أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود يوسف بكير - البقاء للأقذر














المزيد.....

البقاء للأقذر


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 2944 - 2010 / 3 / 14 - 23:00
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


"كلما زادت معرفتي بالناس زاد احترامي للكلاب " جملة قالتها جلوريا أرليد وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة .
يحتفل العالم هذه الأيام بذكرى ميلاد واحدة من أهم النظريات المفسرة للحياة البشرية على كوكب الأرض وهي نظرية الارتقاء والنشوء لدارون والتي تحاول إثبات أن الإنسان ينتمي إلى سلالة القرود والاهم من هذا أن النظرية تتضمن مبدأ هاماَ جداَ هو أن البقاء كان دائماَ للأصلح "Survival of the fittest "وليس الأقوى والأصلح هنا هو من بمقدوره دائماَ أن يؤقلم نفسه مع الظروف المحيطة والتي تتسم عادة بالتغير وهذه النظرية مرفوضة من كل الديانات تقريباَ ،لأن الديانات تنشد الثبات وتكره التجديد والتغيير . وكل الحركات الجهادية المعاصرة تنادي صراحة بأتباع منهج السلف الصالح أي العودة إلى الماضي السحيق ورفض الحداثة والتغيير .
ولست هنا بصدد الكتابة عن دارون أو السلف الصالح ولكنني أحاول فقط تسليط الضوء على تطور جديد في تعريف من هو الأصلح حيث نلاحظ جميعاَ أن الأصلح هذه الأيام في سلالة البشر هو أقذرهم ومعذرة على اللفظ ولكنني لم أجد أفضل منه .
ولو قلنا البقاء للأسوأ لما عبرنا عن المعنى الذي نقصده فالأسوأ لفظ يحتمل النسبية واختلاف وجهات النظر ،أما لفظ الأقذر فإنه يعني في عرفنا العربي مجموعة خصال فريدة من ضمنها السفالة والوقاحة والأنانية والخسة والوضاعة والانتهازية والطمع و. . . الخ . وعندما نقول بالعامية هذا رجل قذر فإننا نعلم جميعاَ أننا أمام ظاهرة منحطة للغاية .

ولو دققنا النظر في جميع أنحاء العالم الآن لوجدنا أن أسرع طريق للارتقاء والسيادة والسيطرة أصبح إجادة الخداع والكذب والجشع والبطش واللامبالاة بالآخرين وكلها من صفات حثالة البشر .
فوراء الأزمة المالية العالمية الحالية التي خربت بيوت الملايين في جميع أنحاء العالم مجموعة من المصرفيين والمستثمرين والمديرين التنفيذيين الذين أعمى الجشع والطمع بصيرتهم . وحقيقة فإن سبب هذه الأزمة ليس نقص التشريعات والأنظمة المالية ولكن انهيار الأخلاق وانعدام الضمير بالإضافة إلى نظام الترقي الذي يسمح بوصول حثالة البشر إلى المواقع القيادية على مستوى العالم كله .

ولو أمعنا النظر أيضاَ في حال عالمنا العربي لوجدنا أن كل مشاكلنا ترجع بالأساس إلى سيادة أرذل البشر لدينا في معظم المواقع القيادية وتلك هي الآفة الكبرى التي ابتليت بها مجتمعاتنا حيث أصبحت أساليب الوصولية والانتهازية والبلطجة والفهلوة ومسح الجوخ والغش والطمع هي أقصر الطرق للترقي والتربع على عرش القمة في كل مجال وفي كل مكان.
إن البشرية مقبلة على مرحلة خطيرة بسبب الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها الفقراء، والأغنياء سواء على مستوى الدولة الواحدة أو على مستوى الدول ليست لديهم النية الصادقة لمعاونة الفقراء . فعلى مستوى الدول المتخلفة يحرص الأغنياء على تهريب أموالهم إلى الدول الغربية بشكل منتظم والفجوة بينهم وبين الفقراء تزداد أتساعا . أما على مستوى الدول فإن الدول الغنية تقلل مساعدتها للدول الفقيرة بشكل منتظم حتى أن متوسط ما تخصصه هذه الدول من إجمالي ناتجها المحلي لبرامج المساعدات الخارجية أنخفض إلى 0.2% وفي ظل الأزمة المالية العالمية الحالية فإن هذه الدول تتجه إلى تطبيق برامج حماية لاقتصادياتها الوطنية وهو ما يعني المزيد من المعاناة لمواطني الدول النامية والمزيد من البطالة والفقر والانهيار الاجتماعي والدول الغنية لا تبالي بهذا كثيرا.

والخلاصة أن الأوضاع المحلية والعالمية سوف تتجه إلى المزيد من التدهور طالما أن الطمع واللامبالاة بأحوال الفقراء هما العاملان الحاكمان . ومن المرجح أن يستمر هذا التطور في نظرية دارون ألا وهو أن يسود الأقذر وليس الأصلح طالما استمر المظلومون والمحرومون والمنهوبون في ثباتهم واستكانتهم ولا عزاء لهم .



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات حب الطفولة
- البرادعي و الإخوان المسلمون
- خناقة على من يركب الحمار
- هل يمكن أن يأتي الإصلاح في مصر من الداخل؟
- نصيحة مخلصة إلى الإخوان المسلمين
- مقدمة في الغدر والتملق عند العرب
- حقيقة دور المضاربين وأزمة النظام الرأسمالي
- الإسلام ما بين التقدم والتخلف


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمود يوسف بكير - البقاء للأقذر