- كان أفلح مع عرابي و عبد الناصر
- برغم ذلك سنظل ندعم الاتحاد من أجل المتوسط
- الغاز المصري أولى به المصنع المصري
- بشار الأسد و جمجمة الناصرية
- الميه يا ريس ، النيل يا ريس
- أوضاع أقلياتنا تنسف مشروع دولة واحدة من النهر للبحر
- السفر بدون جواز سفر
- حماس ليست أعز عليه من أوجلان
- أخرجوا للطبيعة ، أخرجوا للحرية
- هل هي عادة أمريكية ؟
- الأسد يمكن قلبه إلى فأر
- الحبكة يلزمها فارسي و يهودي ، الأفريقي لا ينفع
- السنن السورية السياسية السيئة
- التكنوقراط من الأقليات هم الحل في هذا الموقف
- الأمل يمنع إستخدام القوة ضد إيران
- وزير الري القائد الأعلى للقوات المسلحة


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - حتى لا يرث جيمي مبارك نفس العقدة