أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - أنا حر إذاً أنا موجود



أنا حر إذاً أنا موجود


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 23:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كلنا يعرف المقولة الشهيرة للفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت : أنا أفكر إذاً أنا موجود، بمعنى أنه أثبت وجوده من خلال إثبات أن لديه القدرة على التفكير الحر.أما اليوم وفي عصر انتفاضة الشعوب العربية ضد الفساد والظلم والاستبداد فيحق لنا أن نطور مقولة ديكارت إلى معنى جديد يشحذ الهمم ويلهب الحماس من أجل تحقيق هدفنا وسعينا السلمي المشروع كعرب كي نكون أحراراً. نعم أنا حر إذاً أنا موجود حقيقة أدركتها كل الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين والجزائر والباقية تأتي.

هذه الشعوب التي ظلمت أكثر ما ظلمت من جانب شركائهم في نفس الوطن وليس من جانب المستعمر الأجنبي تعبر عن هذه المقولة اليوم ليس بالقول ولكن بالتضحيات وبالدم، هذه الشعوب التواقة للحرية والكرامة لن تسكتها مدرعات أو قنابل أو طلقات الغدر من جانب زبانية الشرطة والمأجورين عن السعي لنيل حريتها والخلاص من استبداد و جبروت وعفن حكامها حتى ولو بعد حين.

كل كائن في الوجود حتى الحيوانات والطير فطر على أن يفضل الموت عن أن تسلب منه حريته أو أن يظلم وآن الأوان أن يفهم حكامنا أن زمن استعباد ونهب الشعوب قد ولى بلا رجعة وإنه ليس بمقدورهم البقاء فوق عروشهم ضد إرادة الشعوب.
عليهم ألا ينخدعوا بوجود قلة فاسدة ذات فطرة مريضة تحيطهم بتأييد زائف من أجل حماية مكتسبات غير مشروعة، أقول لحكامنا أن هؤلاء هم أول من سيقفز كالفئران من سفنهم عندما تبدأ في الغرق ولهم فيما حدث في ثورة مصر لعبرة.

نقول للطغاة العرب أن عليهم أن يدركوا أنه لم يعد أمام شعوبهم إلا خيارين فإما حياة كريمة أو التظاهر والمقاومة حتى الموت، فلماذا العناد وتحدي إرادة الشعوب في معركة حق محسومة سلفا.

ونقول لحكام الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا أن عبارات حقوق الإنسان التي تتذكرونها عندما تندلع المظاهرات ويتم قمعها بوحشية في إيران عليكم أن تتذكرونها أيضاً عندما يحدث نفس الشيء في البحرين وليبيا وغيرها. إن إستراتيجيتكم القائمة على أن الاستقرار يعلو على الديمقراطية و حقوق الإنسان في المنطقة العربية توجه خاطئ تماماً وهذا ما أثبتته هذه الثورات المندلعة في كل مكان. أي استقرار هذا الذي يقوم على الاستبداد والفساد؟ و متى ستدركون أن الحرية والديمقراطية هما أكبر ضمان للاستقرار؟

إننا ندعوكم إلى التدخل لوقف المذابح التي تجري في ليبيا تحت ناظريكم والمساهمة الفعالة في تحقيق التطلعات المشروعة والسلمية لكل الشعوب العربية الراغبة في تنفس عبير الحرية والكرامة.

لقد أشرقت شمس الحرية في العالم العربي بعد طول غياب ولن يكون بمقدور الحكام المستبدين وزمرة الفاسدين من حولهم إخفاء نورها بعد الآن.
على الثوار في كل مكان أن يعوا تماماً أن استخدام الأنظمة المستبدة لأساليب القمع الوحشية ليس دليل قوة على الإطلاق بل إنه دليل واضح على يأسهم وإفلاسهم وقرب نهايتهم، إن الحاكم المستبد والفاسد تعوزه الحجة والقدرة على الإقناع بالطرق السلمية ولا يستطيع أن يدخل في حوارات بهدف الوصول إلى إصلاحات ديمقراطية حقيقية لأن هذا ببساطة يعني حرمانه من سطوته وصلاحياته الإلهية ولذلك يلجأ عادة إلى أسلوب المناورات والوعود الفارغة وإضاعة الوقت لاستنزاف همم المعارضين وتشتيتهم، فإذا ما فشلت هذه التكتيكات يلجأ إلى أساليب العنف والبلطجة والترويع عسى أن يعود الشعب إلى بيت الطاعة من جديد، وقد أثبتت ثورة كل من تونس ومصر أن مآل هذه الحيل هو الفشل.

عليكم بالصبر والمثابرة لأن الطريق إلى الحرية والكرامة صعب ومرير ولكن ثمرته حلوة وتذكروا أن هذا اختبار من الله لعزائمكم وأنه معكم ومن يكن الله معه فمن يستطيع أن يكون ضده؟

ولعلي أختم بالقول أنه يخطئ من يعتقد أن الحرية والديمقراطية والعدل والكرامة وكل هذه المبادئ الرائعة يمكن أن تتحقق بشكل تلقائي لمجرد أنها مبادئ نبيلة بحيث نعود إلى بيوتنا ونكتفي بالدخول في حوارات غير مجدية مع الحاكم المستبد، فقد جربنا كل هذا من قبل في مصر وفشلنا في الحصول على أي من حقوقنا، بل على العكس تماماً وهذا ما يثبته التاريخ الإنساني أنه كي تسود هذه المبادئ وتنتصر لابد لها من قوة تساندها، ولذلك فإن الشعوب ذات العزيمة والإرادة القوية والمستعدة للتضحية هي وحدها التي تنال حقوقها وتفرض سيادتها.
تحية وإجلالاً من الأعماق لكل المناضلين والمناضلات من أجل حريتهم الذين يدركون أن حياتهم دون حريتهم لا قيمة لها وإنها حياة أكرم منها الموت.
ثبت الله على طريق الثورة خطاكم وأيدكم بنصره وإن نصره لقريب.



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قم يا مصري من أجل كل عربي
- ماذا يريد البابا شنودة؟
- لن ننسى أيها الطغاة
- الدين والاستبداد والثورة
- الثورة التونسية وانعكاساتها المستقبلية
- أن تكون متديناَ
- اللغة العربية تحتضر
- عرض مبسط لآخر تطورات الاقتصاد العالمي
- نداء إلى المسلمين والمسيحيين في العالم العربي
- صراع العلم والدين..الى أين؟
- خريف الرئيس
- وفاة أعظم مفكر عربي معاصر د.محمد أركون
- عودة الحمار ( الجزء الثاني )
- عن الكرة و السياسة والفساد في مصر
- الشعوب العربية ومعضلة رجال الدين
- البرادعي والسفيرة الأمريكية
- الاقتصاد والعولمة
- البقاء للأقذر
- ذكريات حب الطفولة
- البرادعي و الإخوان المسلمون


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - أنا حر إذاً أنا موجود