|
حمداً لله إنه غبي ، الخوف هو من طعنة في الظهر
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3261 - 2011 / 1 / 29 - 23:40
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
أعلم منذ سنوات أن مبارك شخص ذو مستوى ذكاء منخفض ، و أعلم إنه كان يعوض ذلك بثلاث طرق ، أولها العمل الدائب ، ثم الإعتماد على مستشارين ، و أخيرا الإعتماد على القوة الغاشمة الصريحة المغموسة بالقذارة في السلوك ، التي هي - و أعني قذارة السلوك - بالتأكيد نتاج فقدانه للتربية الصالحة في صغره . الوسيلة الأخيرة شُلت مع إستفحال ثورة الغضب ، التي تغلبت على القوة ، و قبلها على الخوف من مواجهة القوة . و الثانية يبدو إنها لا تعمل منذ بعد ظهر يوم جمعة الغضب ، و أن مستشاريه أصبحوا أكثر إهتماما بمصائرهم هم ، لا مصيره هو ، و أنهم تركوا له إتخاذ القرار . و ها هو يبرهن على غباءه المتأصل ، عندما ترك له إتخاذ القرار . القرارات الأخيرة ، و التي منها إختيار المدعو عمر سليمان كنائب له ، و ربما كوريث له ، و إختيار تابعه المخلص شفيق كرئيس للوزراء ، أكبر دليل على غباءه المتأصل . لقد كنت قلق ، أشد القلق ، على الثورة في الساعات التي تلت خطاب المدعو أبو جيمي ، و لكن قلقي تلاشى عندما تأكدت الأنباء عن إختيار كل من سليمان و شفيق . لقد كنت أخشى على الثورة من أن يلمع بريق ذكاء مفاجئ ، في ذهن مبارك ، في تلك الساعات الحرجة من عمر ثورة الشعب ، أو كما نقول بمصريتنا العامية : ربنا يفتح عليه بفكرة ، كنت أخشى أن تكون ألمعية . كنت أخشى أن يقع إختيار أبو جيمي على شخصية تتمتع بإحترام الشعب ، أو حتى ببعض الإحترام ، خاصة أن هناك مجموعة أسمت نفسها بمجموعة التغيير ، لديها ميول الخنوع ، و الحلول الوسط ، و الصفقات ، و الكثير من أعضائها أصلا عملاء لأجهزة أمن آل مبارك ، و يمكن أن تمارس على الشخص المحترم الوحيد في تلك المجموعة ضغوط بإسم إنقاذ الوضع ، أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، و ما إلى ذلك ، ليقبل أن يشغل منصب نائب رئيس ، أو رئيس وزراء ، حسب ما كان سيجود به مبارك عليه ، و على جمعيتهم ، خاصة أن المحترم الوحيد فيهم يبدو إنه ليس ذو شخصية قوية تقاوم الضغوط ، كما يبدو إنه لا يملك رؤية واضحة للموقف ، و لا خطة متماسكة من أجل المستقبل . لكن الله سلم ، و الحمد لله ، و أغشى بصر الطاغية الدموي ، و جعل غمامة الغباء تلف عقله ، حتى لا تضيع دماء شهداء مصر الحرية ، و العدالة ، هدراًَ . و قد زال قلقي على مستقبل الثورة منذ ساعات عندما رأيت كيف كان رد فعل شعب مصر العريق ، أبو الحضارة ، على تلك القرارات الغبية ، فلم تنطل عليه خدعة مبارك الغبية ، لأنه أذكى بكثير مما يعتقد حسني مبارك ، الذي طالما إحتقرنا كشعب . الأن أستطيع أن أقول أن معركتنا ، كشعب ، من أجل الحرية ستستمر ، و أننا في أمان - إلى حين - من طعنة في الظهر من الخانعين ، الذليلين ، أصحاب الحلول الوسط ، الذين يريدون سرقة الثورة ، خاصة أن الكثيرين منهم يخافون أن ينفضح أمرهم . إذا عدت للتعليق على إختيار كل من سليمان ، و شفيق ، فأقول ، أنه لا يوجد في صالح ثورتنا أفضل منهما ، فأولهما ذو تاريخ قمعي ، معروف حتى داخل صفوف الجيش المصري ، الذي حاول لمرات الإطاحة بمبارك ، مثلما له تاريخ قمعي مع الشعب المصري ، في داخل مصر ، و خارجها ، و يكفي حالات الإختطاف من الخارج ، و حالات الإغتيالات في الخارج ، التي تمت في عهد قيادته لإستخبارات