أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - أن تكون متديناَ














المزيد.....

أن تكون متديناَ


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 21:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كل ما هو إلهي نور وسلام ومحبة وليس ظلام وغدر وكراهية ، أقول هذا لمن خططوا ونفذوا الهجوم الدنيء على أشقائنا الأقباط المصلين في كنيسة القديسين بالإسكندرية ومن قبلها على أشقائنا المسيحيين في كنيسة سيدة النجاة في العراق منذ حوالي شهرين .

هؤلاء المتطرفون حسبوا أنهم في مهمة دينية وأنهم يقدمون أرواح هؤلاء الأبرياء قرباناَ إلى الله وأن جزاءهم الجنة ،وهم يؤمنون بأنه يتعين على جميع البشر أن يكونوا مسلمين حتى ولو استدعى الأمر استعمال القوة والقتل ونسوا أن الله يقول " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة " وإنه يقول " لا إكراه في الدين " ويقول "ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا إنا نصارى"

أن المتطرفين في كل الأديان هم عادة أقل الناس فهماَ لدينهم ناهيك عن ديانة الآخرين، والمتطرف الديني لا يرى إلا اللونين الأسود والأبيض ولا يؤمن بالاختلاف فإما أن تكون معه أو ضده وهو يكره حتى أبناء دينه ممن يؤمنون بالاعتدال والتنوع وحرية الاعتقاد ويتهمهم بالضلال والانحراف عن صحيح الدين وفقاَ لفهمه السقيم.

لابد أن نعترف أن التطرف الديني أصبح مشكلة خطيرة في مصر وهي في تفاقم خاصة مع انخراط بعض المثقفين والبرامج التليفزيونية في إزكاء نارها سواء بحسن نية أو نية مبيتة .

وقد كنت في مصر أثناء الهجوم الغادر ولاحظت أن الحساسيات الدينية بين المسلمين والأقباط تتجه من سئ إلى أسوء وسط الأوساط الشعبية وأدعياء التدين، بينما لازالت العلاقة بين الطرفين علاقة ممتازة و تسودها المحبة والاحترام والمجاملات في الأوساط الثقافية و الفنية وهو ما يرجح أننا إزاء مشكلة ثقافة دينية مشوهة.

ولن أمل من تكرار مقولتي أن تركيزنا على الخلافات الدينية لن يوحدنا أبداَ وإنما هي الإنسانية التي توحدنا، ولذلك يتعين على أجهزة الإعلام والمؤسسات الدينية لدى الدولة أن تقوم بحملة تنوير وأن تؤكد وتكرر أن الدين مسألة شخصية وأنه لا يحق لأحد أن يهاجم معتقدات الآخرين علناَ أو أن يحاول فرض معتقداته أو فهمه الخاص للدين على الغير ،وقتها سوف نتمكن من العيش المشترك في محبة وسلام واحترام كما كنا عبر القرون الماضية .

إنني أسأل هؤلاء المتطرفين هل أصبحت البطولة هي الهجوم على كنيسة تضم أناساَ أبرياء يصلون إلى الله ؟
هل أصبح الجهاد في سبيل الله هو قتل الأبرياء العزل غيلة ؟

إن ما قمتم به لا يشرف أي مسلم ولا يشرف أي دين ويمثل إساءة بالغة للإسلام والمسلمين .

إن المتدين الحق هو إنسان نزيه وأمين ورحيم ويحمل على عاتقه مسئولية كبيرة نحو كل ما هو حوله سواء كان إنساناَ أم حيواناَ أم نباتاَ أم طبيعة ، إن المتدين الحق لا يقتل ولا يعتدي بغير حق على كل ما سلف ولا يستضعف الآخرين أو يستخدم الكثرة العددية لإرهابهم أو إذلالهم ، إن المتدين الحق يمد يده للضعفاء لمساعدتهم ونصرتهم لا لقتلهم والتنكيل بهم .

إنني أتقدم بخالص العزاء لكل إخوتي وأخواتي الأحباء أقباط مصر ومسيحيو العراق وكل مسيحي في العالم العربي تعرض لأي نوع من الاضطهاد أو الإرهاب .

وإنني لأدعو الله أن يشملكم برعايته من كل سوء وأن يحفظكم لأوطانكم وأن يهدي هؤلاء المتطرفين إلى الفهم الصحيح للدين الإسلامي.

محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي مصري



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية تحتضر
- عرض مبسط لآخر تطورات الاقتصاد العالمي
- نداء إلى المسلمين والمسيحيين في العالم العربي
- صراع العلم والدين..الى أين؟
- خريف الرئيس
- وفاة أعظم مفكر عربي معاصر د.محمد أركون
- عودة الحمار ( الجزء الثاني )
- عن الكرة و السياسة والفساد في مصر
- الشعوب العربية ومعضلة رجال الدين
- البرادعي والسفيرة الأمريكية
- الاقتصاد والعولمة
- البقاء للأقذر
- ذكريات حب الطفولة
- البرادعي و الإخوان المسلمون
- خناقة على من يركب الحمار
- هل يمكن أن يأتي الإصلاح في مصر من الداخل؟
- نصيحة مخلصة إلى الإخوان المسلمين
- مقدمة في الغدر والتملق عند العرب
- حقيقة دور المضاربين وأزمة النظام الرأسمالي
- الإسلام ما بين التقدم والتخلف


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمود يوسف بكير - أن تكون متديناَ