|
مصر أولى بذلك الدور نحو شقيقتها من حلف الأطلنطي
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 18:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إقامة العدل فريضة على كل البشر ، لا تتقيد بقيد . على سبيل المثال لا تتقيد إقامة العدالة بشرط الدين ، فلا يمنع تطبيق العدالة أن يكون الظالم مسلم ، و المظلوم مسيحي ، أو يهودي ، أو مجوسي ، أو هندوسي ، أو ملحد . و لا تتقيد بالتأكيد بأي شرط من صنع البشر ، مثل السيادة الوطنية . ما يحدث في ليبيا هذه الأيام هو مجزرة ، يرتكبها طاغية بحق شعبه ، و يجب إيقافه عند حده ، و في أسرع وقت ممكن ، لأن في التدخل السريع إنقاذ لحياة البشر ، و إنقاذ حياة و لو إنسان واحد ، لا تقدر بأي ثمن مادي . مصر الرسمية ، لا يصح أن تقف هكذا مكتوفة اليدين ، تكتفي بفتح الحدود ، و السماح بإرسال المساعدات الإنسانية ، فقط ، تاركة مذبحة تجري على حدودها الغربية ، بيد طاغية ، ضد شعب شقيق ، له إمتدادات داخل مصر ، منذ فجر التاريخ المصري ، و إلى الوقت الحاضر ، و تشكل تلك الإمتدادات جزء أصيل من الشعب المصري . في الموقف المصري الرسمي الحالي بشأن ليبيا ، لا أرى أن هناك فارق بين ما قبل الحادي عشر من فبراير 2011 ، و ما بعد ذلك التاريخ . نفس الموقف الرسمي الحالي ، هو ذاته الذي كان سيتخذه مبارك لو كانت الثورة الليبية سابقة على الثورة المصرية ، و في هذا دليل أخر على أن النظام الذي أسسه حسني مبارك لازال يحكم مصر ، و أن الممسكين بالملفات الخارجية حاليا ، هم أنفسهم الذين أمسكوا بتلك الملفات قبل الحادي عشر من فبراير 2011 . نفس المواقف المخزية التي تعودنها من نظام حسني مبارك ، لازالت تمارس . و نفس السياسات الرسمية القديمة لازالت تطبق ، و منها إنتظار التحرك الغربي أولاً . لو كانت الثورة المصرية إكتملت بالفعل ، لما إنتظرنا الأنظمة الغربية لتأخذ الخطوة الأولى ، لأننا نعرف جيداً الأنظمة الغربية ، و سياساتها في مثل هذه المواقف . إنها في مثل هذه المواقف تتلكأ في إتخاذ المواقف الجادة ، تاركة فسحة من الوقت لأصدقائها ، من الطغاة السفاحين ، ليكملوا مهماتهم ، فإن لم ينجحوا في إكمال جرائمهم الدموية بسرعة ، و بدون ضجة ، فإنها قد تتدخل . الحديث الدائر حالياً بين القوى الغربية ، و كما أعلنت وسائل الإعلام العالمية ، هو إقامة منطقة حظر جوي ، لمنع المزيد من الغارات الجوية التي يشنها نظام القذافي ضد الشعب الليبي الشقيق ، فهل لا تستطيع مصر القيام بذلك ، دون إنتظار قرار أممي ، و دون ضوء أخضر من الخارج ؟؟؟ ألا يمكن تحريك منصات للرادارات ، و وحدات للدفاع الجوي ، التي تتعامل مع كافة أنواع الطيران ، المنخفض ، و المرتفع ، النفاث ، و المروحي ، مصحوبة بوحدات برية لحمايتها ، و كل ذلك من الجيش المصري ، إلى داخل الأراضي الليبية المحررة من قبضة الطاغية ؟؟؟ ألا يمكن تحريك الطيران المصري إلى القواعد العسكرية الغربية في مصر ، و ربما إلى داخل المطارات الليبية في المناطق المحررة ، للقيام بدوريات فوق الأراضي الليبية ، و التعامل مع الطائرات التابعة لنظام القذافي الدموي ؟؟؟ ألا يمكن أن يقوم الطيران المصري ، المشهود له بالكفاءة ، بشن غارات على كافة المطارات التابعة لنظام القذافي ، حتى في العمق الليبي ، لشل جهاز طيرانه ؟؟؟ ألا يمكنا تزويد الشعب الليبي الثائر ، و بخاصة إلى وحدات الجيش الليبي المنضمة للشعب ، بما تحتاجه من سلاح ، و ذخائر ، لمقاومة أي محاولة لنظام القذافي لإعادة قبضته على المناطق المحررة ؟؟؟ ألا يمكن مصر القيام بكل ما سبق ، بعد إستئذان قيادات الثورة الليبية ، و قيادات الجيش الليبي التي إنضمت للثورة الشعبية الليبية ، و مشايخ القبائل ، مع التعهد للشعب الليبي بسحب كافة القوات المصرية من ليبيا فور إستتباب الأمن ، أو بمجرد طلبهم ذلك ؟؟؟ بالتأكيد بإمكان مصر القيام بكل ذلك ، و أكثر ، لو سمح لها الشعب الليبي الحر بذلك ، و لكن المشكلة هي في النظام الذي لم يسقط بعد . مصر الديمقراطية بإمكانها المساعدة في حقن الدماء الليبية ، و لكن مصر الرسمية الحالية ليس من مصلحتها سقوط القذافي ، و لا أشك في إنها تتمنى عودة بن علي لحكم تونس . لكي نساعد الأخرين ، بفاعلية ، في معاركهم من أجل الحرية ، يجب أن نحرر مصرنا أولاً . يا شعب ليبيا ، لو كنا أحرار تماما ، لما سمحنا لذلك السفاح بأن يتمادى في جرائمه .
25-02-2011
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كالفرنسية ، ستطول ، بالفعل دامية
-
النظام البرلماني قادر على الإصلاح و البناء
-
ستة أعوام للفترة الواحدة خطر في ظروفنا الحالية
-
حسني مبارك مطمئن لأن أتباعه في السلطة
-
هل قرروا البقاء لمدة غير محددة ؟
-
هكذا سيتصرف الإنقلاب العسكري الحقيقي
-
الشعب و جيشه ، أب و ابنه
-
يجب إحتلال مبنى مجلس الشعب
-
الإقتصاد نقطة ضعف نظام مبارك
-
يا أهل الصعيد ، سيخجل منكم أحفادكم
-
الثاني من فبراير يحمل بصمة جمال مبارك
-
لم يبق إلا القليل ، فإلى مزيد من التصعيد
-
كيف يتعامل الإعلام الروماني مع الثورة المصرية ، تجربة شخصية
-
حمداً لله إنه غبي ، الخوف هو من طعنة في الظهر
-
خطاب لا يقبله سوى الخونة ، و لا يصدقه إلا البلهاء ، الثورة ي
...
-
أيها الضابط الصغير ، هل فكرت في مصيرك ؟
-
في سلوكنا الحضاري إستمرارية الثورة و نموها
-
حتى نضمن نجاح ثورتنا
-
الأهمية الإستراتيجية لمصر ليست عقبة في طريق التغيير
-
القتل في الفقه السعودي
المزيد.....
-
لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار
...
-
حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب
...
-
جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي
...
-
السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي
...
-
قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل
...
-
-يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في
...
-
-تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن
...
-
الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود
...
-
-بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز
...
-
هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|