آل مبارك ، كما أن تاريخه السياسي كله فشل ، سواء على صعيد القضية الفلسطينية ، و بخاصة في غزة ، و في السودان الفشل أكبر ، و في حوض النيل ، أشنع ، و أخطر أثرا على مصر ، عندما لن نجد ماء يكفينا خلال ربما ثلاثين عاما ، بفضل إمساك المدعو عمر سليمان بملف السودان ، و حوض النيل . لقد إختار مبارك شخص يداه ملطختان بدماء المصريين ، و فاشل سياسياً على كل صعيد . أما شفيق فيكفي إنه إنتقاء يد مبارك ، منذ كان في القوات الجوية التي ينتمي لها مبارك ، و معروف إنه ليس أكثر من تابع وفي مخلص لسيده . مبارك لا يخدع إلا نفسه ، و ألاعيبه مفهومة ، و حتى محاولة تشويه صورة الثورة بوصمها بوصمة السلب ، و النهب ، مفضوحة ، لأن الشعب يعلم بالتحالف الوثيق بين أجهزة أمن مبارك ، و البلطجة ، و هو التحالف الذي ظهر من قبل في يوم هتك العرض العلني في مايو 2005 ، و في أكثر من إنتخابات ، حين كان يقف البلطجية ، مع العاهرات ، بجانب الشرطة ، للتعدي على الذين يحاولون الإدلاء بأصواتهم . أكاد أقول إنني لست قلق على الثورة من قرارات أبو جيمي ، و لكني بالتأكيد قلق عليها من الطابور الخامس المندس ، الذي زرعه آل مبارك بين المعارضة ، و الذي يكاد يحتل الأن شاشات بعض المحطات الفضائية ، مثل البي بي سي العربية ، و الذي ربما يلقى تفضيل بعض الأطراف ، في الداخل ، و الخارج . أخاف على ثورتنا من الطعن في الظهر ، لا من المواجهة وجها لوجه .
المنفى القسري : بوخارست - رومانيا
29-01-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب لا يقبله سوى الخونة ، و لا يصدقه إلا البلهاء ، الثورة ي
...
-
أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟
-
في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها
-
حتى نضمن نجاح ثورتنا
-
الأهمية الإستراتيجية لمصر ليست عقبة في طريق التغيير
-
القتل في الفقه السعودي
-
ثورة لا تُمنع و لا تُخمد
-
للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي
-
هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم
-
تشابهت الأخطاء في السودان و النتيجة واحدة
-
لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة
-
هل يملك آل مبارك أنفاق في رفح ؟
-
العراق بين الذئاب
-
المراقب الأهلي الأجنبي ممكن أن يكون تركي أو عراقي أو برازيلي
-
ليس منا من يمارس العنف ، أو يهدد به ، أو يروج له
-
الكوارث الطبيعية نادراً ما أسقطت الكيانات السياسية
-
أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى و لا أتحسر على سقوط أسرة م
...
-
غرس و تنمية الوعي الديمقراطي هدف هذه المرحلة
-
بدون عنف ، لكن لا يجب أن تمر في هدوء
-
دولة ولاية الفقيه لم تنفع متبعي الفقيه الجعفري
المزيد.....
-
مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
-
هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال
...
-
مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
-
الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
-
-حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار ..
...
-
اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
-
مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
-
4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
-
سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا
...
-
ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